شهد اليوم الأول للمؤتمر الرابع للحائزين على جوائز نوبل الذي افتتحه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مدينة البتراء الأثرية أمس سجالاً سياسياً حاداً على حفلة الغداء بين الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي فاجأ الحضور باتهام العرب بأنهم"لا يعملون من أجل السلام"، ما دفع موسى إلى الانسحاب من القاعة احتجاجاً قبل أن يعود ليتبادلا المنصة. راجع ص 5 وحاول بيريز استفزاز الحضور بالمطالبة ب"مبادرة عربية لكسر الجليد"، مذكراً بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات القدس ومعاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية. وقال:"لن أحلل الأخطاء التي وقعت، لكنني أود الحديث عن عنصر واحد كان حاسماً في انجاز السلام، وهو كسر الجليد بين الطرفين". وطالب العرب ب"مبادرة حسن نية". وشدد على أن"كل شيء له ثمن. وإسرائيل دائماً كانت ترد على حسن النيات العربية". وطالب الرئيس السوري بشار الأسد"بأن لا يكون خجولاً في توجهه نحو السلام". وخاطبه قائلاً:"إذا كنت تريد السلام، لماذا تؤجل الامر؟". وعندما أنهى الشق السياسي من كلامه، خرج موسى من قاعة الطعام محتجاً. ولحق به وزير الخارجية الأردني صلاح البشير الذي أعاده وأعطاه حق الرد. وقال موسى لبيريز:"ما هي المبادرة السلمية التي قدمتها إسرائيل للعرب؟ هناك مبادرة سلام عربية عرضت السلام من 22 دولة على أساس مبادلة الأرض بالسلام، لكن لم نسمع رد إسرائيل عليها ولم تتجاوبوا معها. وأنتم لا تريدون السلام الحقيقي... لماذا لا تعلن اسرائيل دعمها للمبادرة العربية؟... أنت أستاذ في الكلام، ونحن لسنا مغفلون لنصدقك. نحن نريد فعلاً وليس قولاً". وأثارت العبارة الأخيرة تصفيقاً بين الحضور من العرب. وعاد بيريز إلى المنصة مرة أخرى للرد على موسى. وقال:"نحن أزلنا المستعمرات، وسحبنا جيشنا من قطاع غزة، ولكن حركة حماس لا تزال تطلق الصواريخ علينا"، فرد موسى من مكانه:"وأنتم تطلقون النار والصواريخ". وطالب بيريز العرب"بالقدوم إلى الكنيست وتقديم المبادرة العربية للبرلمان الإسرائيلي... وإذا ضمنتم أمن إسرائيل ووقف الهجوم وإطلاق النار علينا، فسنبادلكم ذلك بشيء"، فرد موسى:"أوقفوا بناء المستعمرات أولاً". وكان العاهل الأردني حذر في افتتاح المؤتمر من خطر"إطالة أمد النزاع وترسيخ الانقسام بين شعوب المنطقة". وقال إن"التطرف يتغذى على العنف والاحباط، وإذا لم يتم وقف هذه التوجهات، فإن خطرها لن يقتصر على تهديد استقرار المنطقة والتنمية فيها، بل سيمتد لشمل الأمن على مستوى العالم أيضاً". واعتبر أن"من الخطأ الكبير تفويت الفرص المتاحة هذا العام لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل آمنة ومعترف بها في منطقة موحدة تنعم بالسلام".