سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش يعزز إجراءاته في الجنوب واتصالات لإبقاء المنطقة بعيدة من التوتر . لبنان يتضامن مع غزة ويتريث في قبول الدعوة الى القمة ونصر الله يحمل على مصر ويدعو لفتح معبر رفح بالقوة
نشر في الحياة يوم 29 - 12 - 2008

عبر لبنان أمس عن تضامنه الواسع مع الفلسطينيين في مواجهتهم للمذبحة الإسرائيلية المستمرة ضد غزة، وأقيمت الاعتصامات اللبنانية - الفلسطينية في أكثر من مكان وسارت عشرات المسيرات في بيروت والمناطق ولسان حال الذين شاركوا فيها:"أوقفوا المجازر ضد شعبنا في القطاع". فيما انصرف أركان الدولة اللبنانية الى مواكبة الاتصالات العربية في شأن الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء العدوان على غزة والأخرى الدولية المطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الضاغط لوقف الحرب المفتوحة. راجع ص 7
ودعا الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله الشعب المصري الى فتح معبر رفح، وحض الضباط المصريين على التحرك في الاتجاه نفسه. واستحضر حرب تموز يوليو 2006 على لبنان، معتبراً ان العدوان على غزة"نسخة طبق الأصل"عنها، متهماً أنظمة عربية، وخصوصاً التي وقعت اتفاقات مع إسرائيل بأنها"شريكة"، داعياً الى تجمع حاشد اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم يصرف الاهتمام الشعبي والرسمي في لبنان في توفير كل أشكال الدعم للفلسطينيين في غزة، الأنظار عن الدعوات الى التهدئة والحفاظ على الاستقرار العام في الجنوب وعدم الانزلاق بالبلد الى مأزق لا يريده، بغية قطع الطريق على من يحاول العودة الى استخدام الجنوب ورقة للقيام برد فعل"عفوي"بذريعة الثأر من إسرائيل على المذابح التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في غزة أو أي عمل مشبوه لتوريط لبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل، سواء بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة أو إثارة البلبلة في منطقة عمليات القوات الدولية يونيفيل جنوب الليطاني.
وعلمت"الحياة"أن أركان الدولة كثفوا طوال أمس اتصالاتهم في كل الاتجاهات ودعوا الى ضبط النفس وتفويت الفرصة على من يراهن على استدراج لبنان وتحديداً الجزء الجنوبي منه، الى حال من الفوضى والفلتان الأمني في حال لجوء البعض الى استخدامه للرد على إسرائيل تحت عنوان ان من غير الجائز استفراد غزة من دون رد فعل من إحدى الجبهات العربية.
وبحسب المعلومات، فإن رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة تواصلوا مع قيادة"حزب الله"، التي أكدت لهم ان لا مصلحة في فلتان الوضع في الجنوب، إضافة الى ان بري والسنيورة بقيا على اتصال مع القيادات الفلسطينية المنتمية الى منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطيني واجتمعا معهم ليس من أجل التضامن المعنوي الى جانب الفلسطينيين فحسب، وإنما أيضاً لتأكيد استعدادهما لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة. وأكد الجانب الفلسطيني حرصه على الاستقرار في لبنان. وعقد بري والسنيورة ليلاً اجتماعاً في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للتشاور.
وكان الوضع مدار بحث بين سليمان ووزيري الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود اللذين استقبلهما في دارته في عمشيت.
كما أن قيادتي"حزب الله"وحركة"أمل"في الجنوب ظلتا على تواصل مع قيادتي"يونيفيل"والجيش اللبناني جنوب الليطاني حيث نفذ الأخير أمس مجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية في سياق الحفاظ على الأمن، ومنع استخدام الجنوب ساحة لتصفية الحسابات العربية ? العربية أو لتبادل تسجيل المواقف على حساب الحفاظ على التهدئة.
وفي هذا السياق، سعت قيادة الجيش منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة الى رفع مستوى جاهزيتها بإلغاء الإجازات الممنوحة للعسكريين، ودعوتهم الى الالتحاق بوحداتهم. وسيّرت الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب دوريات مؤللة وراجلة على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة، واستحدثت نقاطاً عسكرية جديدة، اضافة الى تشديد التفتيش على الطرق الرئيسة في الجنوب، والتدقيق في هوية العابرين وإبلاغ أصحاب البساتين والأراضي بضرورة الاتصال فوراً بالمراكز العسكرية في حال رؤيتهم أجساماً غريبة أو تحركات مشبوهة في المناطق التي تستخدم في العادة لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.
