أبلغت وزارة الخارجية الباكستانية أمس، القائم بأعمال السفارة الهندية لدى باكستان مانبريت فوهرا، قلق إسلام آباد من تحليق طائرات حربية هندية في أجواء الشطر الباكستاني من إقليم كشمير، المتنازع عليه بين البلدين، وإقليم البنجاب الأسبوع الماضي. واعتبرت الوزارة، في مذكرة سلمتها الى فوهرا، ان خرق أجواء المنطقتين حيث تنشط جماعة"عسكر طيبة"المحظورة التي حمّلتها نيودلهي مسؤولية هجمات بومباي نهاية الشهر الماضي،"لا يتوافق مع اتفاق أُبرم بين الهندوباكستان العام 1991 يقضي بمنع هذه الحوادث"، على رغم أن هذا الانتهاك"فني وغير متعمد". راجع ص 8 ورد الناطق باسم سلاح الجو الهندي ماهيش أوباساني بنفي أي انتهاك للمجال الجوي الباكستاني، لكن ثلاثة مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أشاروا الى ان واشنطن تملك معلومات عن بدء سلاح الجو الهندي استعداداته لشن هجوم على باكستان، علماً ان رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني أكد حق بلاده في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجوم، وقال:"إذا فرضت هذه الحرب علينا سنواجهها متحدين". جاء ذلك غداة اتهام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الهند بعدم الإصغاء الى مطالبة بلاده بإجراء تحقيق مشترك، وعدم السماح لممثلين عن الحكومة وأجهزة الأمن الباكستانية باستجواب شخص تقول الهند إنه الناجي الوحيد في صفوف المسلحين الذين نفذوا هجمات بومباي. وعشية توجهه الى كابول، ليناقش مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب في البلدين، أكد زرداري في لقاء مع شيوخ منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان، أن حكومته ستنفذ مشاريع في المنطقة، لكنها ستواصل قصف اي مكان ينتشر فيه مسلحون موالون لحركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". ولم يتطرق زرداري، خلال لقائه زعماء القبائل، إلى الغارات الجوية الأميركية على مناطقهم، والتي قتل فيها مدنيون كثيرون، فيما تظاهر نحو خمسة آلاف شخص في بيشاور، كبرى مدن الإقليم الحدودي الشمالي الغربي المحاذي لمنطقة القبائل، مطالبين إسلام آباد بوقف دعمها اللوجستي للإمدادات التي ترسل براً الى قوات الحلف الأطلسي ناتو والجيش الأميركي في أفغانستان. وصرح قاضي حسين احمد زعيم"الجماعة الإسلامية"الذي تقدم المتظاهرين بأن"من المخجل ان يقدم بلد مسلم دعماً لوجستياً الى الولاياتالمتحدة التي تعمل ضد مصالح المسلمين في العالم"، مهدداً ب"إجبار إسلام آباد على وقف أي إمداد". وفي الأسابيع القليلة الماضية، هاجمت عناصر من"طالبان - باكستان"مخازن تابعة لقوات"الأطلسي"في بيشاور شمال غربي البلاد، وكمنت لقوافل لدى نقلها إمدادات لهذه القوات، ما أدى الى تدمير اكثر من 300 شاحنة وآلية مصفحة وسيارة وحاوية. ورأى محللون ان زيارة زرداري لكابول تهدف ايضاً إلى إقناع واشنطن بحرص بلاده على الاضطلاع بدورها في التحالف الدولي ضد الإرهاب، ما يسمح لها باستخدام نفوذها لدى واشنطن للضغط على الهند، من اجل منعها من الإقدام على أي مغامرة عسكرية ضدها بعد هجمات بومباي. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: غيتس يطلب خطة لإغلاق "غوانتانامو" . البنتاغون تحضيرات هندية لضرب باكستان