تحركت باكستان لاحتواء مضاعفات هجمات بومباي اواخر الشهر الماضي، وذلك بشن حملة لا سابق لها على تنظيم"عسكر الطيبة"، اعتقلت خلالها 15 شخصاً في مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من إقليم كشمير. واستهدفت الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية عناصر في"جماعة الدعوة"، التنظيم الأم ل"عسكر طيبة"المتهم بالتورط في هجمات بومباي. كما ترافقت الاعتقالات مع تدمير معسكر"مهجور"للتنظيم. ورغم نفي إسلام آباد ان تكون حملة الاعتقالات طاولت المسؤول العسكري للتنظيم زكي عبدالرحمن الأخوي، سارع البيت الأبيض الى الترحيب ب"الخطوات الإيجابية"التي نفذتها الحكومة الباكستانية لمكافحة المتطرفين، مؤكداً ضرورة تعاون السلطات في باكستانوالهند لتجنب تكرار هذا النوع من الهجمات. وجاء التحرك الباكستاني غداة تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان"ما من شك في ان الأراضي الباكستانية استخدمت منطلقاً"لهجمات بومباي، مستبعدة ان تكون للحكومة صلة بالمنفذين. وتزامنت حملة الاعتقالات، مع هجوم جديد شنته"طالبان - باكستان"ضد شاحنات تموين قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان. ويهدد تجدد الهجمات ضمان هذه الإمدادات، كون باكستان الممر الأساسي لها. راجع ص 7 وأعلنت مصادر وزارة الداخلية الباكستانية إن أجهزة الأمن"دمرت معسكراً كان يستخدمه تنظيم عسكر الطيبة قرب مظفر آباد، وذلك لإبطال حجج الهند"بوجود معسكرات تدريب على الأراضي الباكستانية للتنظيم المحظور منذ كانون الثاني يناير 2002. وأكدت الأجهزة الباكستانية اعتقال 15 من أعضاء"جماعة الدعوة"في المنطقة، وذلك للتحقيق معهم في نشاطاتهم، فيما نفت الجماعة أي صلة لها ب"عسكر الطيبة". وابلغ"الحياة"المهندس أسد الله الملقب"أبو محمد"وهو أحد مسؤولي الجماعة في إسلام آباد، ان"لا نشاط مسلحاً للجماعة سواء في باكستان أو خارجها"بل"يقتصر نشاطها على العمل الدعوي والخيري"، نافياً اي صلة لها بهجمات بومباي. في الوقت ذاته، نفت مصادر أمنية باكستانية أنباء عن اعتقال زكي عبدالرحمن الذي تطالب الهند باسترداده مع اثنين آخرين لاتهامهم بأنهم يديرون معسكرات تدريب ل"عسكر الطيبة"في ضواحي إسلام آباد وكراتشي. وربطت مصادر باكستانية بين الاعتقالات والتصريحات الشديدة اللهجة لوزيرة الخارجية الأميركية التي دعت باكستان الى اتخاذ خطوات عملية لإثبات أنها قامت بواجبها في أعقاب هجمات بومباي. وبعد ساعات من الاعتقالات، أبدت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ثقتها بتجاوب إسلام آباد مع دعوات واشنطن. وقالت بيرينو:"اعتقد ان مسألة اتخاذ باكستان خطوات إيجابية، أمر لا شك فيه". وكان الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف حظر تنظيم"عسكر الطيبة"مع عدد من التنظيمات الأخرى في ذروة التوتر مع الهند في كانون الثاني يناير 2002 بعد الهجوم الذي شنه مسلحون على البرلمان الهندي. وأعلنت نيودلهي في حينه إن هؤلاء المسلحين كانوا من تنظيم"عسكر الطيبة"، وهو من ابرز الحركات المسلحة التي تقاتل نيودلهي في الشطر الهندي من كشمير. وحظي التنظيم بدعم واسع في باكستان خصوصاً أنه يعد تنظيماً باكستانياً وليس كشميرياً، ما مكنه من فتح مكاتب ومراكز تجنيد في انحاء البلاد قبل حظره. على صعيد آخر، شن مسلحو"طالبان - باكستان"هجوماً جديداً على شاحنات مؤن للتحالف الغربي في أفغانستان. وأسفر الهجوم، الثاني من نوعه خلال 48 ساعة، عن إحراق نحو مئة شاحنة تابعة لحلف شمال الأطلسي في شمال غربي باكستان، بينها خمسون شاحنة تستخدم لنقل المؤن الى القوات الأجنبية في أفغانستان. ويأتي ذلك بعدما حذر أحد قادة"طالبان - باكستان"من ان الهجمات على مصالح الحلف الأطلسي وخطوط إمداده ستتصاعد وان"المجاهدين"سيعملون على منع وصول المؤن الى قواته في أفغانستان. نشر في العدد: 16685 ت.م: 09-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: باكستان : حملة على "عسكر الطيبة" ونفي لاعتقال مسؤوله العسكري