باريس - أ ف ب - يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إلى الشرق والقوقاز تحديداً في جولة من ثلاث مراحل تدوم يومين يزور خلالها أرمينيا وأذربيجان وجورجيا لتحسين صورة «صانع السلام» بعد ثلاث سنوات على تفاوضه على سلام مثير للجدل بين موسكو تبيليسي. الرئيس الفرنسي الذي واجه نكسات انتخابية عدة آخرها في مجلس الشيوخ، وسلسلة فضائح سياسية مدوية، قال انه لن يعلن ترشيحه لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في 2012 حتى آخر لحظة وأنه سيواصل في الأثناء «القيام بعمله» الذي يقوده هذا الأسبوع إلى يريفان وباكو وتبيليسي للاحتفال بالذكرى العشرين لاستقلال الجمهوريات السوفياتية الثلاث. لكن قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية يصعب فصل هذه الزيارة عن الأجندة الانتخابية. فبزيارة جورجيا الجمعة بعد ثلاثة أسابيع من التهليل له كبطل في ليبيا، يعود نيكولا ساركوزي الى بلد آخر يعتبر انه لعب فيه دور «المنقذ». ففي صيف 2008 تمكن ساركوزي الذي كان حينها يتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي من وقف حرب نشبت بين روسيا وجورجيا بانتزاع وقف إطلاق النار من البلدين وتبدو تلك الواقعة اليوم نقطة حسنة في حصيلة ولايته. وقال صديقه وزير الداخلية السابق بريس اورتفو إن «العالم ينظر إليه على انه بطل حقوق الإنسان من جورجيا (...) إلى ليبيا». وتضيف الرئاسة أن «تدخله أدى إلى وقف المعارك». لكن بعد ثلاث سنوات تبقى حصيلة تدخله مثيرة للجدل لا سيما أن القوات الروسية ما زالت تحتل منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيتين الانفصاليتين بينما المفاوضات التي فرضت على طرفي النزاع لاتزال متعثرة. وعلى رغم هذه النقاط السلبية سيخصص لساركوزي استقبال حافل. وقال مصدر في تبيليسي: «نقدر ما فعله (...) لكننا ننتظر من الرئيس الفرنسي أن يذكر أن الروس لم يحترموا التزاماتهم وأن يدعمنا من اجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».