وجاءت التدابير التي اتخذتها وحدات الجيش متزامنة مع اتصالات أجراها كبار الضباط مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية في مخيمات الجنوب ومتلازمة مع تدابير مماثلة للوحدات العسكرية التابعة ل"يونيفيل".
وعلى صعيد المواكبة السياسية الرسمية للاتصالات العربية لتحضير الأجواء لعقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبل، علمت"الحياة"ان الرئيس سليمان تلقى اتصالاً من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إضافة الى اتصالات مماثلة تلقاها السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ.
وقالت مصادر وزارية ان لبنان تريث في تحديد موقفه النهائي من الدعوة الى قمة عربية طارئة، وعزت السبب الى ان معظم الدول العربية لم تحسم أمرها حتى الساعة، وان الموافقة جاءت فقط إضافة الى قطر، من سورية واليمن وسلطنة عمان وليبيا والسودان وجزر القمر وجيبوتي.
وعزت السبب أيضاً الى ان لبنان لا يحبذ الدخول في سياسة المحاور العربية وأنه كان ولا يزال يحرص على التضامن العربي لحماية ساحته الداخلية وعدم إخضاعها لسياسة التجاذبات العربية، مشيرة الى أن لبنان يرى من الأفضل أن يترك مصير عقد القمة الطارئة الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بعد غد الأربعاء.
ولفتت المصادر نفسها الى ان لبنان يرى أن هناك ضرورة للتحضير للقمة التي هي في حاجة الآن لتنقية الأجواء العربية"ليكون في وسع القادة العرب التفاهم على ورقة عمل من ناحية وعلى موقف موحد يوقف العدوان على غزة من ناحية ثانية، بدلاً من الدخول في مزايدات لن تفي بالغرض المطلوب من انعقاد القمة". ولفتت الى الاتصال الذي تلقاه أمس السنيورة من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، موضحة أنه طالبها بالعمل لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان وفتح المعابر لأن من غير الجائز فرض العقاب الجماعي على الفلسطينيين.
نصرالله
وقال نصرالله:"ما يجري اليوم في غزة هو نسخة فلسطينية طبق الأصل عما جرى في تموز 2006. نحن نستطيع ان نفهم جيداً ما يجري في غزة لو انتبهنا الى هذا الأمر. هو بالتفصيل ما جرى عندنا، الخيارات نفسها والتواطؤ نفسه والنتيجة ستكون نفسها".
واضاف"عندما ننظر الى غزة المحاصرة بالجوع والعطش والنار والحديد وقدمت الشهداء بالمئات ونجد أهلها صامدين لا يعبرون عن ضعف ولا عن وهن ويخرج رئيس الحكومة الشرعية اسماعيل هنية من تحت النار ويقول تحتها لو أبادوا غزة بكاملها فإننا لن نتراجع ولن نستسلم وسنحافظ على كرامتنا، هذه هي كربلاء الحقيقية".
وزاد نصرالله:"في حرب تموز لم أتكلم بصراحة، وأنا أتفهم جيداً وضع الاخوة في غزة ووضعهم اصعب من وضعنا في حرب تموز، لذلك هم معنيون بخطابهم المدروس والمحسوب. اسمّي الأشياء بأسمائها وليكن ما يكون، نحن بحاجة الى الكلمة الصريحة والواضحة لتتحمل كل الأمة مسؤولياتها أمام ما يجري. في غزة كما في لبنان بشكل واضح جداً، هناك مشروع دائم وقائم أميركي - إسرائيلي في المنطقة يريد فرض تسوية مذلة بشروط إسرائيلية وأميركية على بقية العرب، بعد خروج مصر والأردن وعقدهما لاتفاقات ما يسمى بسلام مع إسرائيل، بقي الشعب الفلسطيني ولبنان وسورية. الأميركيون والصهاينة يريدون تسوية الصراع ولكن ليس كيفما كان بل بشروط وعلى الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين الخضوع، ويعملون على فرض الشروط بالقوة بالضغط والعزل والحصار وإحداث فتن داخلية لتوريط حركات المقاومة، ومن خلال الحرب الإعلامية والسياسية والنفسية ومن خلال اغتيالات وحروب. هذا هو المطلوب، ان يخضع من لم يخضع وان يسلم بالشروط الأميركية الإسرائيلية".
