إنطلق سباق من نوع جديد في ميداني السلاح والإنسان الآلي "الروبوت" أخيراً، يتمثّل في تطوير أسلحة على شكل روبوتات Robot- Weapon بحسب قول خبير في هذا المجال. وشغلت آلات قاتلة من هذا النوع خيال هوليوود طويلاً، ونموذجها الشهير هو فيلم"تيرميناتور"أرنولد شوارزنغر، إلا أن عالم الكومبيوتر البريطاني نويل شاركي من جامعة"شيفيلد"في المملكة المتحدة يرى أننا نشهد الولادة الأولى في هذا السباق، الذي ربما فاق ضراوة السباق في أسلحة الدمار الشامل من نووية وكيماوية وبيولوجية وغيرها. ويشير مؤيّدو الروبوت - السلاح إلى أن الآلات تبعد الخطر عن حياة الجنود. وعلى عكسهم، يظن شاركي أنها تثير أسئلة أخلاقيّة، أنها ستقع في أيدي الإرهابيين، عاجلاً أو آجلاً. وألقى شاركي خطاباً رئيسياً بهذا المعنى، خلال مؤتمر عقد في لندن قبل أشهر، تحت رعاية"معهد الخدمات الملكيّة المتحدة"الذي يضمّ فرقاً من خبراء الدفاع والأمن. ويبيّن شاركي أنّ بلداناً كثيرة، في طليعتها الولاياتالمتحدة، تطوّر أسلحة على شكل رجال آليّين. وينقل عن تقرير صدر في كانون الأوّل ديسمبر الماضي عن وزارة الدفاع في الولاياتالمتحدة أن تلك البلاد تخطّط لإنفاق نحو 4 ملايين دولار سنوياً، وصولاً الى عام 2010، على ما يسمى"الأنظمة غير البشريّة السهلة الاستخدام". ويضيف شاركي أن البنتاغون نشر قرابة 4000 رجل آليّ على أرض العراق. وبحلول تشرين الأول أكتوبر من عام 2006، حلّقت طائرة آليّة من دون طيّار لمدّة 400 ألف ساعة. ويشير إلى أن الإنسان يقف دوماً خلف قرار استخدام هذا النوع المؤتمت من القوّة، إلا أنه يتوقّع أن يتغيّر هذا الأمر مع التشديد المتزايد على"الأسلحة المستقلّة"التي تقرر بنفسها من تقتل ومتى وأين. ويوضح شاركي أن كندا وكوريا الجنوبيّة وأفريقيا الجنوبيّة وسنغافورة وإسرائيل والصين وبعض الدول الأوروبيّة وروسيا والهند تشارك أيضاً في سباق أسلحة - الروبوت. وتعكف روسيا والهند على تطوير مركبات قتاليّة جويّة لا يقودها بشر. ويعتقد شاركي، الذي يشتهر بأنه المؤلف الرئيسي لمسلسل تلفزيوني اسمه"حرب الرجال الآليّة"الذي يتحدّث عن التنافس في مضمار الروبوت - السلاح، أنه عندما تنتشر حروب الأسلحة - الروبوت، فإن الأمر سيخرج عن سيطرة العنصر الإنساني لأنه"لا يمكننا أن نعيد الجنيّ الى الفانوس... حالما تبصر هذه الأسلحة الجديدة النور، يُصبح من السهل جداً استنساخها. كم سيطول الوقت قبل أن يتكبّد الارهابيون مشقة الحصول عليها؟ وفي مرحلة تالية، تهبط أسعار تلك الأسلحة وتتوافر قطع غيارها حتى للهواة. وحينها، لن يتطلّب الأمر مهارة عالية لصنع أسلحة مستقلّة على شكل رجل آلي". ويضرب شاركي مثلاً على كلامه بالقول إن صنع طائرة - روبوت صغيرة توجه بواسطة"النظام الشامل لتحديد المواقع""جي بي أس"GPS يقارب خمسة آلاف دولار. ويتحدث عن المسائل الأخلاقيّة المُربكة التي ترافق هذه الأسلحة"الروبوتات كناية عن آلات خرقاء، بالكاد تتمتع بقدرة حسيّة. وهذا يعني أنه لا يمكن ضمان أنها ستميّز بين المقاتلين والأبرياء أو ستسخدم القوة في شكل نسبي كما تنص القوانين الحاليّة للحرب. من الواضح أن هنالك حاجة مُلِحّة على المجتمع الدولي لكي يقوّم مخاطر هذه الأسلحة الجديدة الآن عوضاً عن فعل ذلك بعد أن تكون شقت طريقها نحو الاستعمال الشائع". ويعتقد جايمس كانتن خبير التقنيّات العسكريّة في"مجلّة الدفاع الوطني"الأميركية الوثيقة الصلة بصناعة الأسلحة في الولاياتالمتحدة، أن تقنيات حرب الرجال الآليّة تتقدّم بسرعة كبيرة. ويضاف أن هذه الوتيرة تذكّر ب"قانون مور"في الصناعة الالكترونية الذي لاحظ أن قدرة رقاقة الكومبيوتر تتضاعف كل سنتين تقريباً. ويستنتج أنه إذا انطبق ذلك النمط على السلاح -الروبوت، فإن أسلحة الرجال - الآليين ستتطور لتعمل في شكل مستقل، فتحلّ سريعاً مكان نظيراتها التي تعمل بواسطة جهاز تحكّم من بعد، بل ربما طغى الروبوت على البشر في وحدات القتال. ويقرّ كانتن بأن أسلحة - الروبوت ربما استقبلت ب"فرح"في الولاياتالمتحدة لأنها توقف الخسائر في الأرواح. وفي المقابل، لربما توّلد عن تلك الأسلحة سيناريو مربك، لأن جيوش الروبوت مُكلفة، كما أن حياة كثير من الجنود ستظل على المحك. القسم العلمي - بالتعاون مع مركز الترجمة في "دار الحياة"