بدأ نشاطهم خفية في أول شهر رمضان، وتوالى ذلك ظهور خفي في بعض الأسواق، ومع دخول العشر الأواخر أصبحت مباسطهم تنافس الباعة النظاميين للسلع الأخرى، يعرضون تارة ألعاباً ذات دوي منخفض، ويخبئون في ردهات الأحياء العشوائية أنواعاً أخرى أكثر تأثيراً ورغم التحذيرات، والرقابة والضحايا إلا أنه لازال أولئك الباعة ينثرون الألعاب النارية الحارقة في الأسواق ورغم الحوادث المؤلمة، والإصابات التي لا تزال آثارها ترتسم على وجوه وأيدي الكثير من الأطفال.. كل ذلك يأتي لما للألعاب النارية من ارتباط وثيق بالأعياد حيث يقبل المواطنون على شرائها لأطفالهم وتكتظ الأسواق والمحال التجارية بالمفرقعات، لكن من المؤسف أنها تبدأ بفرحة، ثم ما تلبث أن تنتهي بأحزان وحُرقة.
ميزانيات للألعاب النارية وينشط الموزعون للألعاب النارية في تمريرها لبائعات الأرصفة من الشباب والأطفال المتجولين وتسويقها بتسمية الألعاب بأسماء شخصيات ومشاهير إضافة إلى لاعبي كرة القدم وغيرهم، وتظل تلك الألعاب تخطف البسمة من أطفال الكثير من الأسر وتقتل الفرحة بالعيد، حيث يزداد ضحاياها في ظل غياب الدور التوعوي بمخاطرها الكبيرة والكثيرة التي تلحق الضرر بالأطفال وأسرهم، بالإضافة إلى أنها تتطلب أحياناً من رب الأسرة ميزانية أخرى إلى جانب ميزانية الملابس العيدية والمكسرات وحلويات العيد وغيره مع أنها تعتبر إحدى مصادر الموت، على العموم ضحايا الألعاب النارية تزدحم بهم المستشفيات وينقلب فرح الأهل في الأعياد إلى مأتم.
الطراطيع تبدأ بفرحة وتنتهي بحرقة الكثير من الحوادث التي حولت فرحة كثير من الأسر إلى، حرقة وبكاء على إصابات تعرض لها أبناؤهم، أو فقدان بعضهم جراء تلك الألعاب النارية التي انتشرت في الأسواق، بأنواع مختلفة، وذات انفجار شديد ، تصلهم تهريباً وتباع خفية للأطفال يروجها سماسرة من الأطفال مقابل أن ينالوا جزءاً من تلك البضائع .
ولا يكاد يخلو سوق شعبي في المملكة من تجار تلك الألعاب، حيث يروجون لبضاعتهم وخاصة في شهر رمضان والعيد، واللذان يعدان موسماً نشطاً ومربحاً لبائعي الألعاب النارية "الطراطيع"، حيث تشهد تلك ألأسواق تواجداً كبيراً لأولئك الباعة، الذين يتعاملون بسرية تامة لعرض ما لديهم من ألعاب نارية مختلفة الأحجام والأنواع، ليأخذ منها ما يحتاجه، وكل نوع له سعر يحدده البائع، ويمكن أن يفاصل فيها مع المشتري حتى لا يفقده.
حملات مداهمة وعيون التحذير وتنظم مراكز الشرطة بالمملكة بين الحين والآخر حملات على بائعي الألعاب النارية في أسواق جدة التاريخية خلال شهر رمضان، الذي أصبح موسماً رائجاً للألعاب النارية، حيث يتم ضبط ومصادرة كميات كبيرة من الألعاب الخطرة، ولكن يحرص الباعة أن يكون لديهم عيون قادرة على تحذيرهم بالمداهمات قبل وصولها.
وضبطت دوريات حرس الحدود في الحد الجنوبي ما يقارب من 10آلاف كيلو جرام من الألعاب النارية المختلفة، أثناء محاولة تهريبها إلى المملكة وأوضح الناطق الإعلامي لحرس الحدود في منطقة جازان العميد عبدالله بن محفوظ أنه تم ضبط ما يقارب من 9768 كيلوجراماً من الألعاب النارية أثناء محاولة تهريبها إلى المملكة خلال الأسبوعين الأولين من شهر رمضان.
تحذيرات متواصلة أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني تحذيراتها من مخاطر الألعاب النارية والمفرقعات التي يلهو بها الشباب والأطفال احتفالاً بعيد الفطر المبارك وما قد ينجم عنها من حوادث قد تتسبب في عواقب وخيمة وأضرار بالغة.
وكثفت المديرية العامة للدفاع المدني - بالتنسيق مع الدوريات الأمنية وأمانات المدن والبلديات جولاتها لضبط المفرقعات والمتفجرات التي تباع في محلات لعب الأطفال والبقالات، وعبر الباعة المتجولين في مواقع احتفالات العيد في جميع المناطق وتطبيق الإجراءات النظامية بحق من يثبت تورطه في بيع أو تخزين هذه النوعية من المفرقعات والألعاب النارية.
وأوضح مصدر في الدفاع المدني أن استخدام الأطفال لهذه الألعاب النارية المتفجرة والتي تعرف "بالطراطيع" له مخاطره الكبيرة تصل إلى بتر أصابع الأطفال أو تهتك أنسجة العين حال وصول شظايا هذه الألعاب إليها، فضلاً عن إمكانية تسببها في اشتعال الحرائق.
وأكد المصدر على ضرورة مراقبة أولياء الأمور للأطفال وعدم السماح لهم بشراء "طراطيع العيد" أو العبث بها، ولا سيما أن أصناف كثيرة منها ذات قوة تفجيرية شديدة وتفتقر لأبسط مقومات الأمان والسلامة في استخدامها، لتدني مواصفات تصنيعها بما تجعلها عرضة للانفجار تلقائياً في حال تعرضها لدرجات الحرارة العالية أو الاحتكاك بالأسطح الخشنة أو الضغط عليها.