واتهم"بعض الأنظمة العربية"بأنها"شريكة في هذا المشروع وجزء منه". وقال:"البعض يتحدث عن سكوت عربي وهذا ليس صحيحاً هناك شراكة عربية، ولا أعني كل الأنظمة، بل هناك شراكة حقيقية من بعض الأنظمة العربية وخصوصاً تلك التي وقعت اتفاقات سلام وهي تساعد وتعمل على كل صعيد سياسياً ونفسياً واجتماعياً وإعلامياً وثقافياً وأمنياً وعسكرياً على فرض ظروف الاستسلام على بقية المقاومين والممانعين في مسألة فلسطين والصراع العربي -الإسرائيلي".
وتابع:"نحن أمام شراكة من بعض الدول العربية وتواطؤ من بعض الدول، الحرب التي شنت علينا في 2006 كانت بموافقة عربية وفي بعض الأحيان بمطالبة عربية. والإسرائيليون كانوا واضحين، ولا يجرؤ احد من العرب ان ينفي، انه كان يتصل بالإسرائيليين ويقول لهم خلصونا من حزب الله، وكانوا يتصلون بهم ويواسونهم ويطلبون الاستمرار. هذا ما يحصل في غزة، هؤلاء يطلبون من إسرائيل ان تقضي على حماس والجهاد وتحسم هذه المعركة. يطالبون ويساعدون في هذا الأمر وهذه هي الحقيقة. سمعنا من بعض المسؤولين الإسرائيليين يقول ان حجم الدعم العربي في حربهم على غزة يفوق الدعم العربي في حربهم على لبنان. وهذا مؤسف جداً. هذه هي الصورة الحقيقية".
واعتبر نصرالله ان"الانقسام الداخلي الفلسطيني سببه الحقيقي والأصلي هو بعض هذه الأنظمة التي ساهمت وحرضت ومولت وسلحت ليصل الأمر الى مستوى القتال، وكما فعلوا عندنا في لبنان في أيار/مايو 2007 فإن الحكومة السابقة ما كانت لتجرؤ على اتخاذ تلك القرارات السود لولا تشجيع تلك الأنظمة التي كانت تريد إدخال لبنان في اتون حرب أهلية وتم تجاوزها بأداء المعارضة. هؤلاء ليسوا محايدين او محرجين بل مقتنعون بما يفعلون. هذا مؤسف جداً".
وتابع:"عندما يحصل الاقتتال الداخلي في فلسطين او لبنان تصبح الذريعة بسحب الأنظمة يدها وتقول ان الفلسطينيين يقتلون بعضهم بعضاً ونحن ماذا يمكننا ان نفعل؟ وللأسف الشديد حتى على المستوى السياسي والإعلامي لم يطلب احد من الأنظمة العربية ان تفتح جبهاتها لا بالنيابة عن الفلسطينيين او اللبنانيين بل بالحد الأدنى موقف سياسي عادل ومنصف لكننا نجد مجدداً تحميل الضحية المسؤولية... احد المسؤولين المصريين قال ان الذي يتحمل مسؤولية ما يجري هو الذي أجهض مساعي المصالحة قاصداً حماس، وقال نحن وجهنا تحذيرات ومن لا يصغي إليها عليه ان يتحمل المسؤولية. هل يصدق إنسان ان هذا يقوله إنسان عربي. عندما نشاهد هذه النماذج من المسؤولين من الشخصيات في العالم العربي افهم شيئاً من كلام الحسين في ذلك الزمان انني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا ظلمة".
