قد يلجأ الطبيب الى قياس أضداد تجول في الدم من اجل تشخيص مرض تصلب الجلد، ولكن غياب هذه الأضداد لا ينفي الإصابة بالمرض، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأضداد قد تشاهد في أدواء اخرى مثل الذئبة الحمامية الجهازية، وداء الأنسجة الضامة المختلطة، والتهاب المفاصل الرثياني، والتهاب العديد للعضلات. ويصيب تصلب الجلد واحداً من بين 2000 شخص تقريباً، والنساء هن الأكثر تعرضاً له بثلاث الى اربع مرات مقارنة بالرجال. پ لا حاجة للصوم قبل قياس أضداد تصلب الجلد، وهناك بعض العوامل التي قد تسهم في رفع مستوى تلك الأضداد مثل حامض الأمينوساليسليك، الأيزونيازيد، الميثيل دوبا، المضاد الحيوي البنسلين، بروبيل تيويوراسيل، الستريبتومايسين، التتراسكلين. ان سبب تصلب الجلد ما زال مجهولاً، وهناك بعض الدلائل على وجود اضطرابات صبغية قد تشكل استعداداً وراثياً لدى اصحابها، كما يمكن لبعض العوامل الميكروبية ان يكون الشرارة التي تشعل فتيل المرض مثل فيروس الهربس والفيروس المضخم للخلايا. وهناك حالات من التصلب تم ربطها بالتعرض الخارجي الى عوامل كيماوية مثل التعرض للإشعاع او لغبار السيلكا أو لتناول بعض العقاقير. ومهما كان السبب المؤدي لمرض تصلب الجلد فإن آلية المرض تعتمد على وقوع ثلاثة تحولات: - الأول اصابة البطانة الوعائية للأوعية الدموية. - الثاني الخلل المناعي. - الثالث التليُّف. ويظهر مرض تصلب الجلد في شكلين، الأول موضعي يصيب الجلد، والثاني منتشر يطاول الجلد والأوعية الدموية والأعضاء الحشوية كالقلب والرئتين والمعدة والأمعاء والكلية. وفي تصلب الجلد الموضعي يتغير الجلد ليصبح لامعاً وتقل مرونته تدريجاً حتى يصل الى مرحلة التيبس، ويشاهد التغير في منطقة محدودة من الجلد والأنسجة التي تقع تحته، اذ يبدو التصلب على هيئة بقع جلدية او في شكل خطوط، ويحدث ضمور شديد للغدد العرقية في المنظقة المصابة ويتعرض الشعر فيها للسقوط. وهذا النوع أكثر انتشاراً عند الأطفال. واغلب حالات التصلب الموضعي تترافق مع ظاهرة"رينو"، وهي حالة مؤلمة يحصل فيها بطء في تدفق الدم الى اليدين والقدمين عند التعرض للبرد. أما تصلب الجلد المنتشر فيطاول واحداً أو أكثر من اعضاء الجسم الداخلية اضافة الى الجلد، وهذا النوع خطر للغاية لأنه قد ينتهي بمضاعفات فتاكة، فمثلاً عندما يصيب التصلب الكليتين فإنه يسبب تلفاً في أوعيتها الدموية محدثاً ارتفاعاً كبيراً في أرقام ضغط الدم. واذا أصاب الرئتين فإن المشاكل التنفسية تبدأ في الظهور الى العلن خصوصاً ضيق التنفس والالتهابات الرئوية. وفي حال استوطن التصلب للمريء يعاني المصاب من عسر البلع، أما في اصابات المعدة والأمعاء فيشكو المريض من الحرقة المعدية والإسهال والإمساك والنفخة في البطن. لا يوجد علاج يشفي من مرض تصلب الجلد، ولكن في جعبة الوسط الطبي ترسانة تسمح بالسيطرة على العوارض الناتجة عنه تبعاً لنوع المرض والدرجة التي وصل اليها. وفي السنوات الأخيرة ظهرت بعض العلاجات المبشرة التي تحمل الأمل لمرضى التصلب الجلدي من بينها طريقة نقل وزرع الخلايا الجذعية وزرعها. أخيراً، ان التشخيص الدقيق لمرض تصلب الجلد ليس سهلاً وقد يستغرق التوصل اليه وقتاً طويلاً خصوصاً انه مرض نادر وقليلون هم الأطباء الذين لهم دراية أكيدة به. عدا هذا ، ففي المراحل المبكرة منه يشبه العديد من الأمراض. ومرض تصلب الجلد ليس معدياً كما يشاع عنه، اي أنه لا ينتقل من شخص الى آخر عن طرق العناق، او التقبيل، أو الاتصال الجنسي، أو لمس دم وسوائل جسم المصاب، أو عن طريق الهواء، او العطاس، او السعال. كما ان المرض ليس سرطانياً اطلاقاً.