قال مصدر رفيع المستوى في قطاع النفط في الخليج أمس ان السعودية رفعت إمداداتها من النفط لتلبية الاحتياجات العالمية وأنها ربما تزيد إنتاجها مرة أخرى إذا اقتضت الضرورة. وقال المصدر المطلع على السياسات السعودية ان أعضاء منظمة "أوبك"وعددهم 13 دولة، خصوصاً دول منطقة الخليج، يقتدون في الإنتاج بالطلب العالمي على النفط، لا بأهداف إنتاجية. وأعلن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري ان سوق النفط تحظى بإمدادات وفيرة وان عوامل أخرى من بينها المشاكل الاقتصادية في الولاياتالمتحدة وراء ارتفاع أسعار النفط. وصرَّح نوذري الى التلفزيون الإيراني بأن "الأدلة تشير إلى ان السوق تتمتع بإمدادات وفيرة... وارتفاع السعر يرجع إلى عوامل أخرى من بينها المشاكل الاقتصادية في أميركا". وأعلن وزير الطاقة الإندونيسي بورنومو يوسغيانتورو نية بلاده إنهاء عضويتها في "أوبك""قريباً". وقال لصحافيين في جاكرتا: "أمر رئيس البلاد بانسحابنا من أوبك، وسأوقع على الوثائق الخاصة بذلك". يذكر ان إندونيسيا انضمت إلى أوبك عام 1962، إلا ان انخفاض إنتاجها النفطي في الآونة الأخيرة حوّلها من مصدر للنفط إلى مستورد له. وهبطت أسعار النفط نحو دولارين مواصلة خسائر الجلسة السابقة مع تنامي الدلائل على ان الطلب الآسيوي قد يبدأ في التراجع مع سعي الدول المستهلكة الى خفض الدعم من خلال زيادة أسعار الوقود المحلية. وهبط الخام الأميركي الخفيف 1.81 دولار إلى 127.04 دولار للبرميل بعد ان هبط 3.34 دولار أول من أمس. وبذلك تصل خسائر الخام الأميركي منذ وصوله الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي عند 135.09 دولار للبرميل إلى نحو ستة في المئة. وانخفض سعر مزيج "برنت"في لندن 1.36 دولار إلى 126.95 دولار للبرميل. وتراجع النفط عن ذروته بسبب تنامي الأدلة على ان المستهلكين يكافحون للتكيف مع ارتفاع الأسعار. وثمة بوادر على ان الطلب على النفط قد يتراجع في آسيا مع خفض حكومات المنطقة الدعم. ورفعت حكومات البلدان الآسيوية الأدنى استهلاكاً للنفط مثل تايوان وإندونيسيا وسريلانكا أخيراً أسعار الوقود المحلية وتتأهب الهند أيضاً لزيادة متواضعة في الأسعار. إلا ان محللين يتوقعون ان يكون تأثير ذلك محدوداً ويقولون ان كبار المستهلكين الآسيويين والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم يبدون عازمين على مقاومة الضغوط الرامية الى زيادة الأسعار إلى ما بعد دورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف. وتضاعفت أسعار النفط في العام المنصرم مع لجوء المضاربين إلى السلع الأولية تحوطاً من التضخم وضعف الدولار لتستمر موجة صعود بدأت قبل ست سنوات وفي وقت يجد العرض صعوبة في مواكبة الطلب المتزايد في أسواق صاعدة مثل الصين. وأعلنت "أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية واصل الهبوط إلى 125.91 دولار للبرميل أول من أمس من 126.57 دولار قبل يوم.