انتشرت مؤخرا السرقات النسائية في الأسواق والمحلات التجارية، وردهات الجامعات، حيث تسرق الحقيبة بأكملها، أو حافظة النقود، وربما جهاز الهاتف الجوال. ويرجع علماء النفس السرقات إلى مشاعر وأحاسيس داخلية، يجهلها السارق، وربما يرجعها العلم الحديث إلى الحاجة والرغبة في امتلاك ما لدى الآخرين بالسرقة. لعل هذه التصرفات اللامسئولة تنشأ بسبب تأثير البيئة والوراثة وغياب الوالدين.. وبين الغياب والتجاهل يضيع الأبناء وسط زحمة تصرفات خاطئة أحدها السرقة. سرقات في الجامعة ومع ان سعاد القحطاني لم تتعرض للسرقة طوال حياتها، ولكنها تقول: للأسف الشديد ألاحظ تعرض بعض الفتيات في الجامعة للسرقات بين حين وآخر، خاصة الجوالات. فيما ترى أختها غزيل القحطاني أن موضوع السرقات في الجامعة مشكلة كبرى، تحتاج للحيطة والحذر من اليوم فصاعدا. مكالمة مسروقة أما نورة السعد فتعرضت لسرقة جوالها في الكلية، وبقيت تتصل بالسارقة، التي أشغلت الجوال لمدة تجاوزت 7 ساعات، ولم تقفل الخط.. وأضافت نورة متسائلة: كيف يمكن لمشتري الجوالات المسروقة تحري الدقة، فلا يشترون جوالا إلا بورقة بيع، حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة. سرقات في المساجد وعلى أحد مقاعد سوق السويق قالت أم عبدالله: تعرضت للسرقة اكثر من مرة في السوق، أو في بيت الله الحرام، فمرة سرقت في السوق بينما كنت أشتري حاجيات أولادي المدرسية في بداية العام الدراسي سرقت محفظتي في المحل، واقفل البائع أبواب المحل، ولكن السارقة فرت بالنقود، ولم أجدها، وكأنها شبح اختفى وسط زحمة النساء. مشارط لفتح الأكياس ونصحت هدى البقشي السيدات بعدم وضع حافظة النقود في الأكياس، بل الاحتفاظ بها في اليد، أو في الحقيبة اليدوية، كي لا تسرق، فالبعض يسيرون في الأسواق، وفي أيديهن مشارط لفتح الأكياس، وسرقة محافظ النقود. معالج نفسي وتحدثت رانيا عبدالرحمن العمر عن معاناة فتيات الجامعة وتفشي ظاهرة السرقات في الجامعات، خاصة الجوالات وحقيبة النقود، حيث تتعمد السارقة سرقة الحقائب ذات الماركات الفاخرة، باهظة الثمن، معللة ذلك بسبب مادي أو لاحتياج أسري وعاطفي، يعود لتنشئة أسرتها، رغم استقرار بعض الأسر، إلا أنه يسرق وهو كبير السن، جاهلا العواقب الوخيمة من السرقة. وأضافت ان البعض يحتاج للعلاج النفسي، لأن الأخصائي المعالج يستطيع تدريب المريض على السلوك القويم، بعد التعرف على دوافع السرقة بكافة أشكالها لعلاجه. رسائل إلكترونية من سارقة وتساءلت رانيا عن أسباب سرقة الجوالات، حيث تعرضت هي لسرقة جوالها، رغم كثرة اتصالها على السارقة، إلا أنها لا تجيب على الاتصال أو الرسائل الإلكترونية، فاضطرت لشراء آخر ليأسها الشديد من عودته مرة أخرى.. وتتساءل: كيف يشتري الباعة الجوالات المسروقة، خاصة في الأسواق الشعبية التي لا تدقق في سلامة الجوال أو صلاحيته. أخذت المال وأعادت الحقيبة وتحكي نورة الشديد قصة ضياع حقيبتها في الجامعة، تقول: كانت مأساة حقيقية، فقد فقدت الجوال وحقيبة النقود، وبعد أيام رمتها السارقة في فناء الجامعة، واستلمت الحقيبة المفقودة من أمانة الجامعة، وكانت تحوي الأوراق الرسمية فقط، بعد ان أخذت النقود والجوال منها، إذا السبب للسرقة هو المال فقط، فأين الوازع الديني لديها، وأعتقد ان المشكلة الرئيسية لدى السارق أو السارقة هي في التربية الأسرية، لأن السرقة في الأصل حرام شرعا. السرقة في الازدحام وترى منيفة الشهري ان انتشار السرقات في الأسواق هو نتيجة الازدحام الشديد، وتقول: بعض المحلات الكبرى تزدحم في الأعياد والمناسبات، لذلك تنتشر السرقات، متناسين حرمة سرقة الغير. وعلقت هند المحيسن: تكثر السرقة حين تنشغل المرأة لفترة بسيطة عن حقيبة يدها. فيما عقب بائع جوالات أنه يلحظ ان اكثر البائعين هم من صغار السن، الذين يحاولون في الغالب سرقة جوالات جديدة، يقول: أمسكت بعدد لا بأس به، وهنا أتسأل عن الوالدين: أين هما من أبنائهما، وملاحظة تصرفاتهم وسلوكياتهم ومتابعتهم، وملاحظة النقود التي في حوزتهم. عمل.. ولكن غير شريف أما المحامي سامي عمر الحاجي فيعتبر السرقة عملا، ولكنه خال من عمل غير شريف، كما علل أسباب السرقة بالحاجة المادية، أو لدوافع فطرية وأسباب مرضية، ولكن على رأسها الحاجة المادية. وعن اختلاف عقوبة السارق قال المحامي الحاجي: حسب المسروقات، فالأمور المتحرزة، مثل المال المحرز، وهو المال الذي يوضع في مكان يؤتمن عليه وله حدود معينة، فسارق الريال يختلف عن سارق الألف ريال، والفعل الجنائي له ركنان، أحدهما مادي والآخر معنوي، فالمادي فعل الجريمة، أو القيام بالجريمة، أما المعنوي فهو تحضير الجريمة، إذا سقطت الجريمة، ولابد من توافر الركنين لإتمام الفعل الجنائي. الجوالات تغري اللصوص بالسرقة