قبيل بدء أيام حظر دخول السيارات الى بغداد لمناسبة زيارة الامام موسى الكاظم، والذكرى السنوية لحادث"جسر الأئمة"، بدأت العائلات البغدادية خزن المواد الغذائية والمنزلية الأساسية وسط قلق كبير حيال من احداث مؤلمة فيما ارتفعت أسعار هذه المواد الى الضعفين. وقبل اعلان وزارة الداخلية الحظر على دخول السيارات الى بغداد، بين مساء الاربعاء وصباح السبت، سارعت غالبية العائلات الى شراء المواد المنزلية المهمة مثل البنزين والمواد الغذائية، فضلاً عن أكبر قدر من مياه الشرب، خوفاً من انقطاعها. تقول سارة عادل 36 عاماً، وهي أم لطفلين:"اعتدنا على شراء المواد المنزلية لا سيما الغذائية لأن الاسواق تغلق أبوابها طيلة أيام الحظر". وتضيف أن"ما يقلقني ليس نفاد المواد الغذائية إنما مادة الثلج، كيف سأحصل عليها وسط الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي؟"، مشيرة الى أن"أسعار المواد الغذائية ارتفعت حتى وصلت الى الضعفين". ويقول أبو سالم 65 عاماً من أهالي شارع فلسطين شرق بغداد:"اتخذنا كل الاحتياطات المنزلية التي تكفينا لاسبوع كامل تحسباً لأيام الحظر الممتدة حتى مطلع الاسبوع المقبل، إذ أننا لا نستطيع التكهن بعدم حدوث أو وقوع حوادث أمنية كالتي وقعت في العامين الماضيين"، لافتاً الى"حادثة جسر الائمة التي راح ضحيتها أكثر من ألف عراقي". وكان الجيش العراقي اعلن صباح امس ان سريان حظر حركة مرور للسيارات مدته ثلاثة أيام. وقال اللواء قاسم موسوي، كبير المتحدثين العسكريين في بغداد، ان الحظر سيبدأ الساعة العاشرة مساء اليوم الاربعاء وينتهي الساعة الخامسة صباح السبت. غير أن حظرا لحركة السيارات سيسري بدءا من الليلة في حي الكاظمية في شمال بغداد حيث يتوقع أن يتجمع آلاف الزوار عند ضريح الامام موسى الكاظم خلال الايام القليلة المقبلة. ولقي قرابة الف من الزوار الشيعة حتفهم خلال تدافع أثناء الاحتفال في العام 2005 عندما دب الذعر في صفوف حشد كان متجها صوب الضريح بسبب اشاعات بخصوص وجود مفجر انتحاري. وكانت هذه أكبر خسارة بشرية في العراق في حادث واحد منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة له العام 2003. كما نصب مسلحون بعضهم كان يختبئ فوق أسطح المباني كمينا العام الماضي للزوار خلال سيرهم بعشرات الآلاف الى الضريح مما أدى الى مقتل 20 على الاقل واصابة 300. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف قال ل"الحياة"إن"الوزارة اتخذت التدابير الامنية اللازمة لحماية الزائرين من خلال تحديد منافذ معينة لمسيراتهم باتجاه مرقد الامام الكاظم". وأكد الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون العميد الركن قاسم عطا ل"الحياة""تشديد الاجراءات الأمنية على الطرق المؤدية لمنطقة الكاظمية"، موضحاً أن"قوات الأمن كثّفت انتشارها على مداخل العاصمة العراقية لحماية الزوار القادمين من المحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية". وأضاف أن"أجهزة السونار نُصبت على الطرق الرئيسة المؤدية إلى مرقد الامام إلى جانب تمديد طرق اضافية تعتمد طرقا احتياطية خشية وقوع حوادث". وتابع:"تشترك في عملية تأمين حماية الزوار لجان الحشد الشعبي التي ستضطلع بدور مهم". وقال مصدر في وزارة الداخلية:"ارتأينا اعلان الحظر قبل يوم من انطلاق الزيارة لتفويت الفرصة على الجماعات الارهابية لتنفيذ مخططاتها الاجرامية". وأكد المفتش العام في وزارة الداخلية عقيل الطريحي تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين وزارة الداخلية والقوات المتعددة الجنسية. وقال إن"غرفة العمليات المشتركة وضعت خططاً أمنية لضمان سلامة العراقيين الذين سيتوجهون لزيارة مرقد الامام الكاظم في مدينة الكاظمية". وأوضح:"ضُرب طوق أمني مكثف حول مدينة الكاظمية، واستحدثت نقاط للتفتيش تمتد على طوال الطريق المؤدي إلى المدينة"، مشيراً الى أن"حظر التجول سيشمل السيارات فقط خشية استهداف الزائرين بسيارات مفخخة".