قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" امس ان دمشق تجري اتصالات مع الدول العربية والمفوضية الاوروبية ل "ايجاد آليات ترمي الى سد الثغرات" الموجودة في مشروع الاتحاد المتوسطي الذي أقرته القمة الاوروبية في آذار مارس الماضي، مشيرة الى ان بقاء المشروع في صيغته الحالية يقدم"التطبيع المجاني"الى اسرائيل من دون ربطه بتحقيق السلام. وكان الرئيس نيكولا ساركوزي دعا الرئيس بشار الاسد الى حضور قمة مقررة في باريس في 13 تموز يوليو المقبل لاطلاق المشروع المتوسطي. واوضحت المصادر ان دمشق لم ترد بعد رسميا على الدعوة الفرنسية، مع تأكيدها ضرورة التنسيق بين الدول العربية واستيضاح الكثير من الامور قبل الوصول الى اجتماع قمة لقادة الدول المعنية. وكان ساركوزي طرح خلال حملته الانتخابية في مدينة تولون الفرنسية في شباط فبراير عام 2007 فكرة اقامة"الاتحاد المتوسطي"، والتي قوبلت بتساؤلات من المانيا ودول اوروبية اخرى، الى ان أقر في القمة الاوروبية الاخيرة بعد تعديلات في بنوده، بما يسمح باقامة مشاريع مشتركة في البيئة وامور اخرى في الحوض المتوسطي، وان تكون الرئاسة مشتركة بين 27 دولة اوروبية و12 متوسطية مع اقامة سكرتاريا للمشروع. واوضحت المصادر السورية ان دمشق قابلت المشروع بعدد من"التحفظات والتساؤلات بسبب الغموض في بنوده"، بينها ما يتعلق بالعلاقة بينه وبين عملية برشلونة التي انطلقت نهاية 1995، باعتبار ان الجانب السوري يعتقد ان"عدم نجاح عملية برشلونة في شكل كامل يعود الى اسباب سياسية لعدم تحقيق السلام بين اسرائيل والدول العربية وليس لاسباب فنية، الامر الذي يطرح تساؤلات عن معنى طرح مشروع جديد". وتابعت المصادر ان الجانب السوري يأخذ على باريس عدم التشاور مع دمشق خلال الإعداد للمشروع، ويشدد في اتصالاته مع المفوضية الاوروبية باعتبارها المسؤولة عن المشروع وليس باريس، على اهمية ان يكون الاتحاد المتوسطي"تحت مظلة عملية برشلونة"، ما يعني اقتراح تغيير اسمه ليصبح"عملية برشلونة: نحو تعزيز التعاون من اجل المتوسط"، وان يكون هناك تفسير لكيفية انضمام جميع الدول الاوروبية، بما في ذلك غير المجاورة للمتوسط"، في مقابل اصرار اوروبي على ان تقتصر الدول العربية على تلك المحازية للبحر المتوسط مع ليبيا. وطرحت المصادر السورية اسئلة اخرى تتعلق ب"آليات اتخاذ القرار"، ذلك ان الصيغة الحالية في طرح المشاريع المشتركة والاتصال بين الدول الاعضاء وعقد الاجتماعات ومكان حصول ذلك واقامة سكرتاريا مشتركة تعني"تقديم التطبيع المجاني لاسرائيل"، قبل ان تشير الى ضرورة الاكتفاء بدور المفوضية الاوروبية من دون الحاجة الى سكرتاريا جديدة، باعتبار ان المفوضية"قامت بدورها في عملية برشلونة، ولم تعرقلها". الى ذلك، استقبل الرئيس الأسد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ. وعلم ان وزير الخارجية وليد المعلم سيزوز جنوب افريقيا السبت لبحث العلاقات الثنائية.