علمت"الحياة"أن محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، سيعود إلى القاهرة اليوم من إيران عبر دبي، بعد أكثر من 20 عاماً أمضاها في الخارج منها 8 سنوات في إيران. وقال القيادي في الجماعة الإسلامية مسؤول ملف أبناء الجماعة في الخارج الشيخ محمد ياسين ل"الحياة"إن"الإسلامبولي هاتفه وأبلغه أنه التقى القائم بالأعمال المصري في طهران ونجل الإسلامي المصري مصطفى حامد وأبلغهما بأنه اتفق مع السلطات الإيرانية على ترحيل الإسلامبولي وحامد وأسرته إلى القاهرة عبر دبي. وأوضح ياسين أن لقاء الديبلوماسي المصري مع الإسلامبولي تم الخميس وأبلغه أن سيُرحل مساء السبت من إيران إلى دبي وسيبقى فيها خمس ساعات ترانزيت لحين تسفيره إلى القاهرة التي يصلها صباح اليوم بصحبة مصطفى حامد أبو الوليد المعروف بعلاقته بالزعيم السابق لتنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن وقيادات التنظيم الحالية والذي لجأت زوجته إلى بعثة رعاية المصالح المصرية في طهران من أجل ترحيلها إلى بلادها. وأشار ياسين إلى أن لقاء عقد في وزارة الخارجية الإيرانية حضره ديبلوماسيون مصريون من أجل حل مشكلة حامد وأسرته وانتهى إلى ترحيلهم جميعاً إلى مصر. وكانت السلطات الإيرانية أبلغت الإسلامبولي منذ نحو شهر بأن عليه مغادرة البلاد إلى باكستان أو مصر، وهو اختار باكستان، لكن الحال الصحية للإسلامبولي تدهورت على الحدود الباكستانية - الإيرانية فعاد إلى طهران وطلب من السلطات الإيرانية ترحيله إلى مصر، لكنها بعد أيام أبلغته بإمكان تسفيره إلى تركيا، وبعد 3 أيام قضاها على الحدود الإيرانية - التركية أعادته السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى طهران وأبلغته بأنه سيسافر إلى مصر. والإسلامبولي محكوم بالإعدام في مصر في قضية"العائدون من أفغانستان"، لكن ياسين قال إن والدة الإسلامبولي التقت مندوباً عن المجلس العسكري وتقدمت إليه بطلب للعفو عنه، وتلقت وعداً بدراسته وأن فريقا قانونياً سينقض الأحكام ضده وسيتولى إجراءات إعادة محاكمته. وهو سيُحتجز في سجن العقرب شديد الحراسة فور عودته من إيران اليوم. وقال الشيخ محمد ياسين:"رسمياً لا أحد من الإسلاميين المصريين في إيران بعد عودة الإسلامبولي وحامد". وكان الإسلامبولي اعتقل في أواخر أيام حكم السادات ضمن مئات صدر قرار بالتحفظ عليهم، وأطلق في العام 1984 ثم أعيد اعتقاله في العام 1985 بعدها قرر السفر من مصر بسبب التضييقات الأمنية فسافر إلى باكستان ثم أفغانستان ومنها إلى إيران بعد الغزو الأميركي. وأوضح ياسين أن اعتقال محمد الإسلامبولي كان سبباً رئيسياً في اغتيال السادات، إذ سبب ضيقاً وغضباً شديداً لدى شقيقه الذي اقترح تنفيذ عملية الاغتيال. وقال منظر الجماعة الإسلامية عضو مجلس شورتها الدكتور ناجح إبراهيم ل"الحياة"إن الشيخ محمد الإسلامبولي من الجيل الأول للجماعة، وأنه تولى أموراً قيادية فيها أثناء سجن قادة الجماعة لكنه لم يشارك في أي عمل عنيف. ولحق الإسلامبولي بعشرات الإسلاميين المصريين الذين رحلتهم إيران على مدار الأشهر الماضية منهم حسين شميط المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في تسعينات القرن الماضي في أديس أبابا. وظلت مصر ترفض تطوير علاقاتها مع إيران يتبادل البلدان مكتبين لرعاية المصالح يترأسهما ديبلوماسيان بدرجة سفير، ورهنت الأمر بالاتفاق على"قضايا إقليمية وأمنية"على رأسها الدور الإقليمي وتسليم المطلوبين، من دون إغفال"المسائل الرمزية"وبينها إطلاق اسم قاتل السادات على أحد شوارع طهران. وزادت التوقعات باستئناف العلاقات الكاملة مع إيران بعد"ثورة 25 يناير"في ظل تبادل التصريحات الودية من الجانبين. وينظر إلى خطوة ترحيل إيران المطلوبين المصريين على أنها تأتي في إطار الاستعداد لتطوير العلاقات بين البلدين.