أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس أنها أحصت ثلاثة قتلى إسرائيليين في "عملية الدهس التخريبية" التي نفذها فلسطيني من القدس ظهر أمس في شارع يافا في القدس الغربية، بالإضافة إلى نحو 40 جريحاً تراوحت إصاباتهم بين خفيفة ومتوسطة. وأكدت كل من حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"ان هجوم القدس هو نتيجة طبيعية"للعدوان"الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس. وتبنت"كتائب احرار الجليل"وهي مجموعة فلسطينية غير معروفة، مسؤولية الهجوم في اتصال هاتفي اجراه مجهول مع وكالة"فرانس برس"في رام الله في الضفة الغربية. وكانت هذه المجموعة اعلنت مسؤوليتها عن هجوم على مدرسة تلمودية في 6 اذار مارس في القدس، لكن لم يتم التحقق من صحة ذلك التبني. وفي تفاصيل الهجوم، قال قائد شرطة لواء القدس ايلان فرانكو الذي كان يتحدث لوسائل الإعلام بعد ساعة من وقوع العملية التي اعتبرتها إسرائيل"عملية إرهابية"، أن شرطياً من"وحدة الدوريات الخاصة"أطلق النار على السائق الفلسطيني وأرداه قتيلاً. وتابع إن"مخرباً كان يقود جرافة بشكل جنوني على طول شارع يافا الرئيسي قام بعملية دهس للمارة وبقلب باصي ركاب، مضيفا أن شرطيا من افراد وحدة الشرطة الخاصة هرع الى مكان الحادث وتمكن من قتله. وزاد أنه"لم تتوافر لدى أجهزة الأمن إنذارات بعملية كهذه، وأن الشرطة باشرت التحقيق والمعلومات المتوافرة هي أولية فقط". ووفقاً للتقارير الإسرائيلية وإفادات شهود، فإن الفلسطيني الذي كان يقود الجرافة بسرعة جنونية في شارع يافا حيث تجري اشغال لوضع سكة الحديد للقطار الخفيف، قام بقلب سيارات واقفة ودهس كل من صادفه في طريقه وقلب باصين للركاب وسحق عددا من السيارات الخصوصية، ولم يتوقف قبل إطلاق النار عليه. وبحسب التقارير، فإن المنفذ هو مقدسي من سكان قرية صور باهر شرق المدينة ويحمل بطاقة هوية زرقاء ومن ذوي السوابق الجنائية. ولم يعرف بعد هل منفذ العملية استولى على الجرافة ام أنه قادها بصفته احد العاملين في الشركة المسؤولة عن إقامة مشروع القطار الخفيف. وتحدثت بعض التقارير عن أنه كان يحمل مسدساً، وساد اعتقاد لدى الدوائر الأمنية بأن المنفذ تصرف بمفرده. وقامت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ببث شريط يوثق قيام شرطي إسرائيلي بقتل السائق الفلسطيني. وبحسب شريط القناة العاشرة، أفرغ ضابط آخر صعد إلى الجرافة مشط بندقية"أم 16"في رأس الفلسطيني ليتأكد من موته، فيما بثت القناة العاشرة الصور مباشرة. وروى سائق الباص الذي قذفته الجرافة وقلبته ما حصل، فقال:"فتحت النافذة لأنبه سائق الجرافة من سياقته الغريبة بعد أن صدم الباص، فإذا به يستدير بالجرافة ويرفع بكفها الباص ويقلبه... كسرت زجاج النافذة بمساعدة شرطية وهكذا تم إنقاذ الركاب". وقالت شابة إسرائيلية:"كنت أقود سيارتي وإذا بالجرافة تتقدم وترجع فطحنت سيارتي. وهذا ما فعله السائق بسيارات كثيرة أخرى". "حماس" و "الجهاد" وقال الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري لوكالة"فرانس برس":"بحسب المصادر الاسرائيلية، الحادث مقصود عملية. واذا كانت الامور كذلك، فهي نتيجة طبيعية لاستمرار العدوان والجرائم ضد اهلنا في الضفة والقدسالمحتلة". من ناحيتها، قالت"الجهاد"في بيان تلقت وكالة"فرانس برس"نسخة منه ان الهجوم"رسالة واضحة للعدو"المجرم... على العدو ان يترقب المزيد طالما استمر الاحتلال والعدوان بحق شعبنا... وطالما استمرت الانتهاكات في الاقصى والقدس". إلى ذلك، دانت واشنطن ولندن وباريس"الهجوم المريع"في القدس أمس، في حين اتصل الرئيس جورج بوش برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت معزياً، على أن يتصل لاحقاً بالرئيس محمود عباس، وفقا للبيت الابيض. ودان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان بأشد العبارات"الهجوم الشنيع"، ودعا الى مواصلة المفاوضات السلمية. كما وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الهجوم بأنه"عمل مريع".