نيويورك - رويترز، أ ف ب - بدا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يمهد الطريق للتخلي عن مطالبته إسرائيل بتجميد فوري للاستيطان، ليحاول بدلاً من هذا إدخالها مع الفلسطينيين مباشرة في مفاوضات سلام. وكان لافتاً أنه دعا الدولة العبرية إلى «ضبط» الاستيطان، متراجعاً عن طلبه المستمر «تجميد» النشاط الاستيطاني. واقتصر حديث أوباما خلال القمة الثلاثية التي عقدها أول من أمس في نيويورك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على تأكيد مدى إلحاح إنهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود وحض الطرفين على إظهار «المرونة والتفكير السليم وحس التسوية». وفي السياق نفسه، لمح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الى أن تجميد الاستيطان ليس ضرورياً لاستئناف المفاوضات. وقال بعد القمة الثلاثية إن الولاياتالمتحدة لم تطرح مطلقاً «شروطاً مسبقة»، ولا تريد أن يفعل أي من الطرفين ذلك. وكان البيت الأبيض يرغب في ترتيب سلسلة خطوات من جانب إسرائيل والفلسطينيين ودول عربية كان من شأنها أن تسمح لأوباما بأن يعلن هذا الأسبوع استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ومن بين تلك الخطوات مطلب أميركي بأن تلتزم إسرائيل بتعهداتها بموجب خطة خريطة الطريق، بوقف البناء كلياً في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي تحتلها منذ عام 1967. ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن استئناف المحادثات من دون تجميد الاستيطان، قال ميتشل: «نحن لا نعرف أي قضية على أنها شرط مسبق أو عقبة أمام المفاوضات...لم يقل الرئيس أبداً ولا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ولا أنا عن أي قضية إنها شرط مسبق للمفاوضات». ولفت ميتشل إلى أن المقترحات التي طرحتها الولاياتالمتحدة ستسمح باستئناف المحادثات في ظل أفضل الظروف الممكنة وبأفضل فرصة للنجاح، «لكننا لا نؤمن بالشروط المسبقة. نحن لا نفرضها ونحض الآخرين على عدم فرض شروط مسبقة». ويرى محللون أن النتيجة تشير إلى الحدود التي تقيد محاولة اتخاذ خطوات لبناء الثقة مقدماً، وربما تنبئ بمسعى لخوض مفاوضات كاملة النطاق مباشرة على رغم أن أياً من الجانبين لا يبدو مستعداً لها. وقال الديبلوماسي الأميركي المتقاعد دانييل كيرتزر الذي يعمل الآن بالتدريس في جامعة برينستون، عن محاولة إوباما إقناع اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية بالقيام بلفتات متبادلة قبل استئناف المحادثات: «من الواضح أنها قضية خاسرة». وأضاف كيرتزر، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في إسرائيل: «إنهم يحاولون التعامل بدهاء مع قضية المستوطنات الآن...بما أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى اتفاق لتجميد بناء المستوطنات بطريقة جادة، فإنهم سيتركونها هكذا كخلاف بيننا وليس كحجر عثرة أو عائق في طريق المفاوضات». وبدا المسؤولون الإسرائيليون سعداء بأن اوباما لم يقل إلا أن على إسرائيل «ضبط» الاستيطان، وحين سأله الصحافيون ما الذي يعنيه أوباما بالتقييد، رد نتنياهو قائلاً: «اسألوا الأميركيين...أنا أعرف الانكليزية جيداً والتقييد يختلف حتماً عن التجميد».