أعلنت إيران ان سفيرها في بروكسيل علي أصغر خاجي، سلم أمس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ردها على عرض الحوافز الذي قدمته إليها الدول الست الكبرى، مشترطة وقف التخصيب اليورانيوم. واعلنت الناطقة باسم سولانا لاحقا ان المسؤول الاوروبي تسلم بالفعل الرد الايراني. وأذيع في طهران أن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي اتفق وسولانا على استئناف المفاوضات نهاية الشهر، وذلك في"محادثة إيجابية"عبر الهاتف، أعلن سولانا بعدها أنه يتوقع"عناصر مفصلة"من الإيرانيين"قريباً جداً"تتعلق بردهم على عرض الحوافز. في غضون ذلك، حذر قائد"الحرس الثوري"الإيراني الجنرال محمد علي جعفري من أن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي على أي من المنشآت النووية في بلاده، سيكون بمثابة"إعلان حرب"، فيما اعتبر الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام، أن التهديدات الأميركية الأخيرة لإيران هي"محاولة لمواصلة الهيمنة على العالم"، مكرراً أن بلاده على استعداد تام لمواجهة أي اعتداء. راجع ص 8 وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا إن جليلي أكد للأخير أنه سيتلقى"قريباً جداً عناصر ملموسة أكثر"في سياق الرد الإيراني على العرض الغربي. وأكدت مصادر في طهران أن الرد اقتصر على رسالة جوابية وقعها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، رداً على رسالة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. ويأتي الرد بعد دعوات في إيران الى التروي و"عدم إطلاق شعارات"تؤثر في المسارات الإيجابية لحل أزمة الملف النووي، وكذلك محاولات توحيد المواقف في صفوف القيادة الإيرانية، نحو أطر الحل المقبل. وبرزت مؤشرات الى ميل لاعتماد الاقتراح السويسري الذي يفيد ب"التجميد المتوازي"، لنشاطات تخصيب اليورانيوم والعقوبات الدولية خلال فترة التفاوض. ولفتت المصادر إلى أن طهران لم تعلن بوضوح ردها على عرض الحوافز، واكتفت مرحلياً بالتعاطي مع رسالة وزراء خارجية الدول الست، مشيرة إلى ان الرد على عرض الحوافز سيسلم الى سولانا بعد الانتهاء من درسه، وتحديد النقاط المشتركة مع الاقتراحات الايرانية التي قدمت للغرب في وقت سابق. وأجرى سولانا أثناء وجوده في لندن وقبل توجهه الى إسبانيا الاتصال بجليلي. وبثت الوكالة الرسمية الإيرانية إرنا، أن جليلي دعا سولانا إلى عدم السماح بتكرار"بعض أساليب التعامل التي تؤدي إلى زيادة عدم ثقة الشعب الإيراني ومجلس الشورى". وأعرب سولانا عن شكره"حسن نية إيران"وإرسالها الرد، معبراً عن ارتياحه الى الاتفاق على استئناف المحادثات. وأوضح سولانا أنه لا يسعى إلى أعمال من شأنها أن تنال من الأجواء الإيجابية الحالية، وقال:"أنا واثق بعد هذه الخطوات الإيجابية بأن أجواء المفاوضات ستكون بناءة وواعدة". واتفق الجانبان خلال المحادثة الهاتفية على استئناف المفاوضات آخر الشهر الجاري. وكان متقي أكد في وقت سابق ان"الأساس للتوصل الى تفاهم شامل بين إيران والدول الست بات متوافرا"، مشدداً على ان الموقف الايراني من الملف النووي"كان مترافقاً في شكل دائم مع تفاهم منطقي وبناء". وأشار الى استعداد بلاده"لبحث ملفها النووي في اطار تفاهم شامل"، معلناً أن الرد على الاقتراحات الغربية"سيسلم في القريب العاجل". وسئل عن احتمال إجراء مفاوضات إيرانية - أميركية مباشرة، فأجاب ان طهران"لا ترفض أي مفاوضات بناءة قائمة على الاحترام المتبادل للحقوق". وأعرب عن أسفه ل"لجوء الإدارات الأميركية السابقة والحالية"، إلى منطق التهديد والمعارضة لإيران والمنطقة". لكنه لفت إلى ان بلاده"تحترم رؤية بعض العقلاء والخبراء الاميركيين الذين يصرون على التعامل مع إيران". الى ذلك، قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية في الذكرى العشرين لإسقاط الأميركيين طائرة ركاب إيرانية إن"التهديدات الأخيرة من أميركا محاولات مستميتة من أجل استمرار هيمنتها على العالم"، مؤكداً أن إيران"لن ترضخ لأي تهديد وستقطع أيدي كل الذين ينوون التعدي على الشعب الإيراني". وأضاف أن بلاده على استعداد تام لمواجهة أي هجوم عسكري، معتبراً أن"ليس في إمكان أميركا أو أي دولة أخرى المس بإرادة الشعب الإيراني وعزمه".