لم تختلف دموع الحزن في العيد كثيراً عن الأعياد السابقة، سوى أنها زادت جراء ارتفاع أعداد المصابين جراء الألعاب النارية، التي كان دويها أقرب إلى الانفجار، لتمتزج دموع الحزن مع دموع فرح استقبال العيد بالثياب الجديدة وجمع المال من معايدة الأهل والأقارب. وإذا كانت الحوادث المرورية تسببت في شكل عام في مآسٍ، فان المصابين في الألعاب النارية أو ذويهم لم يكونوا أفضل حالاً أيضاً في السعودية، التي أصبحت الألعاب النارية من مظاهر العيد فيها. وعادة ما يكون ضحاياها من الأطفال. وتبدأ خطوات الاحتفال في العيد لديهم بشراء تلك المفرقعات بما جمعوه من مال في أيام العيد. وعلى رغم الحظر الذي تفرضه السلطات الأمنية والتجارية في السعودية على بيع المفرقعات والألعاب النارية بمختلف أنواعها، تحسباً لخطورتها، يضرب الباعة بتلك التعليمات عرض الحائط. والغريب أن أكثر من يقوم ببيع المفرقعات هم من النساء، اللواتي يتمركزن في أماكن إستراتيجية، عند مداخل المجمعات التجارية ومراكز التسوق وأماكن التجمعات العامة، لتصريف ما في جعبتهن من مفرقعات، حتى تصبح الواحدة منهن قابلة للانفجار. ويعتقد سعود عبدالله أن قيام النساء بالبيع يشجع على أن يكون معظم الزبائن من فئة الشبان، وليس الأطفال. ويقول:"من اللافت إقبال الشبان والمراهقين على شراء تلك الألعاب ومنافستهم الأطفال. على رغم أنهم يشكلون النسبة الأكبر من ضحاياها، بحسب إحصاءات المستشفيات، التي تشير إلى استقبال عدد من الحالات الطارئة الناتجة عن الألعاب النارية والمفرقعات". وتعرض طفل إلى حروق شديدة، نتيجة انفجار مفرقعات في موقع ألعاب، مخصص للأطفال في كورنيش الدمام. ويقول والده محمد أمين:"فوجئنا بالمفرقعات تصيبه في وجهه، ولم أكن أتوقع أن تكون بتلك القوة، فقد تخيلت أنها متفجرات حقيقية". وتعود المسؤولية على الآباء في شكل كبير، حيث يساهمون في انتشار مثل هذه الظاهرة، بشرائهم المفرقعات وإهدائها إلى أبنائهم". ويعلل أحد أولياء الأمور ذلك بحب أبنائه لهذه الألعاب. ويقول:"لا يوجد ضرر من استعمالها بطريقة آمنة، فقد تربى على استعمالها، ولم يحدث له شيء". وانتشرت أخيراً نوعية من المفرقعات والألعاب النارية، تحدث دوياً هائلاً لدى انفجارها، وهي نوعية لم تكن تتوافر في السابق، ما يدعو للاعتقاد بأنها أحد الأسباب الرئيسة في توجه الشبان لشرائها، والعبث بها، لا سيما في الأماكن العامة، بقصد تخويف وإزعاج الناس. وتحول كورنيش المنطقة الشرقية وأماكن التجمعات العامة إلى موقع مفضل لممارسة هذه اللعبة. ويعتبر كورنيش الدمام متنفساً لكثير من العوائل من داخل المنطقة وخارجها، ما دعا أولياء أمور إلى المطالبة بمنع هذه الألعاب في الأماكن العامة، لا سيما أن البعض يتعمد إطلاقها باتجاه الزوار.