تابع لبنان أمس، أخبار المشاركة في القمة العربية الطارئة المقررة اليوم في الدوحة بدعوة من قطر لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لمعرفة مصير مشاركته فيها، إذ كان مجلس الوزراء أكد التزامه ميثاق جامعة الدول العربية حضور الثلثين متمنياً قمة توافقية. وجاءت هذه المتابعة على وقع ضغوط مارستها قوى سياسية محسوبة على قوى 8 آذار، وروج لها بعض الإعلام. وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وآخر من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وأجرى اتصالاً بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وجرى خلال الاتصالات البحث في أخر الاتصالات العائدة لعقد القمة وتطورات العدوان الإسرائيلي على غزة. وكرر وزير الإعلام طارق متري في حديث إلى"المؤسسة اللبنانية للإرسال"الموقف اللبناني من القمة، معتبراً بداية ان"القضية هي وقف المجزرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وليست القمة العربية هي القضية، وأخشى المبالغة في إعطاء الوسيلة أهمية أكثر من الغاية". وأوضح"أن الموقف اللبناني غير ملتبس، بل واضح. فلبنان، منذ بدء العدوان، وافق بلسان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبعده بصوت مجلس الوزراء على المشاركة في أي قمة عربية طارئة. وأكثر من ذلك، دعا الى الإسراع في عقد قمة طارئة، لكنه في الجلسة الأخيرة قال إنه يشارك في قمة بموجب ميثاق جامعة الدول العربية، لأنه إذا لم تعقد هذه القمة بموجب الميثاق، أي في حضور أكثرية، فلا تكون قمة أصلاً. وإن عبارة"قمة بمن حضر"لا معنى لها، هذا"اجتماع بمن حضر"وليست قمة إذا كان نصاب الثلثين غير متوافر. حتى الآن لم يتوافر هذا العدد، ولبنان ما زال على موقفه، أي أنه إذا كان هناك ثلثان في القمة فهو يشارك". ولفت الى أن"لبنان بعد تأكيده المشاركة في القمة تضامناً مع أهل غزة وسعياً وراء وقف هذه المجزرة من خلال موقف عربي موحد، يعتقد أن التشرذم والانقسام العربيين لا يسرعان وقف العدوان، بل بالعكس، فإجماع الموقف العربي هو الذي يساعد في وقف العدوان، لذا فإن لبنان مع الإجماع العربي. وإذا عقدت القمة وشارك فيها، أو لم تعقد، فهو مع الإجماع العربي، وسيضطلع بدور ديبلوماسي وسياسي نشط من أجل تأمين قدر من الإجماع". وأكد"أن لبنان، بخلاف رأي البعض، لا مصلحة له في أن يكون طرفاً في محور عربي ضد آخر أو أن يكون ضحية الانقسام العربي، يكفي ان تكون غزة ضحية انقسام عربي، وعلى لبنان أن يؤدي دوراً لتجاوز هذا الانقسام، هذه هي سياسة لبنان العربية منذ أن وقّع ميثاق الإسكندرية، واليوم اكثر من اي وقت مضى، لكل لبنان مصلحة في أن نعلو عن سياسة الانقسام". الحملة على سليمان وفي حديث الى تلفزيون"المنار"التابع ل"حزب الله"ذكر الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود بأنه"في مؤتمر الدوحة تم الاتفاق على رئيس للجمهورية وشكلت حكومة وحدة وطنية وسارت الأمور، والأهم منذ العام 2006 جابه رئيس لبنان اسرائيل، فهل يعقل اليوم ان يقف الرئيس على الحياد في مسألة مجابهة غزة إسرائيل؟ يقولون إننا لا نريد ان نكون طرفاً بين الدول العربية، لكن المهم هو الحق، أين هو الحق؟ عندما يكون يطالب الشخص بالحق لا يكون طرفاً، اذا أراد مراعاة الأمور وإرضاء الأميركيين الذين يرضون اسرائيل، وقتها لا يكونوا صادقين مع انفسهم، المطلوب ان يكون هناك حسم مع الحق". وطالب"رئيس الجمهورية بأن يحسم مسألة مشاركته في القمة، لأنه عندما ينعقد مجلس الوزراء والبعض لا يريد عقده وآخرون لا يردون، من يميز الصح من الخطأ عندما يكونون متقاربين جداً؟ إنه الرئيس، اولاً لمصلحة العرب ولمصلحة لبنان، ومهما تكلموا عن العهد الذي مضى، منذ العام 1990 حتى اليوم، وصلنا الى وقت أصبحت إسرائيل تفكر عشر مرات قبل ان تحاول الدخول مجدداً الى لبنان". أما الرئيس السابق للحكومة سليم الحص فقال للمحطة نفسها انه"لا يجوز غياب لبنان عن القمة، موضوع القمة الاقتصادية نحن معه لكن الأولوية لما يجرى في غزة، ولا يجوز ان يكون هامشياً في مؤتمر اقتصادي". واستطلعت"المنار"آراء عدد من ممثلي المنظمات الشبابية من قوى 8 آذار الذين تظاهروا الى محيط السفارة الأميركية في عوكر للاحتجاج عما يجرى في غزة، وقالت ان"أنباء وصلتهم عن ان الرئيس سليمان لن يشارك في قمة الدوحة، فثارت ثائرتهم وطالبوه بالمشاركة وذكروه بمواقفه عندما كان قائداً للجيش، وطالبوه بالعودة الى ايام الرئيس لحود أيام المقاومة". وطالب هؤلاء في تصريحاتهم بمشاركة رئيس الجمهورية في القمة، وتحسر بعضهم على"أيام الرئيس لحود التي عشنا فيها العزة والكرامة". وجدد"لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية"في بيان دعمه للمقاومة في غزة"من أجل استكمال إنجاز الانتصار الميداني سياسياً عبر منع محاولات إعطاء العدو مكاسب أخرى من بعض الدول العربية المتواطئة والمتخاذلة في منع عقد قمة عربية لعرقلة اتخاذ موقف عربي يلجم العدوان الصهيوني". ودعا"الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الخطوات السياسية والعملية اللازمة لدعم صمود المقاومة في غزة عبر الإصرار على المشاركة في القمة العربية وعدم التجاوب مع محاولات مقاطعتها، والعمل على ممارسة الجهد من أجل سحب المبادرة العربية للسلام مع الكيان الصهيوني والمطالبة بقطع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب والعدواني". وقرر تنظيم اعتصام في ساحة رياض الصلح غداً بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. نشر في العدد: 16723 ت.م: 16-01-2009 ص: 13 ط: الرياض