احيا مئات الآلاف من المسلمين الشيعة من عراقيين واجانب في بغداد ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، وسط اجراءات امنية مشددة نجحت في منع وقوع اعتداءات على الزوار للمرة الاولى من سنوات. وبدأت المراسم منذ الساعات الاولى من صباح الاربعاء، فيما يواصل احد رجال الدين سرد قصة الامام موسى الكاظم، نجل الامام جعفر الصادق، وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية. وسارت حشود تضم الالاف انطلاقا من جسر الائمة في شمال بغداد خلف نعش رمزي مغطى بقماش اخضر باتجاه المرقد في الكاظمية، وتردد اناشيد خاصة بالمناسبة فيما يلطم البعض على صدورهم وسط اجواء من الحزن العميق. كما غصت شوارع الكاظمية بالمشاركين المتشحين بالسواد وبينهم اطفال ونساء اتوا من مناطق مختلفة في العراق سيراً على الاقدام. وقال مسؤول العتبة الكاظمية خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء مراسم الزيارة، ان "الزيارة نجحت بجهود العراقيين واتحادهم امام الفتنة". وتحدث عن مشاركة عدة ملايين في احياء هذه الذكرى قائلا ان "الذروة كانت خلال اليومين الماضيين وليلة امس دخل اكثر من مليوني شخص واليوم اكثر من مليون". وحول عدد الاجانب رجح الانباري مشاركة عدد كبير من " 42 الف زائر دخل العراق عبر المنافذ الحدودية" . وفرضت قوات الامن اجراءات امنية مشددة على الطرق الرئيسية المؤدية الى مرقد الامام. واعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد سعد معن لوكالة فرانس برس ان "قواتنا الامنية من وزارتي الداخلية والدفاع واجهزة امنية اخرى، نفذت خطة امنية بعدة مستويات لحماية الزوار". وتحدث عن "تعاون مع باقي قوات الامن في المحافظات لتامين حماية الزوار على طريقهم الى بغداد ولوجستيا عبر التنسيق وتقسيم المهام الامنية"، موضحا ان هذا التعاون "على مستوى استخباراتي بدأ في وقت مبكر وشمل نشر عناصر من جهاز استخبارات (الشرطة) بملابس مدنية بين الزائرين". واكد العميد "عدم وقوع اي حادث او اعمال عنف خلال مراسم الزيارة". وقال حمزة عبد الستار (45 عاما) وهو عسكري متقاعد وصل الى مرقد الامام سيرا رغم بتر احدى قدميه وتعرضه لاصابات في جسده "نريد من الارهابيين ان يفتحوا عقولهم ويتوقفوا عن القتل والظلم". وطالب عبد الستار العراقيين ب"الابتعاد عن الطائفية". وقال حمود جاسم (41 عاما) الموظف في شركة نفط الجنوب الذي جاء مع زوجته وطفليه من محافظة البصرة، جنوب العراق "جئت متحديا الارهاب واتمنى ان يرى العالم الاسلامي والارهاب ان هؤلاء الناس جاؤوا متحدين الارهاب لزيارة الامام الكاظم في هذه الذكرى الاليمة". وتعد ذكرى وفاة الامام الكاظم من المناسبات الاكثر حزناً لدى المسلمين الشيعة. وولد الامام الكاظم في منطقة تعرف بالابواء بين مكة والمدينة وتوفي في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد، علما ان الادبيات الشيعية تتهم الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام عبر دس السم له في السجن. ويعتقد الشيعة ان الامام موسى الكاظم واحد القابه "كاظم الغيظ" هو صاحب كرامات ويوجهون طلباتهم اليه بصفته "ابو الحوائج" كما يطلقون عليه لقب "قتيل الظلمات". وشهدت مراسم احياء ذكرى الامام في السنوات الاخيرة حوادث امنية واعتداءات على الزوار، الا ان الخطة الامنية التي فرضتها السلطات نجحت حتى الان في منع ذلك. فقد شهدت مراسم احياء الذكرى ذاتها، احداث عنف متكررة خلال الاعوام الماضية، بينها مقتل نحو الف شخص جراء تدافع على جسر الائمة المؤدي الى الكاظمية في 31 اب/اغسطس 2005، في يوم هو الاكثر دموية منذ اجتياح العراق عام 2003. وجاءت الزيارة هذا العام بعد موجة اعمال عنف في العراق ادت الى مقتل 1045 وجرح 2397 خلال شهر ايار/مايو، حسبما اظهر بيان لبعثة الاممالمتحدة في العراق.