كرم لبنان على مدى ثلاثة ايام الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية العالمية عبدو ضيوف، الذي واكب من بيروت احياء اليوم العالمي للفرنكوفونية صادف اول من امس ويُحتفل به في 72 بلداً، واقام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عشاء على شرفه، فيما تستمر التحضيرات اللبنانية لاستضافة الدورة السادسة للالعاب الفرنكوفونية في الخريف المقبل. واعتبر السنيورة في كلمة خلال العشاء في السراي الكبيرة، ان اختيار ضيوف لبنان كي يمضي"معنا أياماً ثلاثة، لمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية، شهادة مزدوجة، على العلاقة الوثيقة بين المنظمة الفرنكوفونية ولبنان المتعددة الوجوه والتي ستتجلّى بصورة مشرقة في الألعاب الفرنكوفونية، الرياضية والثقافية، التي ينظمها لبنان ويستضيفها في تشرين الأول اكتوبر المقبل، ومجيئك إلى لبنان اليوم شهادة أخرى على الروابط القوية التي تشدك إلى بلدنا وهي تضرب عميقاً في الصداقة بين بلدك العزيز السنغالولبنان وفي تاريخك الشخصي وتاريخ أسرتك". ولفت الى ان"لبنان واللبنانيون يساهمون مع غيرهم في إغناء الفرنكوفونية وفي إقدارها على التلاؤم المستمر مع متطلبات العصر ومتغيراته، وإن قضية الفرنكوفونية التي نؤمن بها دعوة إلى ارتضاء التنوع، بل الاغتناء به، وانتهاج الحوار طريقاً للتفاهم بين أهل الثقافات، ونبذ التعصب والتطرف والعنصرية والكراهية التي تتذرع باختلاف الدين أو باختلاف الحضارة، ولهذا كانت الديموقراطية والنظام المدني المرتكز إلى الدستور، أساس حياة لبنان السياسية والثقافية، وفتحت أمام هذا البلد باب التميز في المنطقة وباب القبول به والرغبة في تعزيز وجوده والتأكيد على كونه أيضاً أسلوب ونمط حياة. ولهذه الأسباب ناضل من هم قبلنا وتمسكنا نحن بالدفاع عن أسس النظام الديموقراطي وآلياته عسكرياً وثقافياً وحضارياً كتجربة فريدة في العيش المشترك، لصون الجمهورية وخصائصها في مواجهة محاولات التقزيم والتشويه وفي مواجهة التدمير الإسرائيلي للبنان. وان لبنان، وبفعل هذا الإيمان وقوة هذه الدعوة، استطاع، على رغم كل الصعوبات التي واجهها والمخاطر التي أحدقت به، أن يبقى وفياً لدوره. ولم يستسلم اللبنانيون مرة أمام الاعتداءات، وآخرها عدوان تموز يوليو 2006، ولا أمام الاضطرابات والمنازعات التي بدت وكأنها تهدد وجودهم الوطني". وشدد السنيورة على ان"نهوض لبنان من كل الكبوات والعثرات التي تعرض لها لا يعني اللبنانيين وحدهم بل يعني أشقاءه وأصدقاءه في العالم الذين يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن لبنان وبصيغته وبما يحمله من قيم ويمثله من مبادئ أصبح حاجة ليس فقط للبنان بل للعرب وكذلك أيضاً للعالم الإسلامي". وقال ضيوف انه لمس"كم أنكم تتمتعون في شكل خاص باستضافة الألعاب الفرنكوفونية في الخريف المقبل، ولمست مدى الآمال الموضوعة في هذه الألعاب والتي يشعر بها جميع المواطنين من اجل أن تنجح هذه الألعاب في لبنان ووضع لبنان على سكة تعزيز الوحدة الوطنية التي برهنت لنا في اقل من عشرة أشهر كم أنها استطاعت أن تذهب في طريق البحث عن الصداقة والديموقراطية، وهذه الألعاب هي العاب بدنية العاب البدن والقلب والروح وتعزز وفقاً لرسالة السلام والتضامن التي تحملها أواصر وعلاقات الفرنكوفونية مع بلادكم، وأنا أذكركم بتأثر كبير بأنها تأسست خلال ولاية احد المؤسسين الرئيس شارل حلو". ونوه ضيوف بالسنيورة الذي"أثبت القدرة في الأوقات العصيبة وبرهن بتأثر وحزم في آن معاً أنه لن يقبل بعد اليوم أن يبقى لبنان ساحة معركة، معركة الآخرين، فلنجهد لكي نجسد هذه الآمال". احتفال وشهد قصر"يونيسكو"احتفالاً حاشداً لمناسبة"اليوم العالمي للفرنكوفونية"الذي أقيم برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وحضور 1200 شخص تقدمهم ضيوف، وزير الدولة الفرنسي المكلف شؤون التعاون والفرنكوفونية ألان جويانديه، ووزراء الداخلية زياد بارود، الخارجية فوزي صلوخ والثقافة تمام سلام، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى الفرنكوفونية خليل كرم، وعدد من سفراء الدول الفرنكوفونية والنواب، وفاعليات. وشدد الوزير جويانديه على"أهمية الفرنكوفونية، وأن الدورة السادسة تمثل تجسيداً حياً للتضامن الفرنكوفوني، بحيث سيشارك أكثر من ثلاثة آلاف رياضي ورياضية من مختلف أنحاء الكرة الأرضية". وأمل الوزير سلام في"أن تتوافر الظروف المثالية لاقامة الدورة على الأراضي اللبنانية"، منوهاً ب"الدعم الذي يوفره ضيوف للبنان". وشدد ضيوف على"اصرار العائلة الفرنكوفونية على اقامة حدثين في لبنان في العام 2009: اليوم العالمي للفرنكوفونية ودورة الألعاب الفرنكوفونية السادسة". وقبل مغادرته لبنان، التقى ضيوف في مقر اقامته سفراء الدول الفرنكوفونية المعتمدين في لبنان، وزير الاعلام طارق متري، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم، رئيس نقابة المحررين ملحم كرم، الوزير السابق ميشال اده ورابطة المحاربين القدامى. ونقل النقيب كرم عن ضيوف انه أبدى"ارتياحه لكل اللقاءات التي قام بها في لبنان وانه سيكون الى جانب الرئيس ميشال سليمان في افتتاح الالعاب الفرنكوفونية، وأبدى سروره لان يكون سليمان على رأس الدولة اللبنانية، وقال التقيته ووجدت امامي شخصاً يليق بالمنصب. وأشاد بعودة العلاقات الى طبيعتها بين لبنان وسورية وخصوصاً إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين. وأشاد بالمصالحات العربية التي تتم عشية عقد القمة في الدوحة وهي مصالحات تعود بالخير على لبنان والقضايا العربية". وكان الرئيس سليمان التقى الوزير جويانديه في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان اندريه باران، كما التقاه وزير الخارجية فوزي صلوخ. جويانديه:العولمة وتراجع الفرنسية وأوضح جويانديه"أن زيارته لبنان جاءت تأكيداً لعمق العلاقات الفرنسية - اللبنانية". وأمل بأن تجرى الانتخابات"في أجواء هادئة وديموقراطية"، مؤكداً أن فرنسا"ستدعم أي فريق سيخرج فائزاً من الانتخابات ويختاره اللبنانيون". وشدد على"دعم العملية السياسية في لبنان انطلاقاً من الحوار بين مختلف الأفرقاء". وقال في مؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر:"لبنانوفرنسا يمران بمرحلة من العلاقات التاريخية وخصوصاً مع استضافة لبنان الألعاب الفرنكوفونية في أيلول سبتمبر المقبل الى جانب المناسبات التي تنظمها منظمة الفرنكوفونية هذا العام ما يجعل هذه الفترة استثنائية". وأكد"أن فرنسا منذ وصول الرئيس نيكولا ساركوزي الى سدة الرئاسة تدعم العملية السياسية في لبنان انطلاقاً من الحوار بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين"، مشدداً على أن زيارته"كانت مناسبة لتوطيد العلاقة بين البلدين ولدعم القضية اللبنانية بطريقة ملموسة عبر دعم الألعاب الفرنكوفونية في لبنان بتقديم مليون ونصف المليون يورو للاحتفال". وعزا سبب تراجع اللغة الفرنسية في لبنان والعالم"الى العولمة"، وقال:"الفرنكوفونية اليوم تشكل معركة لتعدد اللغات والتنوع الثقافي وتالياً عند إنشاء أي مدرسة في لبنان وتدريس اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية نكون بذلك ندافع عن اللغة أي إن تعدد اللغات هو مستقبل اللغة الفرنسية. أما على الصعيد العالمي فالأمر يختلف لأن التحديات عالمية وتالياً الحلول يجب أن تكون على المستوى". ولفت الى"ضرورة وضع المواد الفرنكوفونية بوفرة على الإنترنت"، وأعلن عن انطلاق موقع الكتروني جديد للفرنكوفونية"يضع بمتناول المواطنين كل ما يحتاجونه من معلومات". وكشف أن لبنان"يحتضن 17 في المئة من نسبة الخريجين غير الفرنسيين في العالم الذين يتابعون دروسهم ويحصلون على شهاداتهم باللغة الفرنسية ما يؤكد المستوى العالي من التعاون بين لبنانوفرنسا وأهمية لبنان كمركز أساسي في دعم الفرنكوفونية وتمتينها". وعن تطبيق القرار 1701 ومهمة القوات الفرنسية العاملة جنوبلبنان، أوضح جويانديه"أن فرنسا في إطار سياستها الديبلوماسية تعتمد لغة الحوار مع الجميع في منطقة الشرق الأوسط، ما استدعى بعض التعليقات بادئ الأمر لكن الرئيس نيكولا ساركوزي اعتمد سياسة الحوار مع الجميع". وأوضح أن"الضغط الديبلوماسي الفرنسي سيبقى في إطاره المقبول لتطبيق القرار 1701"، مؤكداً ضرورة"أن تتناسب سرعة التطبيق مع الضغوط على الأرض في ظل المخاطر الإقليمية"، وقال:"الأهم أن تتقدم الأمور وهذا ما نلاحظه في هذه الفترة ونحن مرتاحون لهذا التطور مع الإبقاء على درجات الحذر حتى الوصول الى التطبيق النهائي للقرار". وعن إمكان ارسال فرنسا مراقبين للانتخابات، أعرب جويانديه عن سعادته لإجراء الاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران يونيو، وأعلن أن فرنسا ستشارك في مراقبة الانتخابات في إطار المواكبة الدولية لها". وكشف أن"من الممكن أن ترسل فرنسا نواباً في هذا الإطار". وعن الزيارة التي قام بها الى الطيبة مقر القوات الفرنسية العاملة في اطار"يونيفيل"، قال انها"لتأكيد انخراط فرنسا في دعمها لقوات الطورائ الدولية وأن مستوى مشاركتها الذي يبلغ اليوم 1700 عنصر لن يتراجع. كما تأتي الزيارة لتأكيد دعمنا لقائد يونيفيل الجنرال كلاوديو غراتزيانو"، نافياً ان تكون فرنسا سحبت قواتها البحرية بل نقلنا المهمة الى القوى البلجيكية". نشر في العدد: 16788 ت.م: 22-03-2009 ص: 12 ط: الرياض