حذّر خبراء مصريون وعرب من أن النفوذ الإيراني المتزايد في قارة أفريقيا"يمثل تحدياً للأمن القومي المصري والعربي"، ورصد الخبراء مظاهر لتزايد نفوذ إيران في القارة السمراء منها المنح الدراسية المجانية والعلاقات المتطورة مع أريتريا والسودان وبعض الأطراف الصومالية وكذلك اتفاقات أبرمت أخيراً بين إيران ودول أفريقية معروف عنها علاقاتها القومية مع الغرب، ما أثار استغراب خبراء الشؤون الأفريقية الذين رأى بعضهم أن إيران تستغل فوائضها المالية من تجارة النفط للتمدد في أفريقيا بهدف"التأثير على المصالح المصرية". وكانت التحركات الإيرانية في أفريقيا محور بحث في مؤتمر ل"المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية"في القاهرة اختتم أعماله مساء أول من أمس تحت عنوان"التحركات الإيرانية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي وانعكاساتها على الأمن الإقليمي في المنطقة". وقال رئيس المركز اللواء أحمد فخر:"إن الدور الجديد والمتزايد لإيران في أفريقيا أصبح لافتاً". واعتبر أن التحركات الإيرانية"تفرض تحديات على مصر ودول المنطقة، إذ إن أفريقيا تمثل عمقاً استراتيجياً لمصر التي عليها أن تواجه تحديات التحركات الإيرانية". واعتبر فخر إن"تحركات إيران في أفريقيا ازدادت بشكل كبير في المرحلة الأخيرة وهي لا تستهدف فقط زيادة نفوذها في القارة ولكن التأثير على المصالح المصرية خصوصاً في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي...ما يمثل تحدياً مباشراً للمصالح المصرية والعربية والأمن الإقليمي". واتفق المدير التنفيذي ل"المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية"الدكتور عادل سليمان مع فخر في أن ليست هناك مشكلة في أن تدير كل دولة سياستها وفقاً لمصالحها لكن يجب ألا تضر بالدول الأخرى. وقال:"عندما تتجاوز السياسات الإيرانية التأثير على المصالح المصرية والعربية في المنطقة سلباً فهذا أمر يقلقنا لارتباط الأمن القومي المصري والعربي بهذه المنطقة". ولفت سليمان إلى أن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي"تحولت إلى ساحة للتحركات الإقليمية الخارجية وخصوصاً إيران وإسرائيل والقوى الكبرى...المستجد الآن هو التدخل الإيراني المباشر واستحداث آليات جديدة اقتصادية وإعلامية وثقافية لتوظيفها لخدمة مصالحها". وأضاف:"هناك أياد إيرانية في بعض المشاكل الموجودة في المنطقة مثل السودان والصومال وأخيراً اليمن الذي يطل على البحر الأحمر الذي تحاول إيران التأثير على دوله". من جانبه، لفت رئيس الجمعية الأفريقية وخبير الشؤون الأفريقية السفير أحمد حجاج إلى استقطاب إيران طلبة أفارقة للدراسة في جامعاتها الإسلامية"ما خصم من رصيد مصر والسعودية"، وكذلك إنشاء مجلس للصداقة بين إيرانوكينيا المتحالفة مع الغرب وهذا أمر لافت، وأيضاً زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد دول في شرق أفريقيا وتوقيعه اتفاقات تعاون اقتصادي مع دول تتحالف مع الغرب مثل كينيا وجيبوتي وأوغندا فضلاً عن التركيز على السودان في الآونة الأخيرة. وتحدث عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة الخرطوم الدكتور حسن الحاج عن زيادة التنافس والاستقطاب بين القوى الإقليمية خصوصاً إسرائيل وإيران في هذه المنطقة. وتوقع أن تسعى إيران إلى زيادة"قوتها الناعمة"في هذه المنطقة عبر زيادة المنح الدراسية وإصدار صحف ومجلات بكل اللغات الأفريقية والإنفاق على قنوات تلفزيونية موجهة لهذه المنطقة.