بدأ في الولاياتالمتحدة العد العكسي لانطلاق مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر ولاية كولورادو في 25 الشهر الجاري، والذي سيختار خلاله الديموقراطيون رسمياً سناتور ايلينوي باراك أوباما مرشحهم في السباق إلى البيت الأبيض. ويظهر اختيار دنفر رغبة المرشح الديموقراطي في استمالة الناخبين في هذه الولاية الواقعة غرب البلاد، والتي تعتبر معقلاً للجمهوريين. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام ويعقد في"بيبسي سنتر"وهو مجمع ضخم تنظم فيه عادة مباريات رياضية، حوالى 50 ألف شخص، من بينهم اكثر من أربعة آلاف مندوب من أنحاء الولاياتالمتحدة، إضافة إلى 15 ألف صحافي من العالم. وفي اليوم الأخير من المؤتمر، يلقي أوباما خطاباً في ملعب"انفسكو فيلد"الرياضي في مايل هاي، القادر على استيعاب 75 ألف شخص. وأوباما 47 سنة الذي قد يصبح أول رئيس"أفريقي"للولايات المتحدة يبقى بحسب الاستطلاعات متقدماً في شكل طفيف على منافسه الجمهوري جون ماكين. لكن هامش الفارق مع ماكين قد يتراجع، اذ تتوقع غالبية الخبراء نتيجة متقاربة جداً بينهما في الانتخابات التي تجرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، على رغم صعوبة وضع الجمهوريين بسبب تراجع شعبية الرئيس جورج بوش إلى حد كبير وتدهور الاقتصاد الذي أصبح على حافة الانكماش. وأحد ابرز العراقيل أمام أوباما، هو انه لم يتمكن بعد من توحيد معسكر الديموقراطيين، اذ اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد"بيو"للأبحاث ونشر الأربعاء الماضي، أن 83 في المئة من الديموقراطيين ينوون التصويت لسناتور ايلينوي في تشرين الثاني، في حين أن 87 في المئة من الناخبين الجمهوريين متحدون خلف ماكين. واظهر هذا الاستطلاع أيضاً أن 72 في المئة فقط من مناصري هيلاري كلينتون منافسة أوباما السابقة، ينوون التصويت لمصلحته، فيما قال 18 في المئة من مناصريها خلال الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين انهم سيصوتون للمرشح الجمهوري ماكين. وخلفت حملة الانتخابات التمهيدية الطويلة لدى الديموقراطيين شعوراً بالضغينة في صفوف مناصري هذا الحزب، لكن المؤتمر يهدف أيضاً إلى الاحتفال بإعادة توحيد الديموقراطيين. وتمكن مناصرو كلينتون الخميس، من الحصول على قرار بأن يخضع اسم سناتور نيويورك للتصويت ولاية بعد ولاية خلال المؤتمر. وهذا التصويت الذي سيتم في 27 الجاري، له طابع محض رمزي ويهدف، بحسب فريقي أوباما وكلينتون، إلى إبراز الطابع"التاريخي"لترشيح سناتور نيويورك.