خطا السناتور الديموقراطي باراك أوباما خطوة كبيرة في اتجاه الفوز بترشيح حزبه للرئاسة الأميركية، بعد اكتساحه ولاية نورث كارولينا، ما أوقف زخم حملة منافسته هيلاري كلينتون. وعلى رغم فوزها في إنديانا في الانتخابات التمهيدية أول من أمس، تواجه الأميركية الأولى سابقاً عملية حسابية صعبة للحصول على ترشيح حزبها، بعد تراجعها في عدد المندوبين والأصوات. وبثت شبكة"أن. بي. سي"ان كلينتون ألغت إطلالاتها التلفزيونية التي كانت مقررة أمس، للتفرغ لدرس الوضع مع أركان حملتها، كما اضطرت لتسليف الحملة 6.4 مليون دولار من مالها الخاص. وفي المحطتين الرقم 44 و45 من سباق الانتخابات التمهيدية، خرق أوباما سقف التوقعات في ولاية نورث كارولينا الجنوبية، حاصداً 56 في المئة من الأصوات، في مقابل 42 في المئة لكلينتون. وأعطت نسب الإقبال التي تعدّ سابقة في صفوف الأفارقة الأميركيين ثلث الناخبين والجامعيين، وحتى الجمهوريين المنشقين عن الحزب 26 في المئة من القاعدة الجمهورية هناك الهامش الكبير لأوباما، لتوسع صدارته في عدد المندوبين والأصوات. وفي انديانا، فازت كلينتون بنسبة ضئيلة، وحصلت على 51 في المئة من الأصوات في مقابل 49 لمنافسها. لكن فوزها في انديانا كانت له رمزية معينة، كون الولاية وسط غرب الحديقة الخلفية لايلينوي، مسقط رأس أوباما، ولا تبعد كثيراً عن مدينته شيكاغو. وبفوزه أمس، حقق المرشح الافريقي - الأميركي قفزة في عدد المندوبين ليتقدم على كلينتون ب150 مندوباً وما مجموعه 1842 في مقابل 1692 لمنافسته، وبذلك ينقصه 183 مندوباً فقط، للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية ومواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين في المرحلة الاخيرة من السباق الرئاسي المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وينقص كلينتون 333 مندوباً، فيما لم يتبق للسباق الديموقراطي سوى ست ولايات. وحض السناتور جورج ماكغوفرن المرشحة الديموقراطية التي كان يؤيدها، على الانسحاب لمصلحة أوباما. ونظراً الى افتقار الولايات المتبقية الى العدد الكافي من المندوبين لحسم السباق 2025 مندوباً، تؤول الى القيادة الحزبية بمندوبيها ال800 مهمة اختيار الفائز بترشيح الحزب. ولم يحسم معظم هؤلاء قراره بعد، على رغم اقتراب موعد التصويت النهائي في حزيران يونيو المقبل. وحاول كل من المرشحين في خطاباته ليل الثلثاء - الأربعاء، التوجه الى هذه النخبة الحزبية، لإقناعها بكفاءته وقدرته على مواجهة ماكين. وأعلن أوباما عزمه على توحيد الصف الديموقراطي، والقفز فوق الولاءات الحزبية في محاولة لجذب أصوات مستقلين. كما اضطر الى إثبات"وطنيته"وتكرار عبارتي"أحب أميركا"و"الحلم الأميركي"، لتبديد شكوك لدى الناخبين أثارتها تصريحات راعيه الديني القس جيرامايا رايت المعادية لأميركا. كذلك حاولت كلينتون إبراز الورقة الاقتصادية لإثبات قوة تحالفها الانتخابي المرتكز الى الطبقة العمالية والأقليات المهاجرة، فيما يعتمد منافسها على الليبراليين والسود. وأكدت كلينتون عزمها على البقاء في السباق، ملوّحة بورقة انتخابات ولايتي ميشيغان وفلوريدا حيث فازت مطلع السنة، ولم تحسم أصوات الولايتين لمخالفتهما قواعد الحزب وتقديم موعد التصويت. وتجتمع اللجان الحزبية مع مندوبين عن الولايتين لإيجاد حل للمسألة قبل المؤتمر الحزبي. وتفيد الاستطلاعات بأن كلينتون تحظى بموقع أقوى اليوم في مواجهة ماكين، خصوصاً في الولايات الحاسمة في تشرين الثاني، مثل أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا، والتي خسرها أوباما في المعركة التمهيدية. ورغم محاولة المرشحين الديموقراطيين إعادة رص صفوف الحزب المنقسم بين معسكرهما، أشارت الأرقام الى أن 52 في المئة من مناصري كلينتون في انديانا لن يصوتوا لأوباما في حال مواجهته ماكين، وترتفع هذه النسبة الى 53 في المئة في كارولينا الشمالية، فيما أكد 70 في المئة من أنصار أوباما في نورث كارولينا و59 في المئة في انديانا أنهم سيصوتون لكلينتون في حال فوزها باللقب. وتعود هذه الانقسامات الى النمط السلبي الذي انتهجته الحملتان، والحماسة الزائدة لكل من قواعدهما الحزبية، ولأسباب تتعلق بالتاريخ العنصري في الولاياتالمتحدة أو الذكوري، ورفض عدد من الناخبين التصويت لامرأة أو مرشح"افريقي"ما يعطي ماكين"هدية"مجانية قد توصله الى البيت الأبيض.