رد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على التحية السورية التي تمثلت بالتأييد الحار للعمل العسكري ضد جورجيا بمثلها. فوعد ضيفه الرئيس السوري بشار الاسد بتزويده أسلحة دفاعية متطورة، لكنه جهد في الوقت نفسه في عدم استثارة اسرائيل القلقة أصلا من زيارة الاسد روسيا في هذه المرحلة، مع عودة شبح الحرب الباردة في العالم، فراعى التشديد على"عدم الاخلال بموازين القوى في المنطقة". وأعرب وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف في حديث الى"الحياة"عن أمله بإحياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب. وقال:"ننظر إلى هذا التقدم باعتباره خطوة جادة نحو تحقيق أهدافنا الأساسية، المتمثلة في أن تكون التسوية السلمية في الشرق الأوسط شاملة وطويلة الأمد. نأمل بأن تتخذ المفاوضات، في أقرب وقت ممكن، شكل اتصالات مباشرة بين الطرفين، ونحن مستعدون دائما لدعم هذا التحرك". نص الحوار ص 4. وأجرى الاسد وميدفيديف جلسة محادثات طويلة في المقر الرئاسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وجدد الرئيس السوري دعم ما قامت به روسيا في القوقاز. وقال:"نحن نتفهم الموقف الروسي ونتفهم الرد العسكري الروسي نتيجة الاستفزاز الذي حصل من جورجيا". وتطرق الأسد إلى العلاقات الثنائية، مؤكدا سعي بلاده الى"تطوير علاقات إستراتيجية مع روسيا"لضمان"الأمن العالمي". وأعرب عن أمله في أن تتيح زيارته الفرصة من أجل"الإتفاق على مسائل كثيرة لمصلحة شعبي البلدين"، في إشارة إعتبر المراقبون أن المقصود منها الإستعداد السوري لتطوير التعاون العسكري مع روسيا بما في ذلك نشر صواريخ متطورة من طراز"اسكندر"في سورية في إطار"الرد على نشر الدرع الأميركية في أوروبا"، كما قال الأسد في حديث لوسائل إعلام روسية قبل اللقاء. وحض الأسد موسكو على المساهمة في دفع عملية التفاوض بين دمشق وتل أبيب وقال مخاطبا مضيفه :"نعرف أنكم قادرون على تقديم الدعم والمساعدة لتطوير هذه العملية". وتحدث ميدفيديف عن الأهمية البالغة التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات التي"تتطور بثقة وسرعة"مع دمشق. وقال إن علاقات البلدين"عنصر أساسي في الحوار حول المسائل الأكثر حيوية وتعقيدا في المنطقة والعالم". وكما جرت العادة في الزيارات السابقة للرئيس السوري لروسيا، إستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الزيارة بإجراء محادثة هاتفية مع ميدفيديف، قال الكرملين أنها ركزت على الوضع في المنطقة. لكن المراقبين إعتبروها جزءا من مساعي تل أبيب الى اقناع موسكو بعدم تطوير التعاون العسكري مع دمشق وعدم مدها بتقنيات صاروخية حديثة. وقال لافروف، في ختام المحادثات بين ميدفيديف والأسد، إن الرئيس الروسي أكد استعداد بلاده للنظر في طلب دمشق شراء نماذج جديدة من الأسلحة الروسية. وأضاف:"ان الموقف الروسي الذي أكد عليه الرئيس ميدفيديف واضح ويتلخص بالآتي: سنزود سورية بأسلحة تحمل طابعا دفاعيا بحتا، ولا تخل بموازين القوى في المنطقة". وأشار الى أن البلدين ينفذان حاليا عددا من العقود التي وقعا عليهاها في مجال التعاون العسكري التقني. وأعلن ان سفنا روسية سترابط في موانىء"دول صديقة"في حوض البحر المتوسط. واوضح لافروف ان ميدفيديف والأسد بحثا ايضا في أوضاع إيران والعراق والفلسطينيين. وقال إنهما اتفقا على دعم الجهود الرامية الى إيجاد حل وسط بين حركتي"فتح"و"حماس"، وأكدا أن الانقسام الفلسطيني يشكل إحدى العقبات التي تقف على طريق التسوية. وفي ما يتعلق بالعراق أكد الرئيسان ضرورة تأمين الظروف المناسبة التي تتيح للعراقيين إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم. كما شددا على حل سلمي للمشكلة النووية الإيرانية. وكانت موسكو أعلنت قبل شهور نيتها إستئناف دوريات قطعها البحرية في البحار الدولية. وتحدث عسكريون روس عن محادثات مع دمشق لتوسيع مركز صيانة في طرطوس كان الأسطول السوفياتي يستخدمه لإغراض التزود بالوقود وعمليات الترميم والإصلاح. وينوي الروس حاليا، بحسب بعض المراقبين، تحويله إلى قاعدة أساسية لاسطولهم في البحر المتوسط. الى ذلك، وصل العاهل الاردني عبد الله الثاني الى روسيا امس في زيارة تستمر الى الاحد المقبل. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، في مؤتمر صحافي، ان"روسيا لديها مصالحها الخاصة في المنطقة ولا احد يرغب في زعزعة استقرار المنطقة. واعتقد بانه طبقا لهذا التقويم فانه من المصلحة المشتركة لروسيا واسرائيل والقادة البراغماتيين في المنطقة عدم ارسال هذا النوع من الصواريخ الطويلة المدى الى سورية". واضافت:"نعلم ما هي الروابط بين ايران وسورية، ونعلم ما هي الصلات بين سورية وحزب الله وحماس وغيرها من المنظمات الارهابية". واعرب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز كذلك عن قلقه قائلا لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الاسلحة"ستهدد السلام في العالم، وليس فقط في الشرق الاوسط".