أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند خلال تنفيذه أمس زيارة تضامن الى الهند، في أعقاب الهجمات التي استهدفت مدينة بومباي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 188 شخصاً، ان"الدولة الباكستانية لم تأمر بشن الهجمات", لكنه حض إسلام آباد على الوفاء بوعدها في القضاء على الجماعات الإسلامية المسلحة. وقال:"يجب ان تتحرك باكستان ضد جماعة عسكر طيبة التي تنشط على أراضيها"، والتي ألقيت عليها مسؤولية تدريب وإعداد وتمويل عشرة مسلحين فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة وفجروا قنابل يدوية في عدد من المواقع في بومباي،"إذ أن المهم هو طريقة تعامل إسلام آباد مع عسكر طيبة، وأسلوب قضائها على تهديداتها". وأشاد ميليباند"بنضج وحكمة"نيودلهي في اعتماد رد ديبلوماسي وليس عسكرياً على الهجمات التي أحيت التوترات بين الهندوباكستان، علماً ان رئيس الوزراء الهندي صرح الأسبوع الماضي بأن هجمات بومباي حظيت بدعم"بعض الأجهزة الرسمية"في باكستان, مؤكداً استخدام إسلام آباد الإرهاب"كوسيلة لسياستها"، فيما دعم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارة الى المنطقة في كانون الأول ديسمبر الماضي الاتهامات الهندية في شأن"عسكر طيبة". وغداة إعلان حركة"طالبان باكستان"هدنة لمدة أسبوع مع الجيش في إقليم وادي سوات شمال غربي، من اجل الإفساح في المجال أمام تبلور نتائج مفاوضات تجريها الحكومة معها في محاولة لإبرام اتفاق سلام، قتل رجل أمن باكستاني وجرح ثلاثة في هجوم شنه المتمردون على قافلتهم في منطقة دار شيكالا بالإقليم. على صعيد آخر، هاجم متشددون للمرة الأولى منذ أسبوعين طريق الإمدادات التي ترسل من معبر خيبر الباكستاني الى القوات الأجنبية في أفغانستان، كما سد محتجون طريقاً آخر. وأوضحت الشرطة ان المتشددين أطلقوا صواريخ على نقطة لتوقف الشاحنات خارج مدينة بيشاور ليل الاثنين ? الثلثاء، ما ألحق أضراراً بشاحنة حملت مواد غذائية للقوات الأجنبية في أفغانستان، فيما قطع رجال من قبائل البشتون طريق الإمداد الثاني الذي يمر عبر بلدة تشامان الحدودية بإقليم بلوشستان جنوب غربي بيشاور وصولاً الى مدينة قندهار الأفغانية والذي يعتبر آمناً نسبياً، احتجاجاً على تنفيذ قوات الأمن الباكستانية عمليات تفتيش"ظالمة، ومن دون أدلة". وقال خالق نزار كياني المسؤول الحكومي الإقليمي:"لم تصل شاحنة واحدة الى الحدود خلال الأيام الثلاثة الماضية. ونجري محادثات حالياً للتوصل الى تسوية". ويعتبر مرور الإمدادات عبر باكستان الى أفغانستان التي لا تملك شواطئ أمراً حيوياً للقوات الغربية التي تقاتل متمردي"طالبان"في أفغانستان، وسيكتسب أهمية إضافية في ظل استعداد الولاياتالمتحدة لزيادة عدد قواتها في البلاد هذا العام ليصل الى 60 ألف جندي.