قتل سبعة أشخاص على الأقل بالرصاص خلال تظاهرة نظمتها مجموعتان مواليتان للتيبت قمعتها الشرطة في نغاوا بإقليم سيشوان جنوب غربي الصين أمس. وأعلنت الشرطة أن حوالى 200 محتج تيبيتي ألقوا قنابل واحرقوا مركزاً للشرطة في الإقليم الذي يعتبر أحد أربعة أقاليم صينية يسكنها عدد كبير من مواطني التيبت، وتقع على الحدود مع إقليم التيبت الواقع في جبال الهيمالايا، مشيرة الى أن رجالها القوا قنابل غاز لتفريق المتظاهرين الذين"اعتقل خمسة منهم، فيما جرح عدد من رجالنا". وأغلقت قوات الأمن الصينية عاصمة التيبت لاسا التي شهدت بدءاً من الاثنين الماضي أعمال عنف تزامنت مع إحياء ذكرى مرور 49 سنة على خروج الدالاي لاما من التيبت واعتبرت الأسوأ منذ نحو 20 سنة، بعدما أحرق محتجون رددوا شعارات مطالبة بالاستقلال سيارات وهاجموا مصارف ومكاتب واستخدموا حجارة وعصياً في مواجهات مع الشرطة. وقالت سيدة أعمال:"لا نجرؤ على الخروج، او فعل أي شيء. هناك قدر كبير من التوتر"، علماً أن غضب سكان التيبت تفجر على الوجود الصيني في المنطقة بعد أيام من تنظيم رهبان بوذيين احتجاجات سلمية شكلت صفعة قوية لاستعدادات بكين لدورة الألعاب الأولمبية في الثامن من آب أغسطس، والتي ترغب فيها الحكومة في إظهار ازدهار الصين ووحدتها في خضم قلقها من تأثير التضخم والفوارق المادية بين السكان على الاستقرار الاجتماعي بعد سنوات من حدوث نمو اقتصادي سريع. وأفادت بكين هذا الشهر بأنها أحبطت مؤامرتين إرهابيتين دبرههما أفراد من أقلية اليوغور المسلمة في منطقة سنكيانغ شمال غربي، أحدهما محاولة لإفساد دورة الألعاب الأولمبية. وهاجم مسلمون صينيين ينتمون لمجموعة هوي العرقية ليل السبت - الأحد أبناء التيبت رداً على هدم منازلهم وممتلكاتهم، لكن قوات الأمن تدخلت لإعادة النظام. ودافعت قوات الأمن الصينية عن قمعها احتجاجات لاسا، على رغم المطالب الدولية بضبط النفس والقلق من انتهاك حقوق الإنسان، وقال وو شوانغ تشان قائد قوات الأمن على هامش الجلسة السنوية للبرلمان الصيني في بكين:"لم نتجاوز في السبل التي اتخذناها الحقوق الدستورية للقوات المسلحة أو القانون الدولي". وقال إن"الإجراءات تهدف الى الحفاظ على الاستقرار"، مؤكداً أن الشغب وإطلاق النار وإشعال الحرائق أمور لا تسمح بها أي دولة"، وأضاف أن"تنظيمنا دورة الألعاب الأولمبية لن يملي علينا أسلوب معالجة الموقف". اما تشانغ وينتاي، الضابط البارز في جيش التحرير الصيني، فأكد تعامل السلطات والقوات المسلحة"في شكل مناسب"مع هذه القضية. وأبدى مسؤولون أيضاً خيبتهم من انتقاد قوى غربية رد الصين على الاحتجاجات، مؤكدين أن هذه القوى كانت ستتصرف بالطريقة ذاتها في مواجهة احتجاجات عنيفة، فيما نقلت صحيفة"تيبت ديلي"عن مسؤولين إقليميين وأمنيين إعلانهم بعد اجتماع"خوض حرب شعبية لمواجهة الانفصالية وحماية الاستقرار، وكشف الوجه القبيح لعصبة الزعيم الروحي المنفي الدالاي لاما". ونقلت وسائل إعلام حكومية عن الزعيم البوذي للتيبت جيالتسين نوربو الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الدالاي لاما وتؤيده الصين إدانته أعمال الشغب، وقال من لاسا:"لم تضر أعمال المشاغبين فقط بأهداف الأمة والشعب، انتهكت هدف البوذية أيضاً". وأضاف نوربو 18 سنة:"ندين بشدة أعمال مجموعة صغيرة من الأشخاص للإضرار بحياة وممتلكات الناس". وتحدثت"الحملة الدولية من أجل التيبت"عن مقتل 80 شخصاً على الأقل وجرح 72 آخرين، وتكثف انتشار الشرطة الصينية في معقلين للتيبت، هما بلدتا ليثانغ وشياهي، علماً ان بكين تحدثت عن سقوط عشرة قتلى فقط. ودعت منظمة العفو الدولية الصين الى تقديم تقرير كامل عن جميع المحتجزين في حملة القمع والإفراج عنهم، معتبرة انهم"مارسوا حرية التعبير والتجمع". الدالاي لاما وفي دارامسالا شمال الهند ، طالب الدالاي لاما بإجراء تحقيق في شأن وقوع"إبادة جماعية ثقافية"في التيبت، وقال إن"الصين تعتمد أسلوب القوة لتحقيق السلام". وأشار الى أن المجتمع الدولي يتحمل"مسؤولية أخلاقية"تتمثل في تذكير الصين بأن تكون مضيفة حسنة لدورة الألعاب الأولمبية، معتبراً أن أمة التيبت تواجه خطراً شديداً، سواء أقرت الصين بذلك او لا". وأصر الدالاي لاما على ضرورة إجراء تحقيق دولي في أعمال العنف، مؤكداً ان التيبتيين يعاملون"كمواطنين من الدرجة الثانية في المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي". وندد ب"نظام الرعب"الذي تفرضه الصين الشيوعية. هولندا الى ذلك، حاول حوالى 400 متظاهر احتجوا على الوجود الصيني في التيبت مهاجمة السفارة الصينية في لاهاي، ودمروا جزءاً من سياجها ونزعوا العلم الصيني ورفعوا مكانه علم التيبت، فيما اعتقلت الشرطة ثلاثة متظاهرين دخلوا حرم السفارة. ودعا منظمو التظاهرة"الحملة الدولية من اجل التيبت"المحتجين الى التحلي بالهدوء، ومواصلة التظاهرة سلمياً. وهتف المتظاهرون"يحيا الدالاي لاما"ودعوا الى رحيل الصين من التيبت.