قال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن الإعلان السوري عن صفقات أسلحة محتملة على وشك إتمامها مع روسيا، ليست سوى محاولات من دمشق للضغط على الولاياتالمتحدة لتوفير الرعاية إلى مباحثات السلام غير المباشرة التي كانت تجريها مع (إسرائيل) في الأشهر القليلة الماضية. وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" أن الرئيس السوري بشار الأسد قام الخميس الماضي بزيارة إلى روسيا لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف طلب خلالها شراء مجموعة من المعدات العسكرية من ضمنها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة من طراز "ميغ 31". وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر ما يثير قلق الإسرائيليين من صفقة الأسلحة الروسية هي صواريخ أس 300أرض- أرض وصواريخ "اسكندر" المتوسطة المدى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الحالي أنهم ليسوا على علم بنية روسيا بيع أسلحة إلى سوريا وأن طلب الرئيس السوري على الأرجح محاولة للضغط على الولاياتالمتحدة لتنخرط في مفاوضات السلام التي كانت دمشق تجريها مع تل أبيب تحت رعاية تركية. وأوضح المسؤولون أن روسيا التزمت تجاه (إسرائيل) بعدم بيع سوريا أي أسلحة تعدِل من ميزان القوة الإقليمي في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الدفاعيين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "يثير السوريون الضجة حول صفقات أسلحة لكي تتقدم الولاياتالمتحدة لرعاية مباحثات السلام. يأمل السوريون أن يستخدموا المباحثات مع (إسرائيل) لكسب المزيد من المصداقية وتعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة". وكانت الأنباء المتعلقة بطموح الأسد أثارت رد فعل متشدد من المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين. وقال وزير الدفاع أيهود باراك الخميس الماضي إن (إسرائيل) "تحلل تداعيات" زيارة الأسد إلى موسكو. وقال نائب الليكود في الكنيست الإسرائيلي سيلفان شالوم إن على (إسرائيل) أن تطالب موسكو بالامتناع عن "تسليح أعدائها". وقال شالوم "تسليح سوريا قد يؤدي إلى تغيير إستراتيجي وقد يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده "على استعداد لدراسة طلبات يقدمها الجانب السوري" لشراء المزيد من الأسلحة، غير أنه أضاف "نحن بالفعل على استعداد لبيع أسلحة ذات طابع دفاعي فقط والتي لا تنتهك ميزان القوى الإقليمي في الشرق الأوسط". ونقلت الصحيفة عن القائم بأعمال السفارة الروسية في (إسرائيل) أناتولي يوركوف أن روسيا لا تملك نية لنصب أنظمة صواريخ "اسكندر" المتطورة على الأراضي السورية. وكان يوركوف يتحدث عن العرض الذي قدمه الرئيس السوري لنشر شبكة الصواريخ الروسية المتوسطة المدى التي تعمل على الوقود الصلب على أراضي بلاده. وأشارت الصحيفة إلى أن النموذج الذي تعدِه روسيا للتصدير من صاروخ "اسكندر"، يصعب إسقاطه ويبلغ مداه 280كيلومتراً ما يجعله في حال نشره في سوريا، قادراً على إصابة أي مكان في (إسرائيل) وتحميله كميات كبيرة من المتفجرات التقليدية. وتساءل يوركوف "لماذا قد نفعل ذلك؟" مضيفاً أن روسيا لا تملك أي رغبة في تعديل ميزان القوى الحالي في المنطقة. واتصل ميدفيديف برئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود أولمرت الأربعاء الماضي للتشديد على العلاقات المتينة بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تحددها، قولها إن أولمرت قد يقوم بزيارة إلى روسيا للطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم الموافقة على صفقة الأسلحة إلى سوريا. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن رئيس فصيل الليكود في الكنيست النائب جدعون سعار قال إن زيارة الأسد إلى موسكو كانت محاولة مقصودة لتحدي الغرب. وانتقد سعار في مقابلة مع الصحيفة محاولات (إسرائيل) الحالية للتفاوض مع دمشق ووصفها بأنها تخلق معوقات جدية أمام اتفاقيات السلام المستقبلية. وقال سعار "المفاوضات التي تجريها الحكومة الحالية تسبب بأضرار خطيرة على وضع إسرائيل. لقد حصلت الحكومة السورية على السجاد الأحمر في باريس وتلقت اعترافاً شرعياً دولياً من دون أن يتغيِر موقفها الحالي سنتيمتراً واحداً". وأضاف "زار الأسد طهران بعد باريس للتشديد على أنه لا يزال وفياً للإيرانيين ثم سافر إلى روسيا في مواجهة العالم الغربي بأكمله". ووصف سعار محاولات إبعاد دمشق عن علاقاتها مع طهران بأنها "سخيفة".