قال الأسير اللبناني في السجون الإسرائيلية، نسيم نسر، في حديث مع "الحياة" ان وزارة الداخلية الاسرائيلية، وبالتنسيق مع شرطة الهجرة وجهات أخرى، منعت تنفيذ القرار بخروجه من السجن وطرده الى لبنان في السابع والعشرين من نيسان أبريل الماضي، لرفضه خطة إعلامية حاول خلالها ممثل وزارة الداخلية الضغط عليه لتنفيذها وفيها يعلن نسيم نسر قبل لحظات من مغادرته السجن انه يرفض العودة الى لبنان ويطلب من الأمين العام ل?"حزب الله"السيد حسن نصر الله، عدم التحدث باسمه أو شمله في صفقة الأسرى. وقال نسيم ان ممثل الداخلية أبلغه انه سيغادر السجن بعد موافقته على التصريح بما يطلب منه في وقت تقوم جهات أخرى بنقل تصريحاته الى وسائل الإعلام الاسرائيلية وبعد الكشف عنها يغادر السجن. وقال نسيم انه خلال اللقاء ركز ممثل الداخلية على التحريض على"حزب الله"ونصر الله واقترح نصوصاً توجه إساءة مباشرة للأمين العام للحزب وتهدف الى التخفيف من أهميته ومكانته في كل ما يتعلق بالأسرى. وأضاف نسيم ان رفضه التجاوب مع مطلب إطلاق التصريحات الإعلامية أثار غضب ممثل الداخلية فأجرى اتصالات مع جهات عدة وقبل مغادرته السجن قرر إعادة نسيم الى غرفة العزل ومنع تنفيذ قرار الإفراج، خلافاً للقوانين الدولية والإسرائيلية. وعلى رغم إبلاغ نسيم نسر ان تسليمه للقوات الدولية في جنوبلبنان"يونيفيل"والصليب الأحمر قد يتم الأحد المقبل أو الاثنين، توقعت جهات أخرى تأجيل إبعاده الى لبنان الى حين تنفيذ صفقة الأسرى التي تشمل سمير القنطار وأربعة أسرى من"حزب الله"وعشر جثث للحزب مقابل الجنديين الاسرائيليين لدى الحزب، الداد ريغيف واودي غولدفا. ووفق ما لمسه نسيم نسر من أجواء في أعقاب الحديث عن اقتراب موعد تنفيذ الصفقة يستبعد ان تقتصر على الأسرى اللبنانيين، وعلى رغم انه لن يحزم حقيبته في انتظار مطلع الأسبوع المقبل، لعدم ثقته بأي بلاغ يصله من أي مسؤول إسرائيلي، يتوقع ان تلتزم إسرائيل هذه المرة تنفيذ قرار إعادته في محاولة لتمهيد الأجواء لتنفيذ الصفقة، وإظهار نيات إيجابية. وقالت المحامية سهى منذر، التي تتابع قضية نسر انه يتعرض لظروف صعبة وخطيرة داخل العزل حيث المساحة الصغيرة للغرفة وعدم حصوله على الطعام الكافي مشيرة الى انخفاض وزنه اكثر من عشرين كيلوغراماً. أما نسر فيقول انه يقضي وقته في غرفة العزل بين الحشرات والجرذان فيما لا يسمح له بالخروج الا لفترة قصيرة كل بضعة أيام، يستغلها للحديث مع طفلتيه. وقال شقيقه عمران نسر ل"فرانس برس"في بلدة البازورية الجنوبية:"نسيم اتصل قبل أيام وأبلغنا انه سيتم الإفراج عنه الأحد". وأوضح عمران ان شقيقه"تسلم وثيقة تبلغه بأنه سيتم ترحيله من إسرائيل"بعد الإفراج عنه. الى ذلك، رأت مصادر إسرائيلية ان الإعلان عن تقدم في مفاوضات صفقة الأسرى يؤكد ان"حماس"و?"حزب الله"ينسقان بينهما في كل ما يتعلق بمصير الجنود الأسرى الثلاثة في غزةولبنان. وتوقعت هذه المصادر ان تنفذ قريباً صفقة شاملة في المنطقة تضمن أيضاً الجندي جلعاد شليط. وذكر التلفزيون الإسرائيلي ان"حزب الله"ابلغ الوسيط الألماني انه على استعداد لنشر تقرير مفصل حول جهوده في البحث عن الطيار المفقود، رون أراد، والنتائج التي توصل اليها، الأمر الذي دفع الاسرائيليين الى التراجع عن شرطهم عدم الإفراج عن سمير قنطار إلاّ مقابل معلومات عن رون أراد. وأما تنازل نصر الله عن الأسرى الفلسطينيين، فبرأي محللين إسرائيليين، يأتي في أعقاب النصر الساحق الذي حققه الاسبوع الماضي على خصومه في لبنان، الذي أتاح له القليل من الليونة، على حد قولهم. وتقدر إسرائيل ان لدى"حزب الله"جثتين وقالت مصادر ان التفاوض الذي يجرى في هذه الأثناء تحول من"صفقة أحياء". وفي بيروت قال القيادي في"حزب الله"الشيخ حسن عز الدين رداً على سؤال عن المفاوضات في موضوع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية:"اعتقد أنه، كما قال السيد حسن نصر الله الفرج قريب وسمير القنطار ورفاقه سيكونون بين أهلهم وشعبهم في أقرب وقت ممكن". ونفت المسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر سمر القاضي أن"تكون لدى اللجنة أي معلومات رسمية في خصوص عملية تبادل للأسرى بين حزب الله وإسرائيل، أو أي معلومة عن الأسيرين الاسرائيليين لدى حزب الله". وقالت:"كل ما لدينا هو ما سمعناه في بعض التصريحات وما قرأناه في بعض الوسائل الإعلامية"، مشيرة إلى"استعداد اللجنة لتسهيل أي عملية في هذا الخصوص"، ولافتة إلى"أن اللجنة ليست طرفاً في أي مفاوضات، إنما يقتصر دورها على أن تكون الوسيط المحايد بين جميع الأطراف".