واضاف نصرالله:"اليوم نسمع الكلام نفسه الذي سمعناه أيام حرب تموز 2006 وهي محاولة تحميل المقاومة في غزة تبعات هذه الحرب ومسؤوليتها وهذا معيب ومؤسف". وهاجم"بعض القنوات الفضائية العربية التي يصح تسميتها بالعبرية"لطريقة تغطيتها العدوان على غزة. وسأل:"ما هي مسؤولية الأمة اليوم؟ نحن أمام هدف مركزي يجب ان نضعه أمام أعيننا وهو العمل من اجل وقف العدوان الصهيوني على غزة وعدم السماح له بتحقيق أي من أغراضه وأهدافه وهكذا يكون الانتصار في غزة على رغم عظيم التضحيات. هذا يجب ان تعمل له كل الأمة وليس مسؤولية أهل غزة وحدهم، بل مسؤولية الحكومات في العالمين العربي والإسلامي والشعوب. يجب على الشعوب ان تفرض على الحكومات ان تتحرك وليس مبرراً ان يقال إننا أمام حكومات قمعية. يجب ان نخرج الى الشارع ولو أطلق على صدورنا الرصاص، وهذا أمر واجب ومن يسقط على هذا الطريق فهو شهيد. ولكن لا يجوز ان يعتذر الحكام بعجزهم ولا الشعوب بقمع الحكام لهم. في حرب تموز لم اطلب ذلك من الشعوب العربية أما في حرب غزة فهذا واجب علينا جميعاً ان نخرج الى الشوارع بالآلاف لنطالب تلك الحكومات ونحملها المسؤولية وهي تستطيع ان تفعل الكثير. وفي هذا الزمن الذي تعاني منه أميركا وأوروبا من أزمات اقتصادية نحن في العالم العربي لدينا النفط والمال والموقع السياسي وحكوماتنا تستطيع بكل بساطة ان توقف العدوان".
ودعا نصرالله"الشعوب العربية والإسلامية الى ان تطالب النظام المصري بالتحديد"بفتح معبر رفح مع غزة. وقال:"لنتكلم بوضوح الموقف المصري هو حجر الزاوية في ما يجرى في غزة ولا احد يطلب من مصر ان تفتح الجبهة او تذهب الى القتال بل ان تفتح المعبر ليصل الدواء والغذاء والسلاح وفي غزة رجال جديرون بصنع الانتصار".
وأضاف:"نقر لسورية بالفضل وبالشراكة في النصر لأنها لم تغلق الحدود على رغم تعرض الحدود الى القصف. لا يطلب من مصر سوى ان تفتح المعبر وللأحياء وليس للجرحى والشهداء. مصر ليست هلالاً أحمر. مصر ام الدنيا، وهي الدولة العربية الأهم. هي ليست هلالاً احمر لتتصرف مع أهل غزة من هذا الموقع. المتوقع من مصر ان تحسم هذه المسألة. ومطلوب من النظام المصري سياسياً ان لا يستغل الحرب ليطلب من حماس ان تقبل بالشروط السياسية من اجل التهدئة، بل يجب ان يساعدوا أهل غزة سياسياً ليقف العدوان بلا قيد ولا شرط. هذه المسؤولية المصرية الحقيقية. شعوبنا في العالم العربي والإسلامي يجب ان تنادي النظام المصري وتطالبه... أيها المسؤولون المصريون ان لم تفتحوا معبر رفح فأنتم شركاء في الجريمة والقتل والحصار وصنع المأساة الفلسطينية".
وقال نصرالله:"هذا الخطاب يجب أن يسمعه كل المسؤولين المصريين من الجميع، ويجب ان يعرفوا انهم موضع إدانة الأمة والتاريخ والأبناء والشهداء إذا لم يسارعوا الى موقع إنساني وتاريخي بهذا الحجم. وهنا يأتي الخطاب الى شعب مصر المسلم والعربي والمقاوم والشجاع والشريف والذي نعرف جميعاً مكنوناته، فليخرج الشعب بالملايين الى الشارع فهل تستطيع الشرطة ان تقتل الملايين؟ لن تستطيع. يجب ان تفتحوا معبر رفح يا شعب مصر بصدوركم وأنا لا أزايد على احد. أتحدث من موقع الانتساب الى المقاومة التي قاتلت 33 يوماً".
