أشادت القيادات الأمنية والعسكرية العراقية بخطط حفظ امن الزائرين الذين توافدوا الى مدينة الكاظمية (شمال بغداد) لاحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم التي صادفت أمس (السبت). وفي ظل اجراءات امنية مشددة احتفل مئات الآلاف من الشيعة، وغالبيتهم العظمى من العراقيين، بذكرى وفاة الامام موسى الكاظم في ظل أجواء هادئة ما اعتبر نجاحاً لقوى الأمن العراقية في أول تحد حقيقي لقدراتها، ونوّه الجيش الاميركي بأداء القوات العراقية وتمكنها من سد الفراغ الامني بعد انسحابه من المدن نهاية الشهر الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف في اتصال مع «الحياة» ان «القوات الامنية العراقية، وبالتعاون مع وزارة الدفاع، نجحت في تأمين الحماية اللازمة لملايين الزائرين الذين تقاطروا من 11 محافظة الى بغداد لزيارة ضريح الامام موسى الكاظم». وأوضح ان «وزارة الداخلية شاركت بنحو 250 ألف عنصر امني توزعوا على نقاط امنية مشتركة مع الجيش العراقي امتدت على طول الطرق الرئيسية الواصلة الى مدينة الكاظمية». ووصف اداء القوات العراقية بعد نجاحها في تأمين الزيارة بأنه «رائع لأنها نجحت في اول اختبار حقيقي لقدراتها. وقد لاحظ ذلك المواطن العراقي طوال مسيره باتجاه الكاظمية». ولفت الى ان «بعض الحوادث الارهابية التي حاولت استهداف الزائرين لم تؤثر في اداء قواتنا، وكانت غالبية تلك المحاولات تحت السيطرة عدا حالة او حالتين، وهو امر طبيعي وسط الزخم الكبير المتدفق من الزائرين». وشدد على ان «القوات العراقية نجحت في أول اختبار حقيقي كبير لها للعمل منفردة منذ انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية الشهر الماضي». من جهته، اعلن الناطق باسم قيادة فرض القانون اللواء قاسم عطا إن «هذه التغطية الأمنية تعتبر أول خطة أمن مشكلة 100 في المئة من القوات العراقية». وأوضح ان «الطائرات التي أمنت مراسم احياء الزيارة كانت تابعة للقوات العراقية، وان الخطة تركزت على إحاطة الكاظمية بطوق ثلاثي من أفراد الامن بينما جابت المروحيات سماء المنطقة التي تراقبها أيضاً كاميرات مركبة على مناطيد هواء». ولفت الى ان «المجموعات المسلحة لجأت الى تغيير اسلوب عملياتها من خلال استخدام مصائد المغفلين ولعب الاطفال في قتل الابرياء». وأشار الى ان «هذه الأساليب خير دليل على فشل هذه المجموعات في زعزعة الاستقرار الامني». الى ذلك، اكد المستشار الاعلامي للجيش الاميركي نادر سليمان ان «قوات الامن العراقية اثبتت جدارتها في سد الفراغ الامني بعد انسحابنا من مراكز المدن» موضحاً ان «القوات العراقية ادت مهماتها في تأمين زيارة الكاظمية في شكل جيد واستطاعت سد الفراغ الامني ضمن حدود معينة» وقال «نحن نراقب اداء القوات العراقية عن كثب، والجيش الاميركي لا يبخل بأي مساعدة او مشورة اذا ما طلبت الحكومة العراقية منا التدخل في بعض الحالات التي تحتاج الى دعمنا». من جهته، اكد محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق نجاح الاجراءات لضمان أمن وراحة الزائرين ضمن خطة محكمة أمنية وخدمية وتسهيل عملية انتقال الزائرين إلى المدينة. وقال الامين العام للروضة الكاظمية فاضل الانباري لوكالة «فرانس برس»: «نستقبل الزوار لليوم الرابع على التوالي واعدادهم حوالى خمسة ملايين، من العرب والاجانب». ولم يكن ممكناً التأكد من هذه الارقام من مصادر مستقلة. وأضاف الانباري ان «مئات الآلاف امضوا ليلتهم داخل المرقد وفي جنباته لاحياء الذكرى التي بلغت ذروتها السبت» موضحاً ان «الزيارة نموذجية من جهة الاجراءت الامنية والانضباط والخدمات». وتابع الانباري رداً على سؤال عن اعمال العنف التي تستهدف الزوار ان «اصرار العراقيين يدفع الارهابيين الى شن هجمات (...) ان تحدي الارهابيين هو خير دليل على وحدة العراقيين وصمودهم امام التكفير والارهاب». وانتشرت على طول الطريق المؤدي الى المرقد مئات السرادق التي تقدم الطعام والماء للزائرين القادمين سيراً من المحافظات الجنوبية خصوصاً. وغصت الشوارع المحيطة بالمرقد بالرجال والنساء والاطفال الذين يحملون رايات خضراً وسوداً. ومنعت قوات الامن العراقية سير الدراجات النارية وعربات البضائع وتم نشر رجال الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. كما اغلقت السلطات الشوارع والجسور امام الدراجات والعربات لضمان امن الزائرين. ولم تشهد الزيارة حوادث أمنية كبيرة، ولم يقع اي حادث داخل حرم المرقد او بقربه خلال هذه الزيارة، لكن بعض مواكب الزائرين تعرضت في اليومين الماضيين لاعتداءات بعبوات ناسفة اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 38 آخرين. ففي الزعفرانية (جنوب بغداد) انفجرت مساء الجمعة عبوة ناسفة في موكب للزائرين كانوا في طريقهم الى الكاظمية أسفرت عن مقتل شخص واصابة ستة بجروح. وفي منطقة النعيرية، قرب بغداد الجديدة، انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن اصابة خمسة من الزائرين، كما انفجرت عبوة ناسفة في السيدية (جنوب غربي بغداد) أسفرت عن اصابة ثلاثة آخرين، كما اصيب خمسة بانفجار استهدفهم في منطقة البياع (جنوب غربي بغداد). وقتل رجل وزوجته وأصيب 12 آخرون، بينهم اربع نساء، بجروح في وقت سابق بانفجار عبوة ناسفة استهدفت الزائرين على طريق محمد القاسم السريع في منطقة بغداد الجديدة. وفي اعتداء آخر، اصيب سبعة اشخاص، هم ستة رجال وامرأة، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت الزائرين في منطقة الدورة، جنوب بغداد.