تباينت مظاهر الاحتفال في مدن المنطقة الشرقية وقراها بعيد الفطر، فقد فضل سكان المدن الساحلية التوجه إلى الشواطئ، خصوصاً كورنيش الدماموالخبروالقطيف والجبيل ورأس تنورة والخفجي. فيما انتشرت مخيمات المتنزهين في المناطق البرية القريبة من النعيرية. وانتشرت العوائل على امتداد كورنيش الدمام، البالغ طوله نحو 27 كيلومتراً، مفضلين الاستمتاع برؤية زرقة البحر من على المسطحات الخضراء، وانشغل الأطفال باللعب أو ركوب الدراجات النارية، وكذلك الأمر في كورنيش الخبر ستة كيلومترات. ومحافظة القطيف 17 كيلومتراً. ولجأت عوائل أخرى إلى الحدائق، التي يصل عددها إلى نحو 300 حديقة، أو ارتياد المنتزهات السبعة الموزعة على مدن الدماموالخبروالقطيف، خصوصاً منتزه الملك فهد في الدمام، الذي يحظى بإقبال كبير. وتميز العيد في محافظتي الأحساءوالقطيف بخروج أعداد كبيرة من العوائل إلى المزارع التي يملكونها، أو استئجار بساتين لمدة يوم واحد، وأسهم تحسن درجات الحرارة في توجه الأسر إلى الاستراحات الزراعية. كما شهدت قرى في محافظة الأحساء إقامة فعاليات احتفالية خاصة وجديدة على المجتمع، الذي تعود على نمط واحد في الاحتفال بالعيد والمعايدة، من خلال الزيارات العائلية أو التجمعات المحلية. بيد أن قرى حرصت على أن تجدد، فأقامت احتفالات باختلاف مستوياتها وتعدد صورها، فالبعض اكتفى بوضع إعلانات ولوحات التهنئة بالعيد في الشوارع، وآخرون وضعوا عبارات وطنية تشير إلى تلاحم الشعب مع قيادته، أو تجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وهي التي طغت على أغلب اللوحات المهنئة. وكان لقرية"التويثير"احتفالها الخاص، الذي يقام للسنة السادسة على التوالي تحت مسمى"مهرجان الصرمة في التويثير للأعياد". واتسم مهرجان هذا العام بتطور لافت عن بقية المهرجانات التي أقيمت في السنوات الخمس الماضية، لما شهده من تنظيم متقن وإعداد كبير وحضور جماهيري اكتظت به شوارع البلدة الصغيرة المطلة على جبل القارة. وقسم المهرجان إلى فترتين، صباحية ومسائية، الأولى خُصصت للأطفال، وتخللتها مسابقات خفيفة للكبار. وقدمت خلال هذه الفترة ألعاب شعبية ومنوعة للأطفال، الذين عاشوا أجواء الفرح بمصاحبة شخصيات كرتونية من عالم"والت ديزني"، ما أضفى شيئاً من المرح بينهم. أما الكبار فعاشوا لحظات الحظ مع مسابقة أطلق عليها"حظ حظيظ". وعرض خلال المسابقة صندوق به جيوب متعددة، تحوي جوائز ومقالب عاش الجمهور من خلالها لحظات مضحكة، لم تخل من الطرافة والتشويق. وأثار دهشة الزائرين المزج المتقن بين الماضي والتراث بالحاضر المتطور، فصور الحيوانات مثل الحمار والأغنام والخيول، يصاحبها أطفال يرتدون الزي الشعبي، وكان للاستقبال والضيافة اللذين حظي بهما الزوار لموقع المهرجان علامة بارزة في إنجاح الحدث. أما الفترة المسائية، فخُصصت للكبار الذين تجمهروا لمشاهدة عرض مسرحي على خشبة المسرح المفتوح، وهي فكرة قربت العرض من حدود التفاعل الواقعي. وتناولت المسرحية بطابع كوميدي أوضاع الاحتفال بالعيد من الجانبين السلبي والإيجابي، بصورة ساخرة، فمن تناول موضوع البهرجة الزائفة والمبالغة في شراء لوازم العيد، إلى طقوس التفحيط والرقص المبتذل، والمعاكسات المرفوضة اجتماعياً، إلى مشاهد تصحيح المسارات. وحازت المسرحية على تصفيق الجمهور، الذي تفاعل معها. وفي نهاية المهرجان في فترته المسائية، بعد إجراء عدد من الألعاب والمسابقات والفعاليات، قامت اللجنة المنظمة بالسحب على جوائز الكوبونات التي تم بيعها في الليلة التي سبقت العيد. وتم إعلان نتيجة التحكيم عن أفضل طبق في المسابقة الوحيدة التي شاركت فيها نساء. والطبق الفائز كان مبتكراً بحسب قرار لجنة التحكيم، وكان على شكل محارة كبيرة، في وسطها سلطة متنوعة على شكل لؤلؤة مع التزيين المحترف الراقي. وقدم الطبق ضمن 40 طبقاً، تمت تصفيتها إلى 12 طبقاً، وفاز في النهاية طبق واحد. بيد أن إدارة المهرجان كرمت جميع المشاركات، وقدمت لهن جوائز. وأشاد الجمهور بالتنظيم، الذي احتاج إلى عمل مضنٍ وإعداد مسبق، ولعل إصابة خالد السمن، وهو أحد كوادر لجنة التنظيم بكسر في قدميه، وحرمانه من التجول في العيد دليل على حجم العمل والتضحية المبذولين من جانب المتطوعين من أبناء البلدة، التي يعتمد مهرجانها على الدعم الداخلي عن طريق المراكز التجارية في البلدة وبعض الأفراد.