وتابع:"ما نعرفه ونسمع عن الضباط المصريين انهم لا يزالون على موقفهم ومعاداتهم لإسرائيل على رغم مرور سنوات على كمب ديفيد. لا أدعو الى انقلاب في مصر ولكن مع ان يأتي الجنرالات والضباط الى القيادة السياسية ويقولون لها نحن يأبى علينا شرفنا العسكري ونجومنا ان نرى اهلنا في غزة يذبحون ونحن نحرس حدود إسرائيل. شعب مصر، العلماء، مشيخة الأزهر النخب السياسية، جميعهم معنيون ولا اعتقد ان هناك عذراً أمام احد. هذا الذي يغير المعادلة. الموقف السياسي المصري يغير المعادلة. لو قدر ان يفتح هذا المعبر وأن يصل الماء والدواء والغذاء والمال والسلاح إلى غزة ستتكرر ملحمة الانتصار التي حصلت في لبنان ونحن على ثقة من ذلك، على رغم ثقتنا بالانتصار على رغم كل الظروف".
وأكد نصرالله ان غزة"إذا صمدت لأيام او أسابيع سيتوقف العدوان. هذا عدو لا يطيق حرب استنزاف او أياماً طويلة. سيضطر في يوم من الأيام ليوقف عدوانه وتسقط معه تلك الرؤوس التي ارادت استخدام صناديق الدم الفلسطيني في صناديق الانتخابات".
وانتقد المفاوضات، سائلاً:"أي سلام عادل وشامل هو الذي يتحقق في ظل الشروط المذلة الإسرائيلية؟ فلا قدس ولا حق عودة ولا ارضاً تقام عليها دولة. ما هذا التنظير والسخافات؟". كما انتقد القائلين ان المجتمع الدولي يحمي، سائلاً:"أين هو ليحمي شعب غزة؟ وأين هي القرارات الدولية التي لم تنفذ؟ يحمينا التضامن العربي، أي تضامن عربي... الحكام العرب يحتاجون الى أيام ليتفقوا على جلسة... ما جرى في غزة وفي تموز يجب ان يكون كافياً لإقناع كل عربي وكل وطني في وطنه وكل مخلص لحقوقه ووطنه وأمته بأن من يحمي حقوقنا هو المقاومة وكل الخيارات الأخرى وهم وسراب". وسأل:"هل نحتاج الى مزيد من المجازر ليقتنع حكامنا أننا أمام عدو مجرم لا يمكن القيام معه بسلام بأي شروط؟".
لبنان
وفي معرض حديثه عن لبنان، قال نصرالله:"منذ بداية العدوان على غزة وجه مسؤولون إسرائيليون تحذيرات شديدة ويعنون لبنان واتخذوا إجراءات على الحدود واستنفاراً، واليوم وجهت دعوات لسكان المستعمرات الى تجهيز... هناك احتمالان، لا أريد ان أخيف أحداً او أدفع أحداً الى القلق: احتمال ان يكون كل ما يقوله الإسرائيليون هو إجراءات وقائية خشية حصول شيء من الجبهة اللبنانية، واحتمال آخر... ان يلجأ العدو الى أمر ما في اتجاه لبنان، عدوان ما لترميم صورة الردع، ولا يجوز الاطمئنان الى ما يقال من ان إسرائيل لا تقاوم على جبهتين وهذا يدعو الحكومة والجيش والمقاومة الى الانتباه والحيطة والحذر".
وزاد نصرالله:"حتى قضية الصواريخ الثمانية قبل بدء الهجوم على غزة، أطرح تساؤلاً من الذي وضعها؟.. عندما اكتشفت بعضهم أتحفونا بنظرياتهم وبياناتهم وأشاروا إلينا بأصابع الاتهام وقال أحدهم لا احد يتحرك في تلك المنطقة إلا حزب الله. هذه معلومات خاطئة.
أقول لهؤلاء: نحن في حزب الله نملك شجاعة ان نتحمل مسؤولية أي عمل نقوم به ولا نختبئ وراء أصابعنا... ما جرى مشبوه من الناحية الأخرى؟ ألا تستطيع إسرائيل ان تتسلل لوضع صواريخ من هذا النوع؟ ألا تستطيع شبكاتها القيام بذلك... طلبت من الاخوة في المقاومة في الجنوب بالتحديد ان يكونوا متواجدين وحذرين".
وأعلن اليوم يوم حداد، داعياً الى إلغاء مجالس عاشوراء عصراً والتجمع في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، تأبيناً لشهداء غزة"ولنسمع العالم صوتنا".
نشر في العدد: 16705 ت.م: 29-12-2008 ص: 16 ط: الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.