أغلقت باكستان أمس، طريق الإمدادات لقوات الحلف الأطلسي ناتو والجيش الأميركي في أفغانستان، بالتزامن مع إطلاق الجيش الباكستاني عملية واسعة ضد متمردي مناطق القبائل شمال غربي. وأعلن طارق حياة، حاكم منطقة جمرود المؤدية الى ممر خيبر الحدودي بين باكستانوأفغانستان، ان الهجوم الواسع أطلق باستخدام مروحيات ودبابات من اجل وضع حد للهجمات التي تشن على قوافل إمدادات القوات الأجنبية في أفغانستان، وعمليات الخطف لقاء فدية التي تزداد في مناطق القبائل. وتابع:"علقت الإمدادات موقتاً، في إطار عملية مركزة ستتواصل حتى تحقيق هدفنا", مشيراً الى إمكان توسيع نطاق الهجوم في حال الحاجة الى خارج منطقة جمرود الواقعة بين بيشاور بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي وطورخام الحدودية. وكشف ان العمليات ستستهدف 26 موقعاً للمتمردين الذين استهدفوا مخازن وحاويات الإمدادات في شمال غربي باكستان في الأسابيع الأخيرة، ما أدّى الى إحراق مئات من الشاحنات التابعة للقوات الأجنبية في أفغانستان. لكن الحلف الأطلسي أكد في 16 الشهر الجاري ان الهجمات المتكررة على قوافله لن تؤدي الى إغلاق طرق الإمدادات"لأنها غير مهددة". وتنقل القوات الأجنبية في أفغانستان نحو 80 في المئة من إمداداتها من وقود ومعدات ثقيلة من باكستان، ومعظمها عبر ممر خيبر الذي يبلغ طوله 50 كيلومتراً. ولا تملك أفغانستان اي منفذ على البحر، ما يحتم إرسال القسم الأكبر من المعدات المرسلة الى القوات المنتشرة فيها بحراً الى مرفأ كراتشيالباكستاني. ولدى إنزال حاويات الوقود والإمدادات وكذلك الآليات والذخائر في كراتشي, تنقل في شاحنات الى بيشاور شمال غربي باكستان ومنها الى جلال آباد في أفغانستان عبر ممر خيبر في منطقة هندو كوش الوعرة. على صعيد آخر، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الهند الى وقف نشاط قواعدها الجوية الأمامية، وإعادة قواتها الى المواقع التي شغلتها في وقت السلم، تمهيداً لاستئناف عملية السلام التي علقت بين البلدين بعد هجمات بومباي نهاية الشهر الماضي التي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً، واتهمت نيودلهي جماعة"عسكر طيبة"الباكستانية بالوقوف خلفها. وكانت أجهزة الأمن الباكستانية شكلت جماعة"عسكر طيبة"في نهاية الثمانينات من القرن العشرين لمحاربة الحكم الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، ثم حظرت إسلام آباد نشاط الجماعة عام 2002. وقال قريشي الذي لمح الى حدوث تطورات إيجابية في العلاقة مع الهند خلال الساعات ال48 الأخيرة أهمها امتناع نيودلهي عن توجيه إنذار نهائي إلى باكستان، وإجراء اتصالات بين مسؤولين عسكريين من الجانبين:"اذا تحققت خطوة وقف النشاط العسكري الهندي سيتقلص التوتر الحالي في المنطقة"، علماً ان الهند تطالب باكستان حالياً بتفكيك ما تصفه بأنه"بنية تحتية للإرهاب"في أراضيها. ووضعت الهند قواتها في حال تأهب، على رغم تأكيدها عدم نشر قوات جديدة على الحدود مع باكستان منذ هجمات بومباي، فيما ألغت باكستان إجازات جنودها، ونقلت"عدداً محدوداً"منهم من الحدود الأفغانية"لإجراءات دفاعية". وأكد وزير الخارجية الباكستاني أن عملية السلام تصب في مصلحة البلدين، معتبراً أن الضغط والإكراه لا يحسنان العلاقات بين الأصدقاء بل يعقدانها، و"هو ما يجب تجنبه لمنع القوى التي تحاول إثارة التوترات والقلق في المنطقة من تحقيق أهدافها". ورد وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي على قريشي أن الهند لم تتخذ أية خطوات لتصعيد التوتر واصفاً تحركات الجيش الهندي بأنها"تدريبات روتينية تنظم في فصل الشتاء". نشر في العدد: 16707ت.م: 31-12-2008 ص: 20 ط: الرياض عنوان: باكستان تغلق طريق الإمدادات الى أفغانستان وتباشر عملية عسكرية ضد متمردي القبائل