يستفيد باحثو"سيتي"SETI حاضراً من تسهيلات في مراصد متخصّصة مثل"آتا"ATA، الذي يُسمى أيضاً"تلسكوب ألين"Allen Telescope Array في كاليفورنيا، للبحث عن إشارات راديو ربما تكون آتية من الفضاء. ويشمل تلسكوب"آتا"مصفوفة من 42 صحناً هوائياً صغيراً قطر الواحد منها ستة أمتار، تغطي مساحة هكتار 10 دونمات أو ما يوازي مربعاً ضلعه 100متر، كما تعمل وفق تكنولوجيا رصد حديثة ترتكز على مبدأ"عدد كبير من صحون صغيرة"Large Number of Small Dishes. وقد أثبت هذا النموذج أنه يزيد من فعالية الرصد ضمن تكلفة أقل، بالمقارنة مع تلسكوبات الراديو التقليدية ذات الصحون الكبيرة. وباستجابة لطلب مركز"سيتي"، قدّم بول آلن، الذي شارك بيل غيتس في تأسيس شركة مايكروسوفت العملاقة، تمويلاً لصنع تلسكوب حديث متعدد الصحون، بحيث يستطيع التعامل مع المشاريع الفلكية التي تستخدم موجات راديو، في بحثها عن ذكاء خارج المجموعة الشمسية. وفي عام 2007، صُمّم تلسكوب"آتا"وأُنجِز وانطلق في العمل. ويُستخدم تلسكوب"آتا"راهناً للرصد الفلكي بموجات الراديو، ورصد انبثاقات اشعة"غاما"، وتتبع مصادر بث الراديو كونياً، ومساعدة مركز"سيتي"في بحثه عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض. وفي آيار مايو من العام الماضي، بدأ التلسكوب"آتا"بمسح المنطقة الوسطى من مجرة"درب التبانة"بحثاً عن إشاراتٍ من مخلوقات خارجية مفترضة، مستعملاً حزمة عريضة من الموجات. ويأتي هذا الإنجاز بعد 50 سنة من التعاطي الجدي مع فكرة احتمال وجود ذكاء غير أرضي في الكون. واستعانت بحوث سابقة بتسهيلات المراصد الكبيرة مثل تلسكوب"أريسيبو"الذي يعمل بموجات الراديو، في بورتوريكو. وحينها، تطلّب رصد نجم مفرد أسابيع عدة. وفي عام 2004، أُنجِز مشروع"فينكس"الذي عمل عليه مركز"سيتي"، في كاليفورنيا. واستمرت أعماله عشر سنوات، جرى خلالها تفحّص قرابة ثمانمئة نجم. ويتميّز"آتا"بقدرته على مسح مناطق السماء بسرعة كبيرة، ما يتيح تفحص قرابة مليون نجم خلال بضعة عقود، كما يقول الفلكي سث شوستاك الذي يعمل في"سيتي". ويُشغّل شوستاك"آتا"لحساب جامعة كاليفورنيا في"بيركلي". ويضيف شوستاك أن دراسة مليون نجم تتيح فرصة جيدة للعثور على إحدى الحضارات الكونية في"درب التبّانة"، والتي قدّر عددها العالِم فرانك دريك بقرابة عشرة آلاف. وأخيراً، توقّع الفلكي الشهير كارل ساغان في كتابه"كونتاكت"ومعناه اتصال، انه اذا كان لبثّ ان يصل إلى أهل الفضاء، فلربما أوقعنا الأمر في ورطة في حال تضمّنه مثلاً الخُطب النازية العرقية لأدولف هتلر!