يعتبر الداء السكري من الأمراض الشائعة في كل بلدان العالم، ويبلغ عدد المصابين به حوالى 300 مليون شخص، وهناك توقعات أن يرتفع هذا الرقم في السنوات المقبلة بسبب تفشي السمنة، وقلة الحركة، والعادات الغذائية السيئة. هناك نوعان من الداء السكري، واحد يصيب صغار السن، ويطلق عليه اسم السكري الشبابي، وفيه تكون غدة البانكرياس عاجزة كلياً عن إفراز هورمون الأنسولين الذي يتولى عملية ضبط مستوى سكر الدم. أما النوع الآخر فهو الداء السكري الكهلي الذي يصيب عادة البالغين بدءاً من سن الأربعين، ويحدث هذا النوع نتيجة وجود خلل في مفعول الأنسولين بسبب زيادة الوزن، وقلة الحركة، وأسلوب الحياة غير الصحي. والنوع الثاني من الداء السكري هو الأكثر شيوعاً ويشكل نسبة 90 في المئة. بسبب الجهل وقلة الوعي، هناك ما يقارب 50 في المئة من الأشخاص المعرضين لخطر السكري، يعيشون لسنوات طويلة من دون أن يعرفوا أنهم مصابون بالداء السكري، وهذا ما يجعلهم يقعون ضحية اختلاطات قاتلة. في السابق كان النوع الثاني من الداء السكري يشاهد عند البالغين فوق سن الأربعين، أما في أيامنا هذه فبتنا نشاهد هذا النوع عند الأطفال والمراهقين. إن الاستهتار في علاج الداء السكري يفتح الباب على مصراعيه أمام حدوث الاختلاطات، مثل العمى، والأمراض القلبية الوعائية، والفشل الكلوي، واعتلال الأعصاب وغيرها. إن مكافحة السمنة، وممارسة النشاط الرياضي المستمر، إضافة إلى النظام الغذائي الصحي، تساهم في التقليل من خطر التعرض للداء السكري- النوع الثاني. إن نسبة الوفيات المبكرة في أوساط المصابين بالداء السكري تبلغ الضعف تقريباً أسوة بغير المصابين. إن ارتفاع ضغط الدم يعتبر مشكلة صحية كبيرة في حال لم يتم علاجه، أما في حال العلاج فيستطيع المصاب أن يعيش حياة طبيعية كغيره من الناس.