طبعة جديدة من رواية"براري الحُمّى"وهي الأولى للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله صدرت في مناسبة مرور خمس وعشرين سنة على صدورها عام 1985، عن الدار العربية للعلوم - بيروت، ومنشورات الاختلاف - الجزائر، ودار مكتبة كل شيء ? فلسطين، وكانت هذه الرواية، محط اهتمام في الأوساط النقدية العربية والعالمية، ولم تزل تثير النقاش حول بنيتها الفنية وموضوعها، كما أعيدت طباعتها مرات عن دار الشروق - عمان، ومؤسسة الأبحاث العربية - بيروت، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت، وتمت ترجمتها إلى أربع لغات، وقد اختارها القراء الدنماركيون قبل ثلاثة أعوام عند صدورها بالدنماركية واحدة من أهم خمس روايات ترجمت الى لغتهم في ذلك العام من كل أنحاء العالم. وفي مطلع هذا العام اختارتها جريدة"الغارديان"بحسب الكاتب مات ريس:"واحدة من أفضل عشر روايات عربية وعالمية تكشف النقاب عن عناصر الحياة في أنحاء العالم العربي. رواية تجعل من الوجودية عمقاً سياسياً مقلقاً للغاية". تقول الناقدة والشاعرة سلمى الخضراء الجيوسي:"براري الحمى من أدق التجارب الجمالية تشرُّباً لروح الحداثة، فقد استبطن المؤلف الحداثة استبطاناً كاملاً وكأنه ولِدَ فيها. لقد أنتج الفن القصصي الفلسطيني معالجات فريدة لا مثيل لها في الأدب العربي، ومثال ذلك رواية"المتشائل"ورواية"براري الحُمَّى". في حين يقول الشاعر الإنكليزي جيرمي ريد: براري الحمى هي الجواب العربي عن النفس المنشطرة. لقد أعاد إبراهيم نصرالله موضوع التحوّل إلى الرواية، ذلك أن ذهنه قادر على إنشاء أهرامات تناطح السماء، أو تفجير نبع جارف من سطح صخري. وقد كانت رحلته عبر النيران، ويستطيع المرء أن يقول إن كلماته تحرق الورق، إنها تصل إلى ما هو الأهم في الفن، وهو العملية التحويلية التي يفقد فيها العالمان الداخلي والخارجي تمايزهما ويندمجان أحدهما في الآخر". وكتب الناقد الإيطالي فيليبو لابورتا في تقديمة للنسخة الإيطالية من الرواية: أن"قراءة هذه الرواية تعني وقوعك في أسر الغموض العذب، والفراغ الغامض الذي يتواجد في أعماق كل مخلوق إنساني، متجاوزاً البشر عابراً أعماق الكائنات الحية والجمادات في تلك الصحراء". أحداث هذه الرواية تدور في منطقة القنفذة في المملكة العربية السعودية في منتصف السبعينات من القرن الماضي، حيث عمل المؤلف معلماً هناك لمدة سنتين، وكانت باكورته الروائية، بعد أن أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية، وكتب بعدها عدداً من الروايات من بينها مشروعه"الملهاة الفلسطينية"ومشروعه الآخر"الشرفات"وإلى ذلك رواياته:"حارس المدينة الضائعة"و"مجرد 2 فقط"، و"عو"، و"الأمواج البرية"، وأعماله الشعرية التي كان آخرها ديوان"لو أنني كنت مايسترو".