نفى مدير قسم العناية المركزة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في جدة الدكتور وليد اليافي ما تردد عن ظهور حالات إصابة بأنفلونزا الطيور في السعودية ونقلها إلى المستشفى للعلاج، مؤكداً أن ما تردد هو مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. ويجيء نفي اليافي بعد شائعات ترددت أمس في الأوساط الطبية والشعبية في محافظة جدة تحدثت عن تسجيل حالة إصابة واحدة نقلت إلى المدينة الطبية لتلقي العلاج. كما أن وزارة الزراعة حرصت أول من أمس على نفي ما تردد من شائعات جرى تناقلها في منطقة عسير أرجعت ظاهرة نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في مزرعة في محافظة سراة عبيدة، مؤكدة أن حالات النفوق نجمت عن التغيرات المناخية وبرودة الجو في الفترة الأخيرة في المنطقة. إلى ذلك نبهت مصادر طبية إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار مراقبة الوافدين من البلدان المصابة بالمرض، خصوصاً في موسمي الحج والعمرة للتأكد من خلوهم من المرض، حرصاً على عدم تفشيه بين الحجاج والمعتمرين أولاً، ومن ثم انتقاله إلى المواطنين والمقيمين، وانتشاره لاحقاً مع العائدين إلى بلدانهم، وذلك في حال تحول المرض إلى وباء ينتقل من إنسان لآخر. وكانت استشارية الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتورة سمر بدر الدين أكدت وجود احتمال كبير لانتقال مرض أنفلونزا الطيور إلى السعودية، بعد انتشاره في عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان تسجيله محصوراً خلال الفترة الماضية في دول شرق آسيا. وقالت"إن الاحتمال وارد من طريقين، أولهما عبر استيراد الطيور التي تحمل هذا الفيروس، وثانيهما عبر الطيور المهاجرة، التي ربما تحمله من المناطق التي تم تشخيص المرض فيها". وأكدت الدكتورة بدرالدين"أن الطيور المهاجرة تلعب دوراً مهماً في نقل الفيروس من مكان إلى آخر، وتجعل العدوى بين الطيور عند حصول أي تماس بينها بشكل غير مباشر، وبما أن إمكان العلاج للطيور غير عملية، فإن أفضل وسيلة لمنع انتشار المرض بين الطيور إعدام الطيور المصابة أو التي تعرضت للفيروس". وقالت"إن أفضل وسيلة في منع انتشار الفيروس عبر الطيور المهاجرة، هو الحرص على عدم تربية الطيور الداجنة في الهواء الطلق، لمنع احتكاكها مع الطيور المهاجرة التي تحمل الفيروس". وعن وجود لقاح لهذا الفيروس قالت بدرالدين"تم اكتشاف وتصنيع لقاح جديد فعال ضد هذا الفيروس". وأوضحت"أن البشر يلتقطون الفيروس عبر استنشاقهم الرذاذ المحيط بالطيور، وعبر لمس الطيور المصابة، وعند إصابة البشر بهذا الفيروس تظهر عليهم خلال أيام عوارض تشبه الزكام، كالحرارة وألم الحنجرة والسعال وأوجاع العضلات بعد ذلك تتطور الحالة ويصاب المريض بالتهاب في الشعب الهوائية الرئوية، وهذه الحالة يمكن أن تصبح قوية جداً وتؤدي إلى الوفاة". ونفت الدكتورة بدرالدين إمكان انتقال فيروس انفلونزا الطيور من إنسان لإنسان، فهو ينتقل عبر الطيور ولكن يوجد تخوف في المراجع العملية من أن يغير الفيروس قدراته ويصبح قابلاً للانتشار بين البشر. يذكر أنه وضعت ثلاثة شروط من جانب العلماء والباحثين في منظمة الصحة العالمية لتوقع حدوث وباء عالمي جديد، تحقق منها شرطان بخصوص وباء انفلونزا الطيور في قارة آسيا. الأول يتمثل في ظهور نوع جديد من فيروس الأنفلونزا ويصيب الطيور، والثاني أثبت أنه ينتقل بالفعل من الطيور إلى الإنسان وهو إنذار خطر جداً حيث يقضي المرض على حياة 70 في المئة ممن يصابون به، والشرط الثالث لم يتحقق وهو انتقال الوباء من شخص لآخر.