يتوجه نحو 1.780 مليون ناخب في جمهورية مقدونيا الى صناديق الاقتراع اليوم، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات اشتراعية مبكرة تمت الدعوة اليها إثر خلافات داخل الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته بقيادة"الحزب القومي المقدوني"، وتشكّل خامس انتخابات اشتراعية منذ استقلال مقدونيا إثر انهيار يوغوسلافيا السابقة عام 1992. ويشارك في هذه الانتخابات 77 حزباً وتنظيماً سياسياً تنضوي في 18 تكتلاً انتخابياً ب1540 مرشحاً يتنافسون بحسب التمثيل النسبي على 120 مقعداً يتألف منها البرلمان المقدوني الذي مدته الدستورية أربع سنوات. وينبغي أن يحصل التكتل الذي يحق له الدخول في البرلمان الجديد على 3 في المئة من مجموع أصوات المشاركين في الاقتراع، ويتوقع أن تظهر النتائج الأولية الرسمية للانتخابات صباح غدٍ. وتشير استطلاعات رأي الناخبين الى أن"التكتل القومي الذي يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نيكولا غرويفسكي"سيأتي في المقدمة من دون الحصول على الغالبية المطلقة التي تتطلب 61 نائباً، ما سيتطلب لجوءه الى تحالفات مع أطراف أخرى. كما يتوقع أن يأتي في المرتبة الثانية التكتل الذي يتزعمه الحزب الديموقراطي الاشتراكي برئاسة رادميلا شيجيرينسكا، في حين أن التكتلين الألبانيين اللذين يقودهما حزب الاندماج برئاسة علي أحمدي قائد المقاتلين الألبان السابقين في مقدونيا، والحزب الديموقراطي برئاسة ميندوح تاتشي سيحوزان غالبية أصوات الناخبين الألبان في مقدونيا، الذين يبلغون 25 في المئة من السكان بحسب الإحصاءات الرسمية. وتركزت الدعايات الانتخابية على المواقف المتباينة من الخلاف مع اليونان جارة مقدونيا من الجنوب، التي ترفض أي تسمية لهذه الدولة تتضمن اسم مقدونيا معتبرة إياه من مآثرها الإغريقية، إضافة الى ما تشير اليه أثينا بخصوص وجود مقاطعة في الشمال اليوناني المجاور لمقدونيا تحمل اسم مقدونيا. ومن القضايا الأخرى التي شملتها الدعايات الانتخابية، العلاقات المستقبلية مع السكان الألبان والاعتراف بإعلان استقلال كوسوفو ومعالجة المصاعب الاقتصادية ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة. ويراقب الانتخابات نحو 400 خبير وصحافي دولي ومحلي، وتوقفت كل الدعايات الانتخابية اعتباراً من صباح أمس وتستمر حتى إقفال مراكز الاقتراع. ومرّت الحملة الانتخابية التي استمرت شهراً من دون مشاكل مؤثرة باستثناء حوادث بين الفئات المتنافسة في المناطق الألبانية، أسفرت عن بعض الجرحى.