فازت لوائح المعارضة القومية واليسارية بغالبية المقاعد في البرلمان المقدوني، فيما اعترف رئيس الحكومة زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي المقدوني فلادو بوتشكوفسكي بهزيمة حزبه في الانتخابات الاشتراعية التي اجريت اول من امس. ودعا بوتشكوفسكي رئيس"الحزب الثوري القومي المقدوني"نيكولا غرويفسكي الى تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت. وبحسب النتائج الأولية التي أعلنتها لجنة الانتخابات الرسمية فإن"الحزب الثوري القومي المقدوني"حصل على 55 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 نائباً، وتوزعت المقاعد الباقية كالآتي: 18 لأطراف المعارضة الأخرى وپ23 للأحزاب الألبانية وپ24 لحزب رئيس الحكومة والفئات المتحالفة معه. واعتبرت وسائل الإعلام المقدونية، نتيجة الانتخابات،"الضربة الأولى من نوعها للقوى المدعومة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك منذ انفصال مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة واستقلالها عام 1992". وأعرب تلفزيون"سيتل"الخاص في سكوبيا عن اعتقاده، بأن الحكومة الجديدة"ستعمل على تحسين العلاقات المقدونية مع صربيا، في حين ستكون حذرة في تلبية المطالب الاقتصادية للاتحاد الأوروبي". ويرجح انها ستتعاون مع رئيس الحزب الديموقراطي الألباني اربن جعفيري وغيره من الجماعات الألبانية المعارضة لقائد المقاتلين السابقين علي احمدي".وأضاف التلفزيون الذي كان يمثل وسيلة إعلامية رئيسة للحزب الفائز خلال حملته الانتخابية، ان الحكومة الجديدة"ستكون حازمة مع عصابات المافيا والجريمة المنظمة والإثراء غير المشروع، والجماعات المسلحة الألبانية ومعارضة استقلال كوسوفو". ووصف نيكولا غرويفسكي تأييد الناخبين لحزبه، بأنه"دليل على النضج السياسي الراهن في مقدونيا، واتخاذ القرار الصحيح". وأكد ان مقدونيا:"ستشهد تحولاً واضحاً في علاقاتها الدولية، اذ ستضع مصالحها القومية وظروف شعبها في المقام الأول". ومعلوم ان عدد سكان مقدونيا حوالى مليوني نسمة، 60 في المئة منهم من القومية المقدونية وپ23 في المئة ألبان، والباقي أتراك وصرب وبوشناق وغجر. وشهدت مقدونيا حرباً أهلية بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان عام 2001 استمرت سبعة اشهر، وتوقفت بضغوط اميركية وأوروبية، إلا ان التوتر لا يزال قائماً مع الجماعات التي رفضت إلقاء السلاح بقيادة"جيش التحرير الألباني"الذي يسعى الى وحدة كل الأراضي التي يسكنها الألبان في منطقة البلقان. رئيس الحكومة الجديدة ولد نيكولا غرويفسكي في سكوبيا عام 1970، وتخرج في كلية الاقتصاد في جامعة سكوبيا عام 1993. عمل موظفاً في وزارة المال الصربية في بلغراد من 1993 الى 1997. عاد الى مقدونيا، وانضم الى"الحزب الثوري القومي المقدوني"وأصبح وزيراً للمال بين عامي 1998 وپ2002. وانتخب رئيساً لپ"الحزب الثوري القومي المقدوني"عام 2003. لم يتزوج، بعد طلاقه من زوجته، وليس لديه أولاد.