أفاد تقرير اصدرته الحملة الدولية من أجل التيبت أمس، بأن أكثر من 1200 من سكان التيبت ما زالوا مفقودين منذ حملة القمع التي نفذتها الصين ضد اكثر من 130 احتجاجاً اطلقت ضد حكمها في لاسا عاصمة التيبت غرب في 14 آذار مارس 2008، وأسفرت ايضاً عن مقتل نحو 200 شخص. وأوضح التقرير الذي اعتمد على كتابات محظورة داخل الصين وروايات لشهود، ان غالبية الاعتقالات نفذت بعد منتصف الليل، وذلك استناداً الى أدلة ضعيفة تشير الى أنهم"انفصاليون"، مشيرة الى ان السلطات عذبت المحتجزين"عبر ضرب أجسادهم بالكامل بالاقدام وخلع مفاصلهم وتعريضهم لصدمات كهربائية، فيما تعرض مدانون لاجراءات تعذيب أكثر وحشية بينها ادخال قطع من الخيزران في أظافرهم وربط أصابعهم جيداً وضربها، ما يجعل أجواء الخوف الكبير يسود في لاسا حالياً". وأورد التقرير الذي صدر عشية توجيه الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما كلمة في مناسبة الذكرى الخمسين للانتفاضة الفاشلة لسكان التيبت ضد حكم الصين، والتي أدت الى فرار الدالاي لاما الى شمال الهند عام 1959، ان"المحتجين اتخذوا خطوات هائلة لتوضيح أنهم غير تابعين للصين". في المقابل، أعلنت السلطات الصينية انشاء أول موقع على الانترنت مخصص لحقوق الانسان في التيبت يتضمن اخباراً باللغات الصينية والانكليزية والالمانية والفرنسية، ومقابلات مع سكان من التيبت. ونشرت بكين قوات اضافية في التيبت وبقية الاقاليم المحيطة بها ل"الحفاظ على استقرار التيبت"، موضحة ان الاجراءات تشمل تعزيز المراقبة على نقاط الدخول والطرق الرئيسية على طول الحدود الدولية للتيبت، في ظل تخوفها من تسلل تيبتيين في المنفى من الهند او النيبال الى التيبت. وأفاد موظف في فندق بلاسا بأن"شرطيين مسلحين ينفذون دوريات لفترة 24 ساعة يومياً. نستطيع الخروج، لكن يجب ان نحمل اوراقاً ثبوتية في حال طلبوا ابراز هويتنا". وألقيت عبوات ناسفة يدوية الصنع ليل الاحد - الاثنين على آلية للشرطة وشاحنة لفرق الاطفاء في منطقة غولوغ بالتيبت، من دون ان تؤدي الى سقوط ضحايا. وكان الدالاي لاما دعا انصاره في دارامسالا شمال الهند الى الاكتفاء بالصلوات وعدم تنظيم تظاهرات صاخبة. لكن تنزين شويينغ، رئيس مجموعة"الطلاب من اجل تيبت حرة"التي تطالب بخلاف الدالاي لاما بالاستقلال وليس بنيل حكم ذاتي لمح الى امكان انضمام عشرة آلاف شخص الى تحركنا لزيادة حدة التوتر مع الصين. ووعد الامين العام لمنظمة"مؤتمر شباب التيبت تنزين نورسانغ بتظاهرات في دارامسالا وفي مدن اخرى في الهند، حيث يقيم اكثر من مئة الف تيبيتي في المنفى الذي ولد فيه معظمهم من دون ان يملكوا فرصة زيارة التيبت. وفي الاسابيع الاخيرة، اندلعت احداث عدة بحسب جماعات الدفاع عن التيبت، على رغم تكثيف السلطات الصينية تدابير الامن. واضرم راهب بوذي النار بجسده، وهو يحمل بيده صورة محظورة للدالاي لاما.