عكف أعضاء أوبك الذين كان يساورهم القلق على تقييم مدى السرعة التي ينبغي أن تتحرك بها المنظمة في اجتماع الجمعة لكبح جماح زيادة في الإمدادات ساهمت في دفع أسعار النفط للهبوط بواقع الربع خلال ستة أسابيع فقط. وهبطت أسعار النفط نحو 14 دولارا للبرميل عن مستوياتها القياسية التي بلغتها في أكتوبر لتصل إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة شهور تقريبا بعد أن أدى ارتفاع إنتاج أوبك وبداية معتدلة للشتاء في نصف الكرة الشمالي إلى تنامي المخزونات في الدول المستهلكة. وأشار وزراء أوبك إلى أن اجتماع القاهرة ركز على وقف تجاوزات الإنتاج فوق السقف الرسمي، حيث كانت إمدادات عشرة أعضاء في أوبك يخضعون لنظام حصص الإنتاج تزيد بنحو مليون برميل يوميا عن سقف الإنتاج الرسمي البالغ 27 مليون برميل يوميا. وقال وزير الطاقة الليبي فتحي عمر بن شتوان لدى وصوله الى القاهرة: نحن بحاجة لعمل شيء وعلينا الالتزام أولا، وتحاول أوبك تحديد الى أي مدى يمكن ان تتحرك لدعم أسعار النفط بغير تهديد النمو الاقتصادي العالمي الذي ينتظر بالفعل ان يتباطأ العام المقبل. وحتى الآن أبدى الطلب على الوقود مرونة في مواجهة موجة ارتفاع الأسعار هذا العام ولكن بعض الاقتصاديين يحذرون من أن التأثير الكامل لن يتضح قبل ستة أشهر أخرى أو نحو ذلك. ويقول محللون ان هبوط أسعار النفط لفترة قد يساعد على الأقل في حماية النمو العالمي. وقال محللون في مؤسسة بي.اف.سي في تقرير: الأسعار في حدود 30 دولارا ستعتبر تقريبا حقنة منشطة اقتصاديا. وتشعر أوبك بقلق متزايد من تنامي المخزونات الفائضة في الشهور المقبلة، في الوقت الذي تتحرك فيه و بشكل مستمر باتجاه ضبط الإنتاج بهدف تفادي ارتفاع المخزونات وإثناء صناديق المضاربة عن المراهنة على هبوط الأسعار. وكان رئيس أوبك ووزير النفط الاندونيسي يشير الى ان الزيادة الموسمية في الطلب على الوقود خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي من شأنها منع حدوث تخمة في المعروض ولكن المنظمة مستعدة للتحرك اذا رأت ان الطلب يتراجع. وفي اجتماعها بالجزائر في وقت سابق من هذا العام اتفقت اوبك على خفض مفاجئ في سقف الإنتاج. ويشعر أعضاء أوبك بقلق متزايد من تنامي الإمدادات الإضافية في الربع الثاني من العام المقبل وهي فترة يقل فيها الطلب على النفط عادة. هذا ما أكد عليه بورنومو عندما قال: سنرى التطورات في الربع الاول حيث يكون الطلب عادة قويا ولكنه ينخفض في الربع الثاني.. وإذا حدث ذلك فسيتعين على أوبك أن تبحث اخذ خطوات. ومضى قائلا ان بامكان أوبك التنسيق بين الوزراء وأخذ قرار سريع. وقد أقنع ارتفاع النفط هذا العام معظم أعضاء أوبك أنه ينبغي للمنظمة أن ترفع النطاق السعري لنفطها وان كان بعض المندوبين أشاروا الى أن أوبك لن تجري تغييرا رسميا على النطاق السعري المستهدف في اجتماعها هذا الأسبوع. وشدد وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز على ان أوبك يجب الا تسمح لسعر سلة خاماتها النفطية بان يهبط دون 30 دولارا للبرميل مرددا صدى تصريحات مماثلة لنيجيريا ودولة الإمارات. ولا تزال أسعار النفط تزيد بنحو 30 بالمائة عن مستوياتها في مطلع العام بسبب النمو الهائل في الطلب على الخام في الصين والولايات المتحدة. لكن انخفاض الدولار أدى إلى تقلص قيمة عائدات أوبك النفطية المقومة بالعملة الأمريكية. وعند احتسابه باليورو يكون سعر سلة خامات أوبك قد زاد ثمانية بالمائة فقط منذ بداية العام. كما أن الخصومات الحادة على خامات أوبك الأقل جودة أضرت بعائدات أعضائها.