صرح العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء ان عدم اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة هذا العام سيكون "خطأ كبيرا" ، مؤكدا ان ملايين الناس في الشرق الاوسط يتطلعون لان يكونوا جزءا من شرق اوسط "مستقر ومعتدل". وقال العاهل الاردني في كلمة لدى افتتاح اعمال مؤتمر "بترا 4" لحائزي جائزة نوبل "سيكون من الخطأ الكبير تفويت الفرص المتاحة هذا العام لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وقابلة للحياة الى جانب اسرائيل آمنة ومعترف بها في منطقة موحدة تنعم بالسلام". واضاف "على الشرق الأوسط ان يخرج من دائرة الخطر"، مؤكدا ان "الخطوة الاهم في هذا الاتجاه هي تحقيق السلام من خلال إيجاد تسوية شاملة للنزاع العربي/ الاسرائيلي". الى ذلك قال الملك عبدالله في مقابلة مع صحيفة السفير اللبنانية نشرت وسائل الاعلام الاردنية نصها ان "الفلسطسنيين لن يقبلوا بديلا لوطنهم فلسطين". واضاف "على اسرائيل ان تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين". واوضح العاهل الاردني "تعايشنا مع الصراع العربي/ الاسرائيلي على مدى نصف قرن ودافعنا عن حقوق الاردنيين والفلسطينيين، وسنبقى راسخين في مكاننا مؤمنين بعدالة قضيتنا وبحق الشعب الفلسطيني في دولة وهوية فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين". وتأتي تصريحات الملك عبد الله بينما يزداد الحديث عن سيناريوهات عدة يتعلقها بضم جزء من اراضي الضفة الغربية الى الاردن. وكانت الضفة الغربية تابعة للاردن من 1950حتى احتلالها من قبل اسرائيل في 1967.وتابع الملك عبد الله "تعودنا على مثل هذه التسريبات الاعلامية والتحليلات السياسية ولانخشى على مستقبل الاردن ونحن متفائلون بأن الاردن الذي جابه تحديات عديدة سيمضي لتحقيق مستقبل افضل". وخلص الى القول ان "الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين". ويجتمع في مؤتمر "بترا 4" الذي يقام في مدينة البتراء النبطية الاثرية ( 250كلم جنوب عمان) 29من حائزي جوائز نوبل الاربعاء والخميس للسنة الرابعة على التوالي للبحث في آفاق اقتصادية جديدة. وسيناقش المشاركون مواضيع تتعلق بالاقتصاد العالمي الذي تضربه ازمة غذائية ومن المشاركين في المؤتمر الدالاي لاما والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وشخصيات اخرى كالرئيس السنغالي عبد الله واد والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس الكرواتي ستيب ميسيتش. وحدث جدل حاد أمس بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حول عملية السلام في حفل غداء اقيم لضيوف مؤتمر "بترا4" لحائزي جائزة نوبل، على ما ذكرت وكالة "عمون" الاخبارية الالكترونية الاردنية. وافاد بعض الحضور ان موسى اعترض بشدة على ما جاء في كلمة ألقاها بيريز من افكار وطروحات حول عملية السلام في الشرق الاوسط. وقالت الوكالة ان بيريز دعا العرب "لاتخاذ خطوات تجاه السلام على غرار ما قام به الملك الراحل حسين بن طلال والرئيس المصري الراحل انور السادات والاستعداد للتقدم نحو السلام". ورد عليه موسى بمداخلة "انت تتكلم عن السلام ونحن لم نسمع ولا شيء منك ولم نسمع رأي اسرائيل في السلام، انت فقط تكلمت عن الملك حسين والرئيس السادات". وسأل موسى عن موقف الاسرائيليين الفعلي من "مبادرة السلام العربية، فاسرائيل تعلن انها مستعدة فقط". واضاف "نحن منزعجون من الذي تقوم به اسرائيل من اقامة المستوطنات والتوسع بها وانتم تقومون بتغيير الاراضي وتهدمون البيوت"، وتابع بالعامية "ومش عارفين وين بدكون تخذونا، فلماذا تتحدثون عن سلام مع العرب وانتم تشتغلون بالمستوطنات؟". وقال موسى لبيريز "انت مايسترو في الحديث (...) لكننا لسنا اغبياء"، وهنا قام الحاضرون بالتصفيق لموسى. ورد بيريز على موسى "نحن سحبنا جيشنا والمستعمرات من غزة، ولكن لا تزال حماس تطلق الصواريخ علينا واذا اوقفتم الاطلاق فنحن سنعطيك شيئا عادلا". ورد عليه موسى "اوقفوا المستعمرات". وبعد هذا الحديث الطويل، انسحب موسى من الجلسة اعتراضا على عدم اعطائه حق الكلام في جلسة الغداء المخصصة اصلا لكلمة بيريز ورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي الرئيس السنغالي عبدالله واد. وبحسب الوكالة فقد اعاد وزير الخارجية الاردني صلاح البشير موسى الى القاعة بعدما تبعه الى الخارج.