بدأت قيادة عمليات بغداد تنفيذ اجراءات أمنية مشددة وفرضت حظراً للتجول في بعض مناطق العاصمة استعداداً لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم الإمام السابع لدى الشيعة في ذكرى وفاته التي تصادف غدا الثلثاء في ظل توقعات بأن تكون الزيارة"مليونية". وأُغلقت بعض الجسور وشهدت الشوارع ازدحاماً كبيراً وبطءاً في حركة المركبات، تزامناً مع وصول أعداد كبيرة من الزائرين سيراً على الأقدام من بقية المحافظات الى منطقة الكاظمية شمال بغداد. وكشف الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا معلومات استخباراتية تؤكد نيّة"بعض المجموعات المسلحة تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف الزائرين لتعكير أجواء الزيارة في محاولة لاثبات وجودها"، مشدداً على أن القوات العراقية"تستعد لأسوأ الاحتمالات". وتوقع عطا أن تكون زيارة مرقد الامام الكاظم هذا العام"مليونية"وبأعداد مضاعفة تفوق ما شهدته الأعوام السابقة. وقال عطا إن"قيادة عمليات بغداد قررت اتخاذ مجموعة من الاجراءات الأمنية لحماية جموع الزائرين ومنها فرض حظر على سير المركبات في منطقة الكاظمية ومنع اصطحاب الأطفال أو حمل أجهزة الاتصال والهواتف النقالة التي يستخدمها المسلحون في عمليات التفجير ومنع دخول المركبات إليها ونشر ثلاث مقرات للقيادة العسكرية جوالة في الكرخ والرصافة ونشر أعداد كبيرة من القوات المسلحة في الكاظمية تتألف من الفرق 9 و6 و11 و17 من الجيش اضافة الى فرقتين من الشرطة الوطنية ووزارة الأمن الوطني". وأشار الى أن الطرق التي ستؤمن للزوار تمرّ عبر"جسر الكريعات للمواطنين القادمين من الرصافة وستكون جسور 14 رمضان وباب المعظم للمشاة فقط، فيما سيُغلق جسرا الأحرار والشهداء تماماً، على أن يُخصص جسرا الجادرية والجمهوري للمركبات". وأوضح عطا أن جسر الأئمة الذي شهد حادثة مأسوية عام 2005 في المناسبة ذاتها سيكون طريقاً احتياطاً، إذ لم يؤهل فنياً بعد وسيفتتح قريباً. وحذر قاسم عطا المواطنين من مغبة الاستماع"الى الاشاعات المغرضة التي سيطلقها الارهابيون لإرباك الزوار". وقال إن"الاجهزة الاستخباراتية تعمل حالياً لجمع المعلومات عن تحركات الارهابيين والخارجين عن القانون"، مشيراً الى"توفير عشرات المفتشات للقيام بمهمة تفتيش النساء وحوالي 700 مركبة لاعادة الزوار إلى مناطقهم". من جهته، شدد وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي على ضرورة فرض حظر لتجول المركبات في كل مناطق بغداد. وقال إن"من المصلحة أن يكون هناك حظر لتوفير الدماء العراقية"، مشيراً الى أن"العناصر المسلحة ما زالت تتحين الفرص لإسقاط النجاحات التي حققتها القوات العراقية". وأضاف الوائلي أن"هناك انتشاراً لقطعات الشرطة الوطنية ومسؤوليتها مسك كل الطرق والمداخل والمخارج المؤدية الى مدينة الكاظمية وعقد المواصلات المهمة كالجسور والتقاطعات المهمة. واننا في وزارة الامن الوطني مستنفرون في شكل كامل عبر زرع كل مصادرنا وموظفينا في مساحة بغداد وكذلك المناطق المهمة والمشمولة بهذه الزيارة". يشار إلى أن هذه المناسبة الشيعية شهدت خلال الاعوام الاربعة الماضية حوادث متفرقة كسقوط قذائف الهاون على حشود الزائرين وحدوث حالات تسمم جماعي، إلا أن الحادث الابرز كان قبل ثلاثة أعوام عندما لقي حوالي ألف زائر مصرعهم غرقاً في نهر دجلة بعد تدافع شديد حصل على جسر الأئمة الذي يربط منطقة الكاظمية بالأعظمية شمال العاصمة، والذي أُغلق منذ ذلك التاريخ ولم يتم افتتاحه حتى اليوم.