غدًا.. انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء في الرياض    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 18 شهيدًا    رئيس مجلس الشورى يستقبل أعضاء مجموعة الصداقة التركية - السعودية في البرلمان التركي    تشكيل النصر المتوقع أمام السد القطري    نائب أمير الرياض يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض "مكنون"    وزير الخارجية يلتقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية العراق    القيادة تهنئ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى اليوم الوطني لبلاده    أمير المدينة يتسلم التقرير السنوي لأبرز إنجازات القوة الخاصة للأمن البيئي    محافظ الخرج يستقبل العميد القحطاني لانتهاء فترة عمله مديراً لمرور المحافظة    نائب أمير مكة يُدشن مشاريع للهلال الأحمر ويطلع على منجزات خدمة ضيوف الرحمن    رحم الله الشيخ دخيل الله    المملكة تفوز برئاسة لجنة الملاحة الجوية في المنظمة العربية للطيران المدني    تنسيق عراقي سوري لتأمين الحدود بين البلدين    تحت رعاية خادم الحرمين.. انعقاد «مؤتمر ومعرض الحج» في نسخته الرابعة.. يناير القادم بجدة    الشورى يطالب" العقاري" بدراسة خصم المبالغ المتبقية في السداد المبكر    جامعة الأميرة نورة تُنظِّم معرض "مستشارك في دارك"    "سدايا" تصدر وثيقة إطار تبني الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنيات المتقدمة بالسعودية    أكاديمية الإعلام السعودية تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من المتدربين    بايدن يتراجع ويعفو عن نجله هانتر    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 27 إلى لبنان    المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية " ارتقاء " للخدمات الصحية بمحافظة أضم    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    وفد من مؤسسة سليمان الراجحي في جولة تفقدية لجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي بمنطقة جازان    ضمن فعاليات شتاء جازان…انطلاق بطولة مكاتب تعليم جازان للرياضات الشاطئية    أسرتا باجنيد وطراد تحتفلان بزواج أحمد    ياباني يقتحم ألف منزل للتخلص من التوتر    الإعلانات غير المأذون لها.. إلى متى؟    أهمية توثيق الأعمال لتجنُّب النزاعات المستقبلية    زواجاتنا بين الغلو والفخامة والتكلُّف والبساطة (1)    آهٍ منك يا "نجم"    100 خدمة عدلية يوفرها تطبيق «ناجز»    سعود بن بندر يهنئ مدير اتصالات الإقليم الشرقي    «واتساب» يتيح متابعة القنوات برموز ال QR    الصندوق الثقافي يُسدل ستار مشاركته في النسخة الثانية من «بنان»    دوِّن أهدافك وعادي لا تحققها    نحو فن مستدام    ميلا الزهراني.. بدوية في «هوبال»    الخصوصية الثقافية والعلاقة مع الآخر    تركي آل الشيخ يطلق الإعلان التشويقي لمواجهة أوزيك وفيوري في موسم الرياض    الأخضر السعودي والعودة للطريق الصحيح    في افتتاح الجولة 12 من دوري" يلو".. الفيصلي يستقبل الجندل.. والنجمة يواجه جدة    فابينهو وعوار مهددان بالغياب    الشتاء والاعتدال في الشراء    فواكه تسبب «تآكل» الأسنان    5 أمور لا تفعلها على مائدة الطعام    الراحة في النوم على الأريكة.. ماذا تعني ؟    احذر.. مواضيع غير قابلة للنقاش أمام الأطفال    32 جولة رقابية لوزارة الصناعة يوميا    إلزامية الداش كام    آسيا.. «مجنونة»    المصمك بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبولو    التصحر مرة أخرى    قبل وصول ترمب !    أمير تبوك يزور الشيخ أحمد الخريصي في منزله    القصة القصيرة في القرآن    الأمير تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير قطر لدى المملكة    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحف العبرية اعتبرت القمة الثلاثية إنجازاً لنتانياهو: ستكون بلا نتائج . "شماتة" إسرائيلية من "انكفاء عباس" وفشل أميركا في فرض وقف الاستيطان
نشر في الحياة يوم 22 - 09 - 2009

اعتبرت إسرائيل عقد لقاء القمة الثلاثية بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن اليوم في نيويورك"إنجازاً"لنتانياهو والسياسة التي انتهجها في المفاوضات مع الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، وأشارت إلى أنه بينما صمد نتانياهو في وجه الضغوط الأميركية ورفض شروط عباس للمشاركة في القمة، فإن الأخير اضطر إلى"الانكفاء"و"الانبطاح"والتراجع عن شروطه،"كل هذا في وقت نجح نتانياهو في الحفاظ على العلاقات المتميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة". وأفادت كبرى الصحف الإسرائيلية"يديعوت أحرونوت"أن إسرائيل، مع تبلّغها عقد القمة،"لم تخفِ استخفافها بل، إلى درجة ما، شماتتها بالإدارة الأميركية التي ظنت خطأ أنه إذا ما طلبت من نتانياهو تجميد البناء في المستوطنات، فإنه سيقف جامداً مستعداً لتلبية الطلب فوراً".
ونقل المراسل السياسي للصحيفة شمعون شيفر عن مصدر سياسي كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله إن القمة في نيويورك"ستكون حفلة قصيرة لالتقاط صور ليس أكثر". وأضاف أن الأميركيين أخطأوا في تقديراتهم بأنه يمكنهم ليّ ذراع إسرائيل بانتزاع وعد منها بتجميد تام للبناء في المستوطنات من دون الطلب من الجانبين الفلسطيني والعربي تقديم شيء. وتابع أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته الولايات المتحدة تمثَّل في استعدادها لخوض مفاوضات مع إسرائيل والدول العربية من دون أن تطرح عليها مطالب محددة وعينية غير قابلة للنقاش. وزاد أن ميتشل قضى وقته في مقارعة إسرائيل في شأن عدد الوحدات السكنية الجديدة المسموح بناؤها"وفي مراحل معينة من المفاوضات بدت هذه كأنها تدار كما يدار البازار الشرقي". وتابع المعلق أن فشل مهمة ميتشل يقود إلى عبرتين يجب على الإدارة الأميركية إدراكهما: الأولى تقضي بالتنازل عن فكرة تحديد جداول زمنية للتسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين، والثانية أن"الشخصية الساحرة"للرئيس اوباما التي يتحدث عنها كثيرون لم تثر أي انطباع خاص على حكومة نتانياهو.
واستبعدت وسائل الإعلام أن تسفر القمة عن أي نتيجة فعلية لدفع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وتراوحت العناوين بين"مجرد لقاء لالتقاط الصور"و"قمة رمزية"و"قمة بلا توقعات"و"انكفاء عباس"، في المقابل، أبرزت ما وصفته"صمود"نتانياهو في وجه الضغوط الأميركية ورفضه شروطها لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وأفادت صحيفة"هآرتس"نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الفجوات في مواقف الأطراف ما زالت عميقة ولم تتغير"وعليه، فإن القمة لن تدشن مفاوضات، ولن تشهد الدخول في تفاصيل جدية في شأن الاستيطان أو هيكلية المفاوضات المرجوة"، ولذا اتفق على أن يقدم نتانياهو وعباس استعراضاً للوضع. ونقلت الإذاعة العامة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتانياهو حصل على اجتماع مع عباس من دون تقديم شيء في مقابل ذلك"كما فعل أسلافه"، ومع الحفاظ على علاقات ممتازة مع واشنطن. وأضاف أن نتانياهو وعباس يذهبان إلى نيويورك فقط لأن اوباما دعاهما،"ونتانياهو تعاون مع واشنطن وأوفد مستشاريه واستقبل ميتشل وأوضح مواقف إسرائيل كما أوضح أنه لا يتنازل عن مواقفه، بينما عباس تأرجح ولم يحقق شيئاً في عناده بل جُرَّ إلى قمة ليس معنياً بها، لقد تم جرّه من شعر رأسه".
وأضاف أن أكثر ما يمكن أن تنجزه القمة هو محاولة لخلق"أجواء أخرى"بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. واستبعد أن ينجم عنها إعلان عن هيكلية المفاوضات أو وضع جدول زمني لها أو الإعلان عن لقاء آخر بين نتانياهو وعباس. وزاد أنه لا يبدو أن القمة الثلاثية ستختتم ببيان مشترك إنما ببيان يقدمه كل من الزعماء الثلاثة على حدة. وكان نتانياهو قال أواخر الأسبوع الماضي أنه سمع من الإدارة الأميركية تأييداً لمطلبه باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل، وأنها اعتبرت ذلك شرطاً ضرورياً للتوصل إلى سلام حقيقي.
من جهته، رد الوزير الفلسطيني السابق سفيان ابو زايدة في حديث للإذاعة العبرية أمس على تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بأن الفلسطينيين على شفا تفويت فرصة عظيمة أخرى للسلام بالتساؤل:"عن أي فرصة يتحدث باراك؟ نحن لا نضع الشروط إنما إسرائيل التي تعلن أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، وتشترط علينا مسبقاً الاعتراف بها دولة يهودية. نتانياهو هو الذي يعلن أنه لن ينسحب إلى حدود حزيران يونيو 1967 وهذه مسألة أساسية. هناك خريطة الطريق التي تنص على وقف الاستيطان، ويأتي رئيس حكومتكم ويقول إنه لن يجمد الاستيطان". وتابع ان الرئيس الفلسطيني لم يرغب بهذه القمة طالما لم تعلن إسرائيل وتنفذ على الأرض وقفاً تاماً للاستيطان،"لكن أبو مازن لم يرغب في قول لا للولايات المتحدة، فيما عدد من زعماء الدول العربية حضه على المشاركة وعدم رد دعوة اوباما". وأضاف:"لا توقعات أبداً للفلسطينيين من اللقاء ... هذا لقاء للبروتوكول ولا معنى سياسياً له. لا أرى في القمة انجازاً لنا أو لغيرنا ... لسنا نحن من يتوجب عليه حل مشاكل نتانياهو الداخلية أو مشاكل اوباما في أفغانستان والعراق أو الأزمة المالية في الولايات المتحدة ... نحن نتوقع من الولايات المتحدة تنفيذ ما تعهد به اوباما ... وإذا لم ينجح فماذا يمكننا أن نفعل؟".
من جهته، قال القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك ألون بنكاس إن"من المفيد لإسرائيل ولعلاقاتها مع الولايات المتحدة أن يكون الرئيس الأميركي قوياً". وأضاف رداً على أجواء التبجح بأن واشنطن لم تنجح في ليّ ذراع إسرائيل:"لا أقترح أن تبني إسرائيل على ضعف اوباما، هذا ليس في مصلحتها. كلما كانت الولايات المتحدة أقوى، كانت إسرائيل أقوى. وبقدر ما تبث الولايات المتحدة قوة، تكون إسرائيل قوية". وتابع أن احتمال التعاون بين اوباما ونتانياهو"أكبر بكثير من احتمال الصدام بينهما". وزاد أن الرئيس الأميركي"علق"في تعقيدات قضية الشرق الأوسط،"لكنني لا اعتقد أنه أوهم نفسه بحل سريع للقضية، إلا أنه أخطأ برأيي في افتراضه أنه يمكن جعل تجميد البناء في المستوطنات القضية الأهم، لكن ذلك لا يعني أن سياسته محكومة بالفشل".
وكتب المعلق في الشؤون الفلسطينية في صحيفة"هآرتس"آفي يسخاروف أن القمة الثلاثية ستتيح للرئيس اوباما تحصيل الصورة التي يتمناها:"القادة الثلاثة يتصافحون وكأنهم يبدأون طريقاً جديدة". وأضاف:"على خلفية الفشل المجلجل للبيت الأبيض في ليّ ذراع إسرائيل لتوافق على تجميد تام للبناء في المستوطنات، أو في الحصول على موافقة دول عربية لخطوات تطبيع تجاه إسرائيل، فإن صورة للقادة الثلاثة معاً ستعتبر إنجازاً رائعاً قد يساعد اوباما ورجالاته في تحريك العملية السياسية العالقة". ورأى أن عقد القمة يضعف مكانة الرئيس الفلسطيني في أوساط شعبه، مشيراً إلى حقيقة أن الولايات المتحدة التي حضت عباس على تسلق شجرة عالية من الشروط وأوهمت الفلسطينيين أنها إلى جانبهم هذه المرة ولن تتهادن مع إسرائيل"هي التي أرغمته على القفز منها، ولذا فإنه الخاسر الأكبر من القمة".
وكتب كبير المعلقين في"يديعوت احرونوت"ناحوم بارنياع أن ما سيكون في نيويورك"ليس لقاء ولا حتى نصف لقاء ... الحدث هو نكتة على حساب الرئيس الأميركي الذي اختلس النظر إلى سياسة الشرق الأوسط وأصيب بأذية". وتابع أن ميتشل"منذ أن أقحم نفسه في مفاوضات تفصيلية أوقع نفسه في طريق بلا مخرج ... نتانياهو لم يكن قادراً على التراجع عن مواقفه، كما لم يكن ممكناً أن يظهر أبو مازن كمن سلّم بمواصلة البناء، وعليه كانت المفاوضات محكومة بالفشل مسبقاً". وأضاف أنه بغض النظر عن المسؤول عن فشل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإسرائيل،"اوباما أو ميتشل"، فإن ثمة توافقاً في الرأي في شأن جودة النتيجة. وأضاف:"كان في وسع اوباما أن يدع نتانياهو والقادة العرب، بضمنهم ابو مازن، أن يتصببوا عرقاً، فجميعهم متعلق بأميركا ومالها ودعمها الأمني وخطواتها تجاه ايران، لكنه بدل أن يدعهم يتصببون عرقاً، فإن من تصبب عرقاً هو ميتشل ... حتى أنه اوباما لم يحاول فرض رأيه عليهم". وختم:"باراك اوباما هو رئيس واعد بلا شك، لكن السؤال الذي يحوم فوق رأسه يبقى: هل هو رئيس ينفذ ما يقول؟ ... المشاكل في منطقتنا يمكن أن تشكل مثالاً لمجمل المشاكل الأخرى التي تداهم الإدارة الأميركية".
خطاب دراماتيكي
إلى ذلك، تناولت وسائل الإعلام الخطاب الذي سيلقيه نتانياهو أمام الجمعية العمومية ووصفته اعتماداً إلى أوساط قريبة منه ب"الدراماتيكي"من دون أن تشير إلى مضمونه. وقالت الإذاعة العامة إن الدراماتيكية لن تكون في المضمون ذاته فحسب إنما في طريقة إلقائه ولجوء نتانياهو كالمعتاد إلى تعابير ومصطلحات فلسفية"تتضمن سرداً لتاريخ اليهود في أرض إسرائيل وحقوقهم فيها". وقال المستشار الإعلامي رون درمر إن الحملة الإعلامية لإسرائيل ستتغير في السنوات المقبلة"إذ لا ينبغي أن تتركز على التزام إسرائيل السلام"إنما على"الحقوق التاريخية لليهود في أرضهم". وقال إن لدى إسرائيل اليوم رئيس حكومة"هو أفضل متحدث في العالم، وينبغي استغلال قدراته الخطابية لإيصال رسالته إلى العالم كله".
نشر في العدد: 16972 ت.م: 22-09-2009 ص: 9 ط: الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.