تعهد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور رودلف أدادا نشر 80 في المئة من القوة المشتركة في الإقليم بنهاية العام، مؤكداً أن العنف انحسر في شمال الاقليم وجنوبه لكنه لا يزال مستمراً في غربه المتاخم للحدود التشادية الذي يشهد مواجهات بين القوات الحكومية و"حركة العدل والمساوة"، فيما اتهم الرئيس عمر البشير جهات بحصار شعبه وتجويعه لإطاحة حكومته، وقال"طلبوا منا التطبيع مع اسرائيل في مقابل حفنة من الدولارات، لكننا رفضنا". وقال أدادا في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس عقب عودته من نيويورك بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن، إن الحكومة السودانية لا تتحمل مسؤولية تعثر نشر القوة الأممية - الافريقية في دارفور"يوناميد"، موضحاً أن القوة الأفريقية التي تشكل معظم القوة ليست مدربة ولا تمتلك معدات عسكرية كافية لإنجاز مهماتها، ولكن أصدقاء"يوناميد"وهم"أميركا وفرنسا وكندا وبريطانيا والنروج"تعهدوا توفير آليات ومعدات وتدريبها حتى تكون في مستوى القوة الدولية. وتابع:"يوناميد لن تفشل". وعزا تدهور الأوضاع الأمنية إلى انتشار النهب المسلح واللصوصية. وقال إن كتيبتين ستصلان إلى دارفور من مصر واثيوبيا في حزيران يونيو المقبل. وعلى رغم تأكيده وجود معوقات على الأرض أمام نشر تلك القوات، إلا أن أدادا شدد على أن بعثته لن تنتظر وصول كل القوة للبدء في عملها، وأعرب عن ثقته التامة في قدرة تلك القوات في تحسين الأوضاع. وقال أدادا إنه لا يمكن القاء اللوم على طرف واحد في تأخر نشر القوة المشتركة، مشيراً إلى أن الخرطوم أوفت بالتزاماتها، إلا أن المجتمع الدولي لم يوفر سوى 275 عنصراً فقط من 3 آلاف جندي كان يفترض نشرهم قبل وصول"يوناميد". وأعرب أدادا عن سروره ازاء اللقاءات التي يجريها المسؤولون السودانيون مع واشنطن ولندن، مبيناً أن وزير الخارجية السوداني دينق الور أكد له أن الخرطوم تجري عملية مصالحة شاملة مع الدول كافة. وأضاف أدادا ان موازنة"يوناميد"سترتفع من 1.2 بليون دولار الى 1.7 بليون دولار خلال الفترة من حزيران المقبل إلى حزيران 2009، واعتبرها أكبر بعثة أممية في العالم وسيصل عدد عناصرها العام المقبل الى 30 ألفاً. إلى ذلك، اتهم الرئيس السوداني عمر البشير جهات أجنبية بالسعي إلى تقسيم السودان. وقال إن الجهات ذاتها ظلت تمارس حصاراً وضغوطاً لتجويع شعبه حتى ينقلب على حكومته ويطيحها. وأضاف:"لكنهم نسوا أن الأرزاق بيد الله". وقال البشير أمام حشد جماهيري في ولاية البحر الأحمر في شرق البلاد التي يزورها حالياً، إن تلك الجهات ظلت تتهم السودان بارتكاب جرائم حرب واغتصاب وتطهير عرقي وقصف المدنيين بالطائرات في دارفور، ولكن"هم الذين يرتكبون هذه الجرائم بالطائرات الأميركية في العراق والصومال وأفغانستان"، منادياً بضرورة توحيد الصف الوطني والوقوف خلف حكومته. واستهجن البشير مطالبة بعض الجهات حكومته بتطبيع علاقتها مع إسرائيل، شرطاً لتلقي الدعم والمساندة الاقتصادية والسياسية من أميركا وأوربا والدول الغربية. وتابع"طلبوا منا التطبيع مع اسرائيل في مقابل حفنة من الدولارات ولكننا رفضنا ونقول لهم إن الحصار والجوع لا يزيدنا إلا صلابة وقوة ولن نموت بالجوع ولكننا سنموت شهداء". ووجه البشير انتقادات عنيفة الى الولاياتالمتحدة وحلفائها، وقال إن"الله يأمرنا ألا نتخذ اليهود والنصارى أولياء". وأضاف:"نحن لا نخشى نزع أميركا للملك والسلطان".