شددت الجامعة العربية أمس على رفضها إدخال أي تعديلات على المبادرة العربية للسلام، فيما أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن الأخير سيناقش المبادرة مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما اليوم. وأبدى مسؤولون مصريون وفلسطينيون ترحيباً بالاهتمام الإسرائيلي بالمبادرة. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي أمس، إن"المبادرة العربية للسلام لا تعدل"، مشيراً إلى أنه"لا يوجد موقف أو مبادرة أو طرح من الجانب الإسرائيلي في شأن السلام. وإذا كان هناك طرح إسرائيلي، سننظر فيه". وأعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي أمس أنه سيناقش مع مبارك اليوم المبادرة العربية. ونقلت وكالة"أسوشيتد برس"عن اياليت فريش الناطقة باسم بيريز أن المبادرة ستطرح خلال اللقاء. وجاء هذا الإعلان لافتاً، خصوصاً أنه يأتي بعد أيام من إشادة لافتة بالمبادرة لبيريز ووزير دفاعه إيهود باراك الذي قال إن الدولة العبرية تدرسها بجدية. وكان بيريز دعا إلى تعديلات على المبادرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي حين عرض توحيد مسارات التفاوض مع العرب. وأشارت فريش أمس إلى أنه يسعى منذ ذلك الحين إلى الدفع في اتجاه هذه الفكرة في لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وغربيين. وسيلتقي مبارك وبيريز اليوم في شرم الشيخ. وستركز محادثاتهما أيضاً، بجسب الجانب الإسرائيلي، على مصير الجندي الأسير في غزة غلعاد شاليت الذي تتوسط مصر بين إسرائيل وحركة"حماس"لإطلاقه مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، إضافة إلى الأزمة المالية العالمية. وتزامنت هذه المواقف مع ترحيب مصري وفلسطيني بالاهتمام الإسرائيلي بالمبادرة. وسُئل الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس عن تصريحات بيريز وباراك، فأجاب:"إننا نرحب بذلك ونتابعه باهتمام، خصوصاً أنه يأتي بعدما كانت إسرائيل أبدته من تحفظات عن هذه المبادرة". وفي باريس، ا ف ب، رويترز قال رئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل أمس إن الفلسطينيين يأملون في أن يترجم الاهتمام الإسرائيلي إلى تحقيق تقدم في المسار الديبلوماسي المعلق منذ سنوات. وأضاف:"خلال الأسبوع الماضي بدأت إسرائيل التحدث بطريقة جديدة وإيجابية عن هذه المبادرة. ونحن نلاحظ هذا التغير في اللغة ونضع كثيراً من الآمال عليه". وأشار إلى أن"بيريز ذكر أنها مبادرة جيدة وإيجابية، وأنها قاعدة لمفاوضات دولية بين إسرائيل والدول العربية، وتحدث باراك بتعبيرات مماثلة. أعتقد بأن باراك وتسيبي ليفني متفقان في هذا الشأن". غير أنه أكد أن ليفني المشغولة بمحاولة تشكيل ائتلاف حكومي جديد لم تبلغه شيئاً عن المبادرة، ولم يذكر سبباً لاعتقاده بأنها تشارك باراك موقفه. ورأى أن تصريحات باراك كانت إيجابية رغم أنه يجب اختبارها في مفاوضات حقيقية. وقال إن هذه المبادرة العربية هي"الأشجع والأفضل لإيجاد حل كامل للصراع العربي - الإسرائيلي". لكنه استبعد التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل قبل نهاية العام. وأضاف:"لا أريد أن أكون متشائماً ولا متفائلاً، غير أنه بكل موضوعية لن يكون هناك اتفاق هذا العام". وفي نيويورك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية"عنصراً مهماً في الجهود الرامية لتحقيق التقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط". وقال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة تعليقاً على درس إسرائيل المبادرة بجدية، إن المبادرة"عنصر معترف به بوضوح في خريطة الطريق"، وان الأمين العام و"اللجنة الرباعية"اعترفا بها. وأضاف أن بان"واع بعمق إلى أهمية الدور الذي تلعبه الدول العربية في المنطقة، وهو مستمر في إيمانه بأن المبادرة العربية تمثل فرصة استراتيجية يجب على جميع الأطراف تنشيطها". وأثنى وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو على جهود السلطة الفلسطينية، لا سيما الأمنية وبناء المؤسسات، تنفيذاً لالتزاماتها بموجب خريطة الطريق، لافتاً إلى"عدم احراز أي تقدم"في إطار تنفيذ اسرائيل لالتزاماتها، وأبرزها"تجميد صادق للمستوطنات وإزالة الحواجز وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدسالشرقية".