انخفضت اسعار النفط نحو 14 دولاراً للبرميل منذ ذروتها في تشرين الاول اكتوبر الماضي وسجلت ادنى المستويات امس منذ تموز يوليو 2004. وبدا امس ان السعودية تعارض دعوات من دول اعضاء لتعديل سقف الانتاج ولخفض انتاج"اوبك"في الحال ورفع متوسط سعر"سلة اوبك". واعلن وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان بلاده مستعدة لتلبية اي طلبات من الزبائن حتى لو تجاوز حجمها 9.5 مليون برميل يومياً. كما شدد على ان سعر السلة لا يزال عند مستوى 33 دولاراً للبرميل وتساءل لماذا نبدل متوسط الاسعار؟. انخفضت أسعار النفط ظهر امس الى ادنى مستوياتها منذ تموز يوليو الماضي بعدما شكك وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي في ضرورة تحرك"أوبك"لخفض الامدادات النفطية. وقال النعيمي لمجموعة محدودة من الصحافيين قبل الاجتماع الوزاري ل"اوبك"الذي يبدأ في القاهرة غداً"الشتاء قادم ونطاق الاسعار لا يزال بين 22 و28 دولاراً للبرميل... لماذا اذن نفعل شيئاً". وانخفض سعر خام القياس الاوروبي"برنت"49 سنتاً الى 37.30 دولار للبرميل بينما انخفض الخام الاميركي الخفيف 65 سنتاً الى 40.77 دولار للبرميل واتجه الى التراجع الى اقل من 40 دولاراً. وشدد النعيمي على"ان مخزونات النفط لا تتزايد بسرعة كبيرة"وشكك في ضرورة اتخاذ اجراء من جانب منظمة أوبك في شأن الامدادات في ضوء ارتفاع الاسعار على النطاق الذي تستهدفه المنظمة. وأضاف الوزير السعودي، قبل الاجتماع"سعر سلة أوبك لا يزال 33 دولاراً والشتاء لم يبدأ في الشمال الشرقي للولايات المتحدة أكثر مناطق العالم استهلاكا لوقود التدفئة". وانخفضت أسعار النفط أكثر من 14 دولاراً للبرميل عن الذروة التي بلغتها في تشرين الاول أكتوبر الماضي لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربعة شهور مع ارتفاع المخزون النفطي في الدول المستهلكة بفضل زيادة انتاج"أوبك"واعتدال الطقس. وأضاف الوزير ان الانتاج السعودي لا يزال 9.5 مليون برميل يومياً وهو المستوى الذي حافظت عليه المملكة منذ آب أغسطس الماضي في اطار مساعي"أوبك"لتلبية الزيادة في الطلب. وأشار الى ان المملكة لا تجد صعوبة في تسويق هذا الانتاج وانها تعمل على الاستجابة لطلبات العملاء. وتابع"أن السعودية ستتلقى طلبات التخصيص لمبيعات كانون الثاني يناير خلال ثلاثة أو أربعة أيام وانه يسعدها ان تلبي طلبات العملاء واذا طلبوا 9.5 مليون برميل يومياً سيحصلون عليها واذا ارادو أكثر سيحصلون عليه واذا أرادوا أقل سيحصلون عليه". وهبطت أسعار النفط الى أدنى مستوى في ثلاثة شهور مع استمرار الضغوط النزولية على السوق بسبب الطقس الشتوي المعتدل في الولاياتالمتحدة وتوقعات بارتفاع مخزونات وقود التدفئة. وهبطت الاسعار أكثر من ثمانية دولارات للبرميل توازي 17 في المئة في سبع جلسات تعامل منذ اسبوعبن. وتوقعت الاسواق صباح امس نمو امدادات المقطرات بما فيها وقود التدفئة ووقود الديزل بواقع 1.6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الثالث من كانون الاول ديسمبر في ثالث زيادة اسبوعية على التوالي. وتشير توقعات الارصاد الجوية في شمال شرقي الولاياتالمتحدة، حيث يعيش 78 في المئة من مستهلكي وقود التدفئة في البلاد الى أن درجات الحرارة ستكون أعلى من معدلاتها الطبيعية هذا الاسبوع مما يقلص الطلب على وقود الشتاء. ودفع الانخفاض الحاد في أسعار النفط منتجين في"اوبك"الى الدعوة لكبح جماح زيادات الانتاج فوق السقف الرسمي للمنظمة. خسارة ربع الاسعار ومع التراجع السريع"المبرمج"لاسعار الخام يحاول الاجتماع الوزاري في القاهرة تقويم مدى السرعة التي ينبغي أن تتحرك بها المنظمة لكبح جماح زيادة في الامدادات ساهمت في دفع أسعار النفط للهبوط بواقع الربع خلال ستة أسابيع فقط. وهبطت أسعار النفط نحو 14 دولارا للبرميل عن مستوياتها القياسية، التي بلغتها في تشرين الاول اكتوبر بعدما أدى ارتفاع انتاج"اوبك"وبداية معتدلة للشتاء في نصف الكرة الشمالي الى تنامي المخزونات في الدول المستهلكة. واشار وزراء في"اوبك"الى أن الاجتماع سيركز على وقف تجاوزات الانتاج فوق السقف الرسمي. وتزيد امدادات عشرة اعضاء يخضعون لنظام حصص الانتاج بنحو مليون برميل يومياً على سقف الانتاج الرسمي البالغ 27 مليون برميل يومياً. وقال وزير وزير الطاقة الليبي فتحي عمر بن شتوان للصحافيين لدى وصوله امس الى القاهرة"نحن بحاجة لعمل شيء وعلينا الالتزام اولاً". وتحاول"اوبك"الاتفاق على تحديد المدى الذي يمكن ان تتحرك من خلاله لدعم أسعار النفط من دون تهديد النمو الاقتصادي الدولي الذي ينتظر بالفعل ان يتباطأ السنة المقبلة. وحتى الآن أبدى الطلب على الوقود مرونة في مواجهة موجة ارتفاع الاسعار السنة الجارية لكن بعض الاقتصاديين يحذر من أن التأثير الكامل لن يتضح قبل ستة شهور أخرى أو نحو ذلك. وقال محللون ان هبوط أسعار النفط لفترة قد يُساعد على الاقل في حماية النمو الدولي. وقال محللون في مؤسسة"بي.اف.سي"في تقرير"الاسعار في حدود 30 دولاراً ستعتبر تقريباً حقنة منشطة اقتصادياً". وتشعر"اوبك"بقلق متزايد من تنامي المخزونات الفائضة في الشهور المقبلة. وتحركت المنظمة في السنوات الاخيرة بشكل مستمر لخفض الانتاج بهدف تفادي ارتفاع المخزونات واثناء صناديق المضاربة عن المراهنة على هبوط الاسعار. وقال رئيس"اوبك"ووزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو"ان الزيادة الموسمية في الطلب على الوقود في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي من شأنها منع حدوث تخمة في المعروض لكن المنظمة مستعدة للتحرك اذا رأت ان الطلب يتراجع". وجدد هبوط الاسعار بنسبة 3.5 في المئة الثلثاء التكهنات بخفض محتمل في سقف انتاج المنظمة. وفي اجتماعها في الجزائر في وقت سابق من السنة اتفقت"اوبك"على خفض مفاجئ في سقف الانتاج. وقال رئيس"اوبك"للصحافيين في جاكرتا"هناك اقتراح لكن ليس بامكاني القول ما اذا كنا سنقرر خفض حصص الانتاج". وقال بورنومو"سنرى التطورات في الربع الاول حيث يكون الطلب عادة قوياً لكنه ينخفض في الربع الثاني... واذا حدث ذلك سيتعين على اوبك أن تبحث اخذ خطوات". وشدد على ان بامكان وزراء"اوبك"التنسيق واتخاذ قرار سريع. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رافائيل راميريز اول من امس"ان اوبك يجب الا تسمح لسعر سلة خاماتها النفطية بأن يتراجع دون 30 دولاراً للبرميل مردداً صدى تصريحات مماثلة لنيجيريا ودولة الامارات العربية المتحدة. وهبط سعر سلة خامات"اوبك"الى 34.21 دولار للبرميل الثلثاء. ولم تكشف السعودية اكبر مصدر في اوبك بعد عن السعر الذي تريد الآن الدفاع عنه. وسيقع العبء الاكبر من أي قرار للمنظمة بخفض الانتاج على الرياض نظراً لأنها تنتج نحو 9.5 مليون برميل يومياً منذ آب اغسطس بزيادة 890 الف برميل يومياً حصتها الرسمية الحالية. ولا تزال أسعار النفط تزيد بنحو 30 في المئة عن مستوياتها في مطلع السنة بسبب النمو الهائل في الطلب على الخام في الصينوالولاياتالمتحدة. لكن انخفاض الدولار أدى الى تقلص قيمة عائدات"اوبك"النفطية المقومة بالعملة الاميركية. وعند احتسابه باليورو يكون سعر"سلة اوبك"زاد ثمانية في المئة فقط منذ بداية السنة. كما أن الخصومات الحادة على خامات اوبك الاقل جودة أضرت بعائدات اعضائها.