سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفقت مع سولانا على نقاط مشتركة في الحزمتين ... واحتمال حوار مباشر مع أميركا . إيران تواجه عرض "الحوافز" الدولي برفض وقف التخصيب والمطالبة بالحل الشامل
خيّبت ايران توقعات الرئيس الأميركي جورج بوش وآمال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومندوبي وزراء خارجية مجموعة الدول الخمس الكبرى زائد المانيا الذين حضروا معه الى طهران، باستثناء المندوب الاميركي، اذ رفضت شرط تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم في مقابل الحصول على"عرض سخي وواسع"من الحوافز الاقتصادية والتكنولوجية والنووية. وقال سولانا ان"القوى الكبرى تريد أن تعلّق ايران التخصيب خلال المحادثات، وسنرى النتيجة حينها". واستبق الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام نهاية المحادثات التي عقدها وزير الخارجية منوشهر متقي وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي مع سولانا ومندوبي وزراء خارجية الدول الست بتأكيد رفض بلاده وقف التخصيب او تعليق نشاطاته، مؤكداً ان الاقتراحات التي يحملها سولانا"لا تندرج في سياق وقف التخصيب". وأضاف:"موقفنا واضح. لن نقبل بأي شرط مسبق يتعلق بوقف نشاطاتنا النووية". ودعا إلهام الولاياتالمتحدة إلى تغيير سياسة"التهديد واستخدام القوة"تجاه بلاده، وقال:"ولى عهد الهيمنة على المجتمع الدولي، ويجب ان تحترم الولاياتالمتحدة حقوق الشعوب والحكومات واستقلال الدول وثقافتها". وأضاف:"تحاول الولاياتالمتحدة واسرائيل تحقيق مصالحهما عبر التهديد وممارسة الضغوط وشن هجمات عسكرية ونهب الثروات، لكن ما يواجهونه اليوم في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان يثبت أن هذه التجربة فاشلة". في المقابل، تمسّكت ايران بالاقتراحات التي قدمتها الى المجتمع الدولي الشهر الماضي، والتي تتضمن تصوراً لمعالجة الأزمات الإقليمية والدولية بينها أمور تتعلق بالانتشار النووي في العالم"على مبدأ التعاون بين الدول كلها". واعتبرت التعاطي الايجابي مع الاقتراحات شرطاً للتجاوب مع سلة سولانا، لكن في اطار تصور من اربع نقاط يجب ان توافق عليه الولاياتالمتحدة وتلتزم به. وتشمل النقطة الاولى الاعتراف بحق ايران في امتلاك تكنولوجيا لتخصيب اليورانيوم على أراضيها ، قبل مناقشة كيفية تطبيق ذلك وحدوده والاشراف الدولي عليه، والثانية إقرار الدور الإقليمي لإيران والدخول معها في منظومة أمنية عسكرية مشتركة لتوفير الامن في المنطقة، خصوصاً أمن الطاقة. وتتضمن النقطة الثالثة الحصول على ضمانات صريحة وواضحة من الولاياتالمتحدة بعدم تنفيذ اي عمل عسكري او امني ضدها في المستقبل، والرابعة تخلي الولاياتالمتحدة عن مشاريع إطاحة النظام الايراني. وقال متقي:"من الطبيعي أن يعتمد موقف ايران على الردّ المنطقي والبناء للدول الست الكبرى على حزمتها"، ما يؤكد دخول طهران لعبة شد الحبال والشروط المتبادلة مع عواصم القرار الدولي التي قد تتجاوز الملف النووي والالتزام بالقرارات الدولية الى الأمن الدولي والاقليمي والاعتراف بالأمر الواقع في محاولة لتحقيق مكاسب قبل الوصول إلى حافة الهاوية او التنازل. وشدد على ان"آثار ونتائج" الاقتراحات الايرانية ستنعكس ايجاباً على"كل المسائل السياسية والامنية والاقتصادية والنووية والتعاون الاقليمي والدولي". وفي تطور لافت، سلم سولانا المسؤولين الايرانيين رسالة لم يكشف مضمونها موقعة من وزراء خارجية الدول الست وبينها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ما يشير الى احتمال بدء مرحلة جديدة بين الطرفين قد تمهد لحوار مباشر بينهما. وقال مسؤول ايراني طلب عدم كشف اسمه:"جرى فتح مسار ديبلوماسي جديد سيشكل أساساً لمحادثات نووية جديدة"، وأضاف:"توصل الجانبان الى اتفاق مبدئي على نقاط مشتركة في الحزمتين"، فيما صرح ديبلوماسي أوروبي بأن الجانبين اتفقا على الإبقاء على الاتصالات ومواصلة العمل"، لكن لا مؤشرات الى ان الجانبين ضيقا الخلافات في شأن القضية الاساس في النزاع، والتي تتمثل في رفض ايران الانصياع لمطالب الاممالمتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم.