كشف النقاب امس عن ان منفذ عملية الدهس الجماعية في القدسالمحتلة هو قاسم صلاح المغربي ( 19عاما) من جبل المكبر في الشطر الشرقي من المدينة، فيما بحثت المؤسسة الامنية الاسرائيلية المسوغات القانونية لهدم منازل منفذي الهجمات كاجراء رادع لغيرهم. وكان المغربي اقتحم بسيارة من نوع سبي ام دبليوس سوداء اللون تجمعا للاسرائيليين في قلب مدينة القدس واصاب 19منهم معظمهم من الجنود، قبل اطلاق النار عليه وقتله. وحسب المصادر الاسرائيلية لا يزال 13جريحا في مشافي القدس. واثر الهجوم عقد وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك اجتماعا امنيا ناقش "هدم المنازل" كاجراء رادع لمنع هجمات مماثلة. وقال باراك نحن بحاجة لتحرك قانوني من اجل القيام بخطوات سريعة ورادعة على هذا الصعيد، بحيث يكون بالامكان اتخاذ اجراءات فورية عقب أي هجوم ولردع أي ارهابيين محتملين" - على حد تعبيره -. وتواجه المؤسسة الامنية الاسرائيلية معضلة حقيقية في منع الهجمات، التي تستخدم فيها اليات ومركبات يقودها مواطنون مقدسيون يحملون الهوية الاسرائيلية الزرقاء، حيث يشعر جيش الاحتلال بالاحباط في قدرته على منع الهجمات التي تنطلق من الضفة لكنه يقف عاجزا عن منع العمليات التي تنطلق من القدس. وكان شاب من جبل المكبر يدعى علاء ابو دهيم شن هجوما فدائيا في معهد ديني في القدسالغربية اوائل العام الجاري ما اوقع سبعة قتلى والعديد من الجرحى. وقد اعقب ذلك عمليتان فدائيتان في القدس استخدمت فيهما جرافتان واوقعتا عددا كبيرا من القتلى والجرحى الاسرائيليين. ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان الوسيلة الوحيدة لردع "الارهابيين - على حد وصفها - هو هدم منازلهم، لكن مثل هذا الاجراء يواجه عقبات قانونية تؤجل عمليات الهدم الى اجل غير معلوم، كما حصل في عملية المعهد الديني وعمليتي الجرافتين السابقتين. وقال مصدر امني: اذا لم تستطع المؤسسة العسكرية استخدام الهدم كاجراء عقابي سريع فانه سيفقد معناه، لان الانتظار لشهور قد ينقل رسالة معاكسة الى أي شخص يفكر بتنفيذ هجوم. واضاف: علينا ان نجد الطريقة للتحرك بسلاسة، وعلى أي شخص يفكر بشن هجوم ان يرى بعينيه نتائج فعلته على حياة اسرته. وتشير معطيات المخابرات الاسرائيلية الى تزايد الهجمات الفدائية التي انطلقت من القدس خلال السنوات الاخيرة. وحسب المخابرات الاسرائيلية "شين بيت" فان 340مقدسيا اعتقلوا ما بين عامي 2001- . 2008.واعتبرت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي عملية القدس الاستشهادية، رداً طبيعياً على تواصل العدوان الإسرائيلي والحصار ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت حركة (حماس) على لسان سامي أبو زهري المتحدث باسمها أن عملية القدس هي "رد فعل طبيعي على استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". وقال أبو زهري، تعقيباً على عملية الدهس في القدسالمحتلة: "إن هذه العملية هي رد فعل طبيعي على استمرار العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني وغير ذلك من جرائم الاستيطان والتهويد لمدينة القدس". وشدد على أن هذه العملية "دليل على قدرة الشعب الفلسطيني على الإبداع وابتكار وسائل جديدة للمقاومة تحافظ على استمراريتها رغم كل العراقيل الإسرائيلية". من جهتها اعتبرت (سرايا القدس) العملية بأنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة بالضفة المحتلة وقطاع غزة"، وأكدت في بيان صحافي أن أي عدوان إسرائيلي وخرق للتهدئة "الهشة" سيقابل بالرد في الوقت والمكان المناسبين، ودعت كافة فصائل المقاومة بالضفة وغزة للرد الموحد على أي خرق سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة.