تختتم مساء اليوم منافسات دور الثمانية في مسابقة كأس ولي العهد بإقامة مواجهتين ثقيلتين، فالاتحاد يستضيف النصر في موقعة ساخنة جداً، فيما يلتقي الوحدة والهلال على أرض الأول في مباراة أيضاً قوية ومثيرة. الاتحاد - النصر تعد أولى المواجهات الكبيرة في النسخة الحالية، وكلا الطرفين يملك مقومات الكسب من خلال تواجد العناصر البارزة والخبرة الكافية في مثل هذه المناسبات، واشتد الصراع بين الفريقين هذا الموسم إذ التقيا ثلاث مرات تعادلا في الموقعة الأولى في الدور الأول من الدوري وكسب الاتحاد الثانية بهدف من دون رد، وثأر النصر لنفسه بعد أن أقصى الاتحاد من نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بالنتيجة ذاتها، والمعطيات كافة تشير إلى المواجهة ستكون ساخنة جداً بعد صحوة الفريق النصراوي هذا الموسم وعودته إلى سابق عهده، من حيث جدية التنافس وعدم القبول بالخروج من أية بطولة بسهولة. الاتحاد وصل للمرحلة الحالية بعد أن كسب الرائد بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ولم يقدم الفريق المستوى المرضي لعشاقه إلا أنه حقق الأهم وواصل المشوار، لذا سيسعى مدربه الأرجنتيني كالديرون جاهداً إلى إعادة ترتيب أوراق فريقه مجدداً وتحقيق انتصار سيكون بمثابة استعادة الفريق لتوازنه الغائب في المباريات الأخيرة، ولدى كالديرون أجندة مزدحمة بالنجوم التي تمكن أي مدرب من فرض ما يريد على مساحات المستطيل الأخضر، ويكفي وجود لاعب بقامة محمد نور في منطقة الوسط، فنور يقوم بأدوار لا يستطيع ثلاثة لاعبين القيام بها، إذ يشارك في الشق الدفاعي ويصنع الفرص لزملائه ويتمكن أيضاً من تسجيل الأهداف، ودائماً وأبداً يشكل الثقل الأكبر في مخططات المدربين كافة الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الاتحادي، كما أن سعود كريري ومناف أبو شقير وسلطان النمري لهم أدوار تذكر على الصعيدين الدفاعي والهجومي، وتبدو خطوط المؤخرة في غاية الصلابة بوجود حمد المنتشري ورضا تكر والصقري وفلاتة ومن خلفهم الحارس المبدع مبروك زايد. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر بطموحات العودة إلى معانقة ذهب البطولة بعد غياب امتد لسنوات طويلة جداً، ويدرك اللاعبون ومن خلفهم المدرب الأرجنتيني باوزا صعوبة في ظل وجود خصم بقامة الاتحاد المدجج بالنجوم، وتكاد تكون المواجهة اختباراً حقيقياً لقدرات مدرب النصر ومحترفيه الجدد، ويعتمد لوزا في المقام الأول على تكثيف منطقة المناورة بأكثر عدد من اللاعبين سعياً إلى تحصين المناطق الخلفية من أبعد المسافات، ويعول الجمهور الأصفر كثيراً على المصري حسام غالي للظهور بصورة أفضل من المباريات السابقة وقيادة الفريق إلى تحقيق الانتصار، كما أن المهاجمين حسن ربيع وعلاء كويكبي لم يقدما حتى الآن ما يوازي الهالة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت حضورهما للرياض والكل يترقب ما سيقدم الثلاثي غالي وربيع وكويكبي في الموقعة الأهم. وفي جميع الأحوال يظل اعتماد مدرب النصر الأكبر على صانع اللعب الحقيقي البرازيلي ألتون صاحب المجهود السخي والمنفذ البارع للكرات الثابتة، والتي حقق من خلالها العديد من الانتصار الصعبة للفريق الأصفر. الوحدة - الهلال يحشد الفريق الوحداوي أسلحته كافة من أجل تحقيق الصعب وإقصاء حامل اللقب لعله يصالح جماهيره الغاضبة من أداء الفريق في الأونة الأخيرة، وعلى رغم ما يعانيه الفريق الأحمر من ظروف وخلافات إدارية خانقة وصلت إلى أبواب المحاكم الشرعية، إلا أن الفريق يملك مقومات جيدة تمنحه فرصة تحقيق ما يريد متى ما تحرك أفراده وفق إمكاناتهم الحقيقية، ولن يجد المدرب الألماني خياراً أفضل من مراقبة مكامن القوة في الفريق الهلالي وتحصين المناطق الخلفية جيداً، والاعتماد على الارتداد السريع الذي يجيد مهاجمه عيسى المحياني ومن خلفه ماجد الهزاني وأحمد الموسى، كما أن كامل المر وكامل الموسى يشكلان دعامة حقيقية للهجمة الوحداوية من خلال انطلاقتهما على الأطراف. أما فريق الهلال حامل اللقب، فيسعى إلى السير بثبات نحو المراحل الأهم، ويملك مدربه الروماني كوزمين أسحلة لا يملكها غيره في الملاعب السعودية، فلديه قوة جبارة في المراكز كافة عدا الظهير الأيمن وزاد غياب محمد نامي الموقوف بالبطاقة الحمراء من ضعفه، ويكفي ذكر اسم طارق التايب وخالد عزيز والسويدي ويلهامسون والروماني رادوي لتأكيد قوة الوسط الأزرق، كما أن ياسر القحطاني يزيد من قوة خط المقدمة ويصل به إلى أعلى درجات الخطورة، فيما يكون حضور الكوري الجنوبي سول دائماً شرفياً ولإرضاء قناعات كوزمين فقط، فالكوري أثبت بما لا يعد للشك أنه غير مناسب للهلال وطموحاته على رغم الفرص الكثيرة التي منحت له. وتبدو دفاعات الهلال مقنعة جداً بوجود الثلاثي الدولي ماجد المرشدي وأسامة هوساوي وعبدالله الزوري، كما يشكل الحارس العملاق محمد الدعيع قوة دفاعية أخرى تصعب من مهمة مهاجمي الخصوم. نشر في العدد: 16757 ت.م: 19-02-2009 ص: 25 ط: الرياض