وسط إجراءات أمنية مشددة، توجهت قوافل الزوار الشيعة الى مدينة الكاظمية شمال بغداد، من كل المدن الشيعية لمناسبة ذكرى وفاة الامام الكاظم المصادفة غداً الخميس، في حين بدت العاصمة شبه خالية من حركة السيارات والدراجات في أعقاب تمديد الحكومة حظر تجول بدأ سريانه اعتباراً من فجر أول من أمس، بدلاً من ليل الخميس، كما كان مقرراً، وهو ما سبب مشاكل للسكان، ولا سيما المسافرين منهم. وبدأت مواكب الزوار بالاتجاه سيراً على الأقدام إلى الكاظمية، إلا أنهم سلكوا للمرة الأولى جسر باب المعظم المحاذي لمدينة الطب من جهة الرصافة، للعبور الى الضفة الأخرى من نهر دجلة، تلافياً لدخول منطقة الاعظمية السنية التي تشهد عمليات مسلحة منذ أربعة أيام، بعد تأمين قوات الأمن هذا الممر الجديد. كما انتشرت قوات الأمن العراقية في أحياء بغداد وأغلقت الطرق الرئيسية أمام حركة السيارات والدراجات، ومنعت المدنيين من حمل السلاح والهواتف النقالة واصطحاب الأطفال. وعزا الناطق المدني باسم خطة"فرض القانون"تحسين الشيخلي قرار تمديد فترة حظر التجول فى بغداد من الساعة الخامسة صباح أمس الأربعاء، وحتى الخامسة من صباح السبت المقبل في شكل مفاجئ، الى وجود"خطة مباغتة لتفويت الفرصة أمام المسلحين الذين قد يحاولون اغتنام النهار في حشد امكانات بغية استهداف جموع الزوار". وأضاف في تصريح الى"الحياة"أن"التمديد نتج من بعض الاشكالات، ومن بينها استمرار شركات النقل الجوي في نقل المسافرين الى بغداد، ما أدى الى تكدس أعداد كبيرة من المسافرين في المطار وأيضاً عدد آخر قدم عن طريق البر ومنع من الدخول عند منافذ العاصمة". وأشار إلى أن"وزارة النقل أعدت لحل هذه المشكلة مئتي حافلة مهمتها نقل العالقين في المطار ومنافذ برية أخرى الى مناطق سكنهم أو الى الكاظمية في حال كان الوافد يريد أداء مراسم الزيارة". وكان عشرات المسافرين القادمين من سورية والأردن علقوا عند مدخل بغداد وتحديداً في منطقة أبو غريب المضطربة أمنياً، فيما استغاث مسافرون في مطار بغداد بالحكومة لتأمين حاجاتهم مع اضطرارهم إلى المبيت في المطار طوال أيام حظر التجول. وعلى رغم استعداد الاهالي مبكراً لتأمين الوقود والمواد الغذائية خلال حظر التجول، إلا أن اعلان الحكومة تقديم موعد الحظر 15 ساعة لم يسمح لكثير منهم إكمال استعداداتهم. وأكد الشيخلي"تسيير فرق صحية لمرافقة الزوار لتأمين الخدمات الصحية، فضلاً عن نشر سيارات إسعاف على الطرقات المؤدية الى مدينة الكاظمية، علاوة على نصب عشرات السرادقات والمخيمات مجهزة بعبوات مياه وعصائر، وهي أشبه بدور الاستراحة للزائرين الذين يقطعون مسافات طويلة سيراً على الاقدام". وتعود أهالي بغداد نصب مخيمات واسعة على طرقات مناطق العلاوي والشالجية على جانب الكرخ حتى ساحة عدن القريبة من ضريح الامام الكاظم لتقديم الخدمات للزوار. وسيتواصل زحف الزوار إلى مدينة الكاظمية حتى يوم الخميس، عندما تبلغ هذه الزيارة ذروتها. وكانت أجهزة الأمن أعلنت حظر تجول في الكاظمية بدءاً من يوم الثلثاء الماضي تحسباً لأي عمليات قد تحصل ضد الوافدين". وطالب العميد قاسم عطا الناطق باسم خطة فرض القانون خلال مؤتمر صحافي الزوار"بعدم تصديق الاشاعات كون العناصر الارهابية قد تستخدم اسلوب نشر الاشاعات بهدف اثارة الهلع والارباك". ويعتبر الامام الكاظم سابع أئمة الشيعة الاثني عشرية، وهو"موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب"، وولد في المدينةالمنورة في السابع من شهر صفر عام 128 هجرية، وتوفي في بغداد في 25 رجب عام 183 هجرية، ودفن في مقبرة قريش التي سُميت لاحقاً مدينة الكاظمية نسبة إليه.