أكدت الصين أمس، انها تسيطر بالكامل على التيبت والمناطق المجاورة التي امتدت اليها حركة الاحتجاجات المناهضة لسلطاتها والمستمرة منذ العاشر من الشهر الجاري، فيما دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي خلال زيارتها الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما المنفي في مدينة دارامسالا الهندية الشعوب"المحبة للحرية"الى إدانة الصين. راجع ص 8 وأبرزت الصحف الصينية عودة الوضع الى طبيعته في عاصمة التيبت لاسا، عبر نشر صور لطالبات مدارس يبتسمن، فيما أفاد شهود بأن الأماكن المضطربة في التيبت والمناطق المجاورة جنوب غربي الصين، تزدحم بقوات"ينظم بعضها دوريات حراسة، ويزاول بعضها الآخر بصوتٍ عال، حركات الفنون الحربية في الشوارع". وفي دارامسالا، وقفت بيلوسي الى جانب الدالاي لاما امام حشد رفع أعلام التيبت والهندوالولاياتالمتحدة، وقالت ان القدر قادها إلى هذه الزيارة في هذه الظروف الصعبة، علماً ان لقاءها الدالاي لاما كان مقرراً سابقاً على هامش زيارتها الهند لمناقشة قضية التغير المناخي. وقالت ممسكة بيد الدالاي لاما:"علاقة الولاياتالمتحدة رائعة مع اللاما"، داعية العالم الى إدانة الاضطهاد الصيني، و"إلا فقدنا حقنا في الحديث عن حقوق الإنسان". وأضافت:"آن الاوان لإلقاء الضوء على ما يحدث في التيبت، وأن يعرف العالم الحقيقة عبر إجراء تحقيق دولي بأعمال العنف والاتهامات التي وجهتها الصين للدالاي لاما بالتحريض على التظاهرات"، لكنها لم تطالب بمقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تنظمها بكين بدءاً من الثامن من آب اغسطس المقبل، والتي أكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه سيحضرها" لأنها حدث غير سياسي". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية وصفت الدلاي لاما بأنه"بطل السلام لا العنف"، مؤكدة مساندته الحكم الذاتي الثقافي لشعب التيبت، من دون المطالبة بالاستقلال،"ما يشكل اساساً جيداً لإجراء الصين حواراً مثمراً معه"، وعلقت:"انها اللحظة المناسبة للحوار او لن يجرى ابداً". وفي نيودلهي، نجح تيبتيون في المنفى في دخول مبنى السفارة الصينية بعد محاولات فاشلة منذ بدء التظاهرات الموالية للتيبتيين. وتسلل حوالى خمسين شخصاً لفوا أجسادهم بأعلام التيبت الصفر والحمر والزرق عبر الطوق الامني، ودخلوا المجمع الفسيح وهم يهتفون:"التيبت حرة". لكن الشرطة اعترضتهم بعد وصولهم الى مركز ثقافي، قبل ان تعتقل عدداً منهم وتحكم سيطرتها على الوضع. في غضون ذلك، اعلن نيكولا بيكولان من منظمة"هيومن رايتس ووتش"لحقوق الانسان ان عدد الضحايا الفعلي لأحداث التيبت"قد لا يكشف ابداً، في ظل الرواية الواحدة للحزب الشيوعي"، علماً ان بكين اعترفت بسقوط 16 قتيلاً فقط في مقابل تأكيد حكومة التيبت في المنفى ان عدد الضحايا يتجاوز المئة. وأبدى بيكولان قلق المنظمة من تعرض موقوفين لدى السلطات الصينية لسوء المعاملة، مشيراً الى"وجود ادلة على ممارسة تعذيب في